أ. د. عادل الأسطة - مقهى البرلمان وشارع النصر و " الفقدان " :

توفي أول أمس المربي والشاعر لطفي الزغلول " أبو العبود " فتوالت خسارات مقهى البرلمان .
لم يكن أبو العبود من رواد المقهى الشعبي الذي يجلس فيه كبار السن يؤرجلون ويتابعون أخبار نابلس والضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان أيضا ويتكلمون غالبا باللهجة النابلسية ويستخدمون الأمثال الشعبية النابلسية القح التي كنت أسمعها من أفواههم فأوردها في خربشاتي .
كنت أجلس قبل عقد ونصف في المقهى وعندما يمر أبو العبود أدعوه للجلوس ، حتى صرنا من رواد المقهى المعروفين وصار قسم من الحضور يجرنا إلى الحديث جرا ، ومع الأيام صرنا من العائلة ، ولكن مرض أبو العبود في الأعوام الخمسة الأخيرة حال بينه وبين مواصلة التردد على المقهى .
أمس توفي الشاعر الذي لم أره منذ ثلاث سنوات تقريبا بسبب تردي أوضاعه الصحية ، وحين سألني أبو الروح إن كنت سمعت بخبر موته - أي موت الشاعر ، أجبته بأنني نعيته في وسائل التواصل الاجتماعي .
منذ العام ١٩٧٣ وأبو الروح يدير المقهى وحيدا ، ومنذ أسبوع أجلس على رصيف المقهى الخالي من الرواد ، وحين يحضر أبو الروح لي مشروبي يجلس لنتجاذب أطراف الحديث .
قبل ثلاثة أيام تحدثنا عن الصبانات في المدينة ، صبانة صبانة ، وعن تحول قسم منها إلى متحف أو إلى حمام تركي وما شابه ، ومنه عرفت أنه لم يبق في المدينة سوى صبانتين ، ومع إغلاق بقية الصبانات ما عدنا نسمع بأسماء الصابون السابقة .
أمس دار الحديث عن رواد المقهى الذين توفوا ، فعددنا أسماء من ماتوا في العامين الأخيرين :
- أبو ناجح الدحدوح
- أبو زياد الشبيري
- أبو بشارة دوماني (؟)
- الحاج صالح الداري
وذكرنا علما من إعلام الشارع وهو أبو شريف منى صاحب المخبز المتخصص ببيع الخبز البلدي الأسمر و ...
وأول أمس توفي الشاعر أبو العبود ، وأحيانا كثيرة في هذه الأيام يخلو المقهى من رواده و ...
وأنا في العام ١٩٦٩ درست في مدرسة الملك طلال التي درس فيها أبو العبود مادة التاريخ ، وفي العام ١٩٨٢ تزاملنا معا في جامعة النجاح الوطنية حيث علم اللغة العبرية وصرت أنشر له قصائد شعرية في جريدة " الشعب " المقدسية التي حررت صفحات الثقافة فيها ، و ...
وفلسطين ما زالت مدووشة بأخبار السجناء الستة الهاربين من سجن جلبوع الإسرائيلي بحثا عن حريتهم ، وبأخبار الكورونا وعدد الإصابات والتطعيم وشهر أيلول وورقه الأصفر ، فماذا يخبيء لنا أيلول هذا العام ؟
صباح الخير
خربشات
٩ / ٩ / ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى