ما هو معيار علي الحاج في تنسيب أصوله للسودان، هل هو المعيار المكاني؟ لو كان كذلك فقد كان متواجداً في ألمانيا أيضاً، أما إن كان يريد نسبة نفسه لأصول عرقية، فإن عليه أن يرتد إلى الوراء حتى يصل إلى جده الأول (آدم) والذي قد يكون مهبطه من الجنة في تركيا أو ألمانيا نفسها. إن البشرية لا تعرف أصولها على وجه الدقة الحاسمة، بل تضع حقبة زمنية (تكون في الغالبة) حيث لديهم علم ظني بجد ما فينسبوا أنفسهم إليه. وجدهم نفسه كان قد بحث عن جذر ظني قريب، وهكذا..لذلك فإن علي الحاج لا يختلف عن هتلر كثيراً، فهتلر دعا إلى أصالة العرق الآري، وإذا بحثنا عن العرق الآري فليس من المستبعد أن يكون إيرانياً أو حتى من قبيلة في مجاهل أمريكا اللاتينية ثم عبرت الجينات بالقوقاز. إن الجندي الأمريكي يقاتل من أجل أمريكا، لكنه في الغالب سيكون من ارتدادات جذرية ظنية في أوروبا، ومع ذلك فقد تبَنَّى أمريكا كمعيار للأصالة، مغالطاً الهندي الأحمر، الذي في الواقع لا علاقة له بالهند، أو ربما تكون له ارتدادات جذرية من أقاصي الصين أو حتى الدينكا في جنوب السودان.
إن الأصول وهم كبير، لكنه وهم أثر في تاريخ البشرية، التي لم تتطور لولا اعتدادها بما تعتقده أصولاً لها. وهكذا يبحث الإنسان دوما عن تنميط ذاته داخل تحيزات ضيقة، لكي يتمكن من حماية نفسه من خلال تلك الأجسام التي ينتمي لها، حتى على مستوى كرة القدم، فبالرغم من أنه لا اختلاف حقيقي بين الهلال والمريخ سوى في الاسم ولون التيشيرت فإن البعض يشنقون أنفسهم حين ينهزم فريقهم، وهذا خلل عقلي سائد عند بني الإنسان.
يعتقد البعض ان العنصرية سيئة، وهذا صحيح، على المستوى المثالي، غير أن هذه العنصرية هي أحد أسلحة الإنسان في معركته الأزلية من أجل البقاء.
وإذا تماثل جميع البشر في العرق فسيبحثون عن تحيزات عنصرية على معايير أخرى، كطول الجسم، أو شكل الأنف وإن تطابق كل البشر فسيبحثون عن تحيزات حتى على مستوى شكل آثار البول على الأرض. فلا يمكن للبشرية ان تحيا بلا تحيزات، ولا تستطيع أن تحيا بلا عنصرية، إذ أن التحيز نفسه هو إعتداد بسمات مشتركة مع الجماعة يراها أصحابها ميزات تفضلهم على غيرهم.
بالرغم من كل تلك التحيزات فإن الدواء الذي يصنع في أستراليا سيتناوله أشخاص في منغوليا وروسيا وأفريقيا وفنزويلا ليكشف للجميع وهم تلك التفاضلات.
وإذا كان ذلك وهمٌ بالغ، فأي حقيقة تلك التي يبحث عنها الإنسان لكي يتمكن من مُجاراة قانون الأرض الذي يقبع بين نقطتي الميلاد والموت؟
يبحث كل إنسان عن شبيهه، في اللون والشكل وربما المفاهيم؛ ليخلق تحالفاً يمنحه الشعور بالأمان. هذا كل شيء. وهذا -في الحقيقة- اللا شيء بعينه.
إن الأصول وهم كبير، لكنه وهم أثر في تاريخ البشرية، التي لم تتطور لولا اعتدادها بما تعتقده أصولاً لها. وهكذا يبحث الإنسان دوما عن تنميط ذاته داخل تحيزات ضيقة، لكي يتمكن من حماية نفسه من خلال تلك الأجسام التي ينتمي لها، حتى على مستوى كرة القدم، فبالرغم من أنه لا اختلاف حقيقي بين الهلال والمريخ سوى في الاسم ولون التيشيرت فإن البعض يشنقون أنفسهم حين ينهزم فريقهم، وهذا خلل عقلي سائد عند بني الإنسان.
يعتقد البعض ان العنصرية سيئة، وهذا صحيح، على المستوى المثالي، غير أن هذه العنصرية هي أحد أسلحة الإنسان في معركته الأزلية من أجل البقاء.
وإذا تماثل جميع البشر في العرق فسيبحثون عن تحيزات عنصرية على معايير أخرى، كطول الجسم، أو شكل الأنف وإن تطابق كل البشر فسيبحثون عن تحيزات حتى على مستوى شكل آثار البول على الأرض. فلا يمكن للبشرية ان تحيا بلا تحيزات، ولا تستطيع أن تحيا بلا عنصرية، إذ أن التحيز نفسه هو إعتداد بسمات مشتركة مع الجماعة يراها أصحابها ميزات تفضلهم على غيرهم.
بالرغم من كل تلك التحيزات فإن الدواء الذي يصنع في أستراليا سيتناوله أشخاص في منغوليا وروسيا وأفريقيا وفنزويلا ليكشف للجميع وهم تلك التفاضلات.
وإذا كان ذلك وهمٌ بالغ، فأي حقيقة تلك التي يبحث عنها الإنسان لكي يتمكن من مُجاراة قانون الأرض الذي يقبع بين نقطتي الميلاد والموت؟
يبحث كل إنسان عن شبيهه، في اللون والشكل وربما المفاهيم؛ ليخلق تحالفاً يمنحه الشعور بالأمان. هذا كل شيء. وهذا -في الحقيقة- اللا شيء بعينه.