إلقاء القبض أمس على الأسيرين محمود العارضة ويعقوب قادري اللذين حررا نفسيهما ، برفقة أربعة آخرين من سجناء سجن جلبوع ، لمدة بضعة أيام ، إلقاء القبض عليهما يلقي بظلال حزينة على الفلسطينيين إلا الصالحين منهم الذين كتب عنهم ( هلل كوهين ) كتابه " عرب صالحون " وخدموا الدولة وشخصهم إميل حبيبي في روايته " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ( ١٩٧٤ ) ، وإن صحت الأخبار ، بأن مواطنا فلسطينيا من الناصرة أبلغ عن الأسيرين ، فإن إسرائيل لم تتمكن من الانتصار علينا إلا بمساعدتنا لها في ذلك ، وهذا طبعا ليس بالاكتشاف العظيم .
العبارة الأكثر تعقيبا على الحدث ، كما تابعت التعليقات على الخبر الذي أذاعته فضائية الجزيرة ، كانت " حسبي الله ونعم الوكيل " تليها عبارات تجلد الذات الفلسطينية وتنعت قسما منا بالخون والجواسيس وما شابه من كوننا " عربا صالحين " .
عموما فإن إمكانية إلقاء القبض على الفارين كانت واردة وكانت أحد احتمالات ثلاثة :
- النجاح بالفرار خارج فلسطين
- الاستشهاد
- إلقاء القبض عليهم ،
وأعتقد أنه ما كان علينا أن نفاجأ حتى من احتمال أن يبلغ عنهم " العرب الصالحون " منا .
هل فوجيء الأسيران باعتقالهما ؟
لا أظن ذلك ولذلك لم تفارق الابتسامة محيا كل منهما ، وربما كانت الابتسامة ابتسامة المنتصر ، فقد شغلت قصة نجاحهما في الهروب المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي بأسره . ( أرسل إلي صديق صورة غير الصور التي عممت مبتسمين فيها ؛ صورة يبدوان فيها منهكين شاحبي الوجه كاظمي الغيظ )
من الأسر أخرجوا أنفسهم وإلى الأسر عادوا وكلنا أسرى وسجناء ، وكما قالت أم سعد في رواية كنفاني " أم سعد " :
السجن حبس والبيت حبس والراديو حبس والجريدة حبس ومزهريات بيوتنا قضبان حبس ، وجاءت الكورونا لتحول العالم كله إلى سجن ولتسجن أيضا دولة السجون ، الدولة الديموقراطية الواحة في الصحراء العربية .
ليس ثمة سوى مشاعر غامضة يملؤها الحزن و " كله بروح مع الغسيل " .
اذكروا لي اسم دولة واحدة في التاريخ نشأت وقويت وسادت ثم لم تزل . إسرائيل مصيرها أيضا مصير دولة الرومان ودولة فارس والامبرطورية العثمانية والامبرطورية التي لم تغب عنها الشمس ومصير الاتحاد السوفيتي ، وفي ما يقوله لنا التاريخ عزاء ومواساة .
لا أعرف كم يبلغ عدد السجون في دولة أبناء العمومة المسيجة بالجدران والأسلاك الشائكة ؛ الدولة التي ليست إلا سجنا كبيرا سجنتنا فيه وسجنت أيضا مواطنيها فيه .
والآن ثمة إطلاق نار كثيف في المنطقة التي أسكن فيها .
صباح الخير
خربشات
١١ أيلول ٢٠٢١
العبارة الأكثر تعقيبا على الحدث ، كما تابعت التعليقات على الخبر الذي أذاعته فضائية الجزيرة ، كانت " حسبي الله ونعم الوكيل " تليها عبارات تجلد الذات الفلسطينية وتنعت قسما منا بالخون والجواسيس وما شابه من كوننا " عربا صالحين " .
عموما فإن إمكانية إلقاء القبض على الفارين كانت واردة وكانت أحد احتمالات ثلاثة :
- النجاح بالفرار خارج فلسطين
- الاستشهاد
- إلقاء القبض عليهم ،
وأعتقد أنه ما كان علينا أن نفاجأ حتى من احتمال أن يبلغ عنهم " العرب الصالحون " منا .
هل فوجيء الأسيران باعتقالهما ؟
لا أظن ذلك ولذلك لم تفارق الابتسامة محيا كل منهما ، وربما كانت الابتسامة ابتسامة المنتصر ، فقد شغلت قصة نجاحهما في الهروب المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي بأسره . ( أرسل إلي صديق صورة غير الصور التي عممت مبتسمين فيها ؛ صورة يبدوان فيها منهكين شاحبي الوجه كاظمي الغيظ )
من الأسر أخرجوا أنفسهم وإلى الأسر عادوا وكلنا أسرى وسجناء ، وكما قالت أم سعد في رواية كنفاني " أم سعد " :
السجن حبس والبيت حبس والراديو حبس والجريدة حبس ومزهريات بيوتنا قضبان حبس ، وجاءت الكورونا لتحول العالم كله إلى سجن ولتسجن أيضا دولة السجون ، الدولة الديموقراطية الواحة في الصحراء العربية .
ليس ثمة سوى مشاعر غامضة يملؤها الحزن و " كله بروح مع الغسيل " .
اذكروا لي اسم دولة واحدة في التاريخ نشأت وقويت وسادت ثم لم تزل . إسرائيل مصيرها أيضا مصير دولة الرومان ودولة فارس والامبرطورية العثمانية والامبرطورية التي لم تغب عنها الشمس ومصير الاتحاد السوفيتي ، وفي ما يقوله لنا التاريخ عزاء ومواساة .
لا أعرف كم يبلغ عدد السجون في دولة أبناء العمومة المسيجة بالجدران والأسلاك الشائكة ؛ الدولة التي ليست إلا سجنا كبيرا سجنتنا فيه وسجنت أيضا مواطنيها فيه .
والآن ثمة إطلاق نار كثيف في المنطقة التي أسكن فيها .
صباح الخير
خربشات
١١ أيلول ٢٠٢١