مع أن الشاعر سميح القاسم والروائي إميل حبيبي كانا شيوعيين حين كتبا " الصورة الأخيرة في الألبوم " ١٩٨٠ و " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ١٩٧٤ ، إلا أنهما كانا ، دون وعي ، يمدحان حياة الأمراء والملوك ، وليس هذا عموما القصد الرئيس لكتابتي .
في روايته " المتشائل " يكتب حبيبي عن سجن بطل روايته سعيد وإنزاله في زنزانة الفدائي اللاجيء القادم من لبنان ، فيجتمع الفدائي والمتعاون معا ويتعارفان ويتحاوران :
" ولم أشأ أن أخبره بأنني من حيفا فيطول الشرح . فقلت : من الناصرة .
قال : أهلنا الشجعان .
ثم سأل : شيوعي ، بالطبع ؟
قلت : بل صديق
قال : أنعم وأكرم . "
ولا يخبر المتعاون الفدائي بحقيقته :
" هل أقول له إنني كبش ومقيم ؟ أم أقول له : دخلت إلى بلاطكم زحفا ؟ " .
ما الذي ذكرني ب " المتشائل " وهذه الفقرة منها ؟
ما زالت الكتابة عن إلقاء القبض على الأسرى الأربعة تشغل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المسموع أيضا ، وما زال الاتهام يوجه لوشاة فلسطينيين أيضا وما زال اسم مدينة الناصرة يتردد ، وورد على لسان قسم من الأربعة نفي لبعض هذا ، بل إن الأسير زكريا الزبيدي دافع عن أهل الناصرة صراحة ، وكنت كتبت إن التعميم خطأ ، فالناصرة مثل أي مدينة أو قرية أو مخيم ، فيها وفيها .
ما طغى على الاتهام والدفاع هو كتابة ما قاله الأربعة لمحاميهم يصفون فيه مشاعرهم بمعانقة تراب فلسطين ونباتها وتناول كوز من صبرها ورؤية أطفالها يلعبون بعد سنوات طويلة من السجن .
الصديق الفيسبوكي حنظلة حنظلة شارك شريطي فيديو ؛ واحدا لمحمود درويش يتحدث عن الناصرة ويمدحها ويمجدها ، وآخر للرئيس أبو مازن / محمود عباس يتحدث فيه أمام حاخامات يهود قال فيه إن إسرائيل وجدت لتبقى ، ما جعل أحدهم يصفق ويغني . هل الشريط حقيقي أم أنه مفبرك ؟
الصديق شجاع الصفدي ، إن لم تخني الذاكرة ، كتب فقرة طالب فيها الرئيس أن يلتفت إلى الأسرى الذين حرروا أنفسهم لأيام ويمنحهم وساما . ألا يستحق حقا هؤلاء الأبطال وساما ؟
هل وجدت المخيمات الفلسطينية أيضا يا سيادة الرئيس لتبقى ؟
لو تحدثت شخصيا أمام أي وفد إسرائيلي لما مجدت أي جانب أو أي سلوك أو أي مظهر يخص دولة إسرائيل ، ولاكتفيت بالحديث عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي المخيمات وفي الشتات وأنه لا بد من حل لهؤلاء ، حتى يعم السلام .
على فكرة ليس أبو مازن الوحيد الذي يتحدث عن معاناة اليهود . هناك كتاب عرب كثر كتبوا عما فعلته النازية باليهود كما لو أن هذا واجبهم .
إسرائيل وجدت لتبقى ، فهل على المخيمات أيضا أن تبقى مخيمات ؟ هل وجدت لتبقى ؟
ورطتنا ورطة متشعبة متعددة ممتدة من المحبط إلى الخليج ، ومن رفح إلى الناقورة ومن النهر إلى البحر !!
صباح الخير
خربشات
١٥ / ١٢ / ٢٠٢١
في روايته " المتشائل " يكتب حبيبي عن سجن بطل روايته سعيد وإنزاله في زنزانة الفدائي اللاجيء القادم من لبنان ، فيجتمع الفدائي والمتعاون معا ويتعارفان ويتحاوران :
" ولم أشأ أن أخبره بأنني من حيفا فيطول الشرح . فقلت : من الناصرة .
قال : أهلنا الشجعان .
ثم سأل : شيوعي ، بالطبع ؟
قلت : بل صديق
قال : أنعم وأكرم . "
ولا يخبر المتعاون الفدائي بحقيقته :
" هل أقول له إنني كبش ومقيم ؟ أم أقول له : دخلت إلى بلاطكم زحفا ؟ " .
ما الذي ذكرني ب " المتشائل " وهذه الفقرة منها ؟
ما زالت الكتابة عن إلقاء القبض على الأسرى الأربعة تشغل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المسموع أيضا ، وما زال الاتهام يوجه لوشاة فلسطينيين أيضا وما زال اسم مدينة الناصرة يتردد ، وورد على لسان قسم من الأربعة نفي لبعض هذا ، بل إن الأسير زكريا الزبيدي دافع عن أهل الناصرة صراحة ، وكنت كتبت إن التعميم خطأ ، فالناصرة مثل أي مدينة أو قرية أو مخيم ، فيها وفيها .
ما طغى على الاتهام والدفاع هو كتابة ما قاله الأربعة لمحاميهم يصفون فيه مشاعرهم بمعانقة تراب فلسطين ونباتها وتناول كوز من صبرها ورؤية أطفالها يلعبون بعد سنوات طويلة من السجن .
الصديق الفيسبوكي حنظلة حنظلة شارك شريطي فيديو ؛ واحدا لمحمود درويش يتحدث عن الناصرة ويمدحها ويمجدها ، وآخر للرئيس أبو مازن / محمود عباس يتحدث فيه أمام حاخامات يهود قال فيه إن إسرائيل وجدت لتبقى ، ما جعل أحدهم يصفق ويغني . هل الشريط حقيقي أم أنه مفبرك ؟
الصديق شجاع الصفدي ، إن لم تخني الذاكرة ، كتب فقرة طالب فيها الرئيس أن يلتفت إلى الأسرى الذين حرروا أنفسهم لأيام ويمنحهم وساما . ألا يستحق حقا هؤلاء الأبطال وساما ؟
هل وجدت المخيمات الفلسطينية أيضا يا سيادة الرئيس لتبقى ؟
لو تحدثت شخصيا أمام أي وفد إسرائيلي لما مجدت أي جانب أو أي سلوك أو أي مظهر يخص دولة إسرائيل ، ولاكتفيت بالحديث عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي المخيمات وفي الشتات وأنه لا بد من حل لهؤلاء ، حتى يعم السلام .
على فكرة ليس أبو مازن الوحيد الذي يتحدث عن معاناة اليهود . هناك كتاب عرب كثر كتبوا عما فعلته النازية باليهود كما لو أن هذا واجبهم .
إسرائيل وجدت لتبقى ، فهل على المخيمات أيضا أن تبقى مخيمات ؟ هل وجدت لتبقى ؟
ورطتنا ورطة متشعبة متعددة ممتدة من المحبط إلى الخليج ، ومن رفح إلى الناقورة ومن النهر إلى البحر !!
صباح الخير
خربشات
١٥ / ١٢ / ٢٠٢١