جميلة أنت كصلوات الأطفال
و كما النّهايات السّعيدة في حكايات جدّتي؛
فمن علّمك كلّ هذا البكاء؟ !
نعم؛ أنا أحبّ الشّاي حلوا،
أشرب قهوتي مرّة
و صرت أحبّ الحليب مذ
تهجّت عيناي بياض فخذيك في التنّورة السّوداء القصيرة !
هل يزعجك أن أفتح النّافذة
و أن نطلّ، أنا و هي، على شفتيك المبتسمتين
بينما أصابع الضّوء تتسلّق قميصك الفستقيّ الخفيف؟ !!
مازلتِ، على مهل، ترتشفين قهوتك
وتتصفّحين وجه أيلول من خلال النّافذة
و تهمسين: ليتها تمطر... لقد مللت كنس كلّ هذا الغبار...
و أنا مازلت أفتّش،
مذ ابتسمتِ في رشفتك الثالثة،
في نبوءة البنّ في قعر فنجاني عن حصان و باقة ورد
و عن شرفة فكّت كلّ أزرار قميصها
و تركت جديلة ياسمين تتدلّى ليتسلّقها عاشق اكتمل فيه الاشتياق
و أُبحرُ نحو جزيرتَيْ العسل في عينيك
و أسأل باب غرفتك، في صمت:
لِمَ تركت كلّ هذا الحزن يعبر لعينيها؟ !!
يجيب الباب:
وحدهم العابرون في الشّوارع
أجّروا عينيها للحزن... و رحلوا...
جميلة أنت كخرافة شعبيّة انتهت بعبارة:
" و عاشوا في ثبات و نبات و خلفّوا صبيان و بنات"
و أنا أصير رجلا يجوب أجمل مدن العالم داخل حاوية شحن
كلّما حدّثتني عن كومة ملابسك الدّاخليّة في غسّالة الملابس،
عن حمّامك هذا الصّباح،
عن "السّويت" الذي لم يكن محكم التحضير فآلمك و أنت تنزعين الشّعر الزائد،
عن نومك عارية تماما ليلة البارحة
و عن منخل الدّقيق الذي يجبر نهديك على التّأرجح !
مازلت تفضّلين الجلوس و أنت تضعين رجلا على رجل
كلّما جلسنا وجها لوجه
و تطيلين انحناءك لتأخذي فنجان قهوتك من فوق الطّاولة القصيرة !!
و أنا قطيع ذئاب يترصّد بتنورتك السّوداء
و يكمن لقميصك الفستقيّ الخفيف كلّما انحنيت لفنجان قهوتك
و يعوي
كلّما
اكتمل الحزن فيك...
.
هيثم الأمين
تونس
و كما النّهايات السّعيدة في حكايات جدّتي؛
فمن علّمك كلّ هذا البكاء؟ !
نعم؛ أنا أحبّ الشّاي حلوا،
أشرب قهوتي مرّة
و صرت أحبّ الحليب مذ
تهجّت عيناي بياض فخذيك في التنّورة السّوداء القصيرة !
هل يزعجك أن أفتح النّافذة
و أن نطلّ، أنا و هي، على شفتيك المبتسمتين
بينما أصابع الضّوء تتسلّق قميصك الفستقيّ الخفيف؟ !!
مازلتِ، على مهل، ترتشفين قهوتك
وتتصفّحين وجه أيلول من خلال النّافذة
و تهمسين: ليتها تمطر... لقد مللت كنس كلّ هذا الغبار...
و أنا مازلت أفتّش،
مذ ابتسمتِ في رشفتك الثالثة،
في نبوءة البنّ في قعر فنجاني عن حصان و باقة ورد
و عن شرفة فكّت كلّ أزرار قميصها
و تركت جديلة ياسمين تتدلّى ليتسلّقها عاشق اكتمل فيه الاشتياق
و أُبحرُ نحو جزيرتَيْ العسل في عينيك
و أسأل باب غرفتك، في صمت:
لِمَ تركت كلّ هذا الحزن يعبر لعينيها؟ !!
يجيب الباب:
وحدهم العابرون في الشّوارع
أجّروا عينيها للحزن... و رحلوا...
جميلة أنت كخرافة شعبيّة انتهت بعبارة:
" و عاشوا في ثبات و نبات و خلفّوا صبيان و بنات"
و أنا أصير رجلا يجوب أجمل مدن العالم داخل حاوية شحن
كلّما حدّثتني عن كومة ملابسك الدّاخليّة في غسّالة الملابس،
عن حمّامك هذا الصّباح،
عن "السّويت" الذي لم يكن محكم التحضير فآلمك و أنت تنزعين الشّعر الزائد،
عن نومك عارية تماما ليلة البارحة
و عن منخل الدّقيق الذي يجبر نهديك على التّأرجح !
مازلت تفضّلين الجلوس و أنت تضعين رجلا على رجل
كلّما جلسنا وجها لوجه
و تطيلين انحناءك لتأخذي فنجان قهوتك من فوق الطّاولة القصيرة !!
و أنا قطيع ذئاب يترصّد بتنورتك السّوداء
و يكمن لقميصك الفستقيّ الخفيف كلّما انحنيت لفنجان قهوتك
و يعوي
كلّما
اكتمل الحزن فيك...
.
هيثم الأمين
تونس