هناك مثل شعبي فلسطيني نصه " إن نزل الصبر والتين ضبوا العجين " ، وأقسم سبحانه وتعالى بالتين والزيتون ولم يأت على فاكهة الصبر ، علما بأن دال الصبر ومشتقاته من الدوال اللافتة في القرآن الكريم ؛ في الحث على الصبر وفي الحديث عن صبر الأنبياء ، وغالبا ما نكرر " يا صبر أيوب " و " سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري " و " ما النصر إلا صبر ساعة " و :
" اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله "
ولم يجد الأسير الفلسطيني محمد العارضة وإخوانه الأسرى ما يأكلونه سوى الصبر والبطيخ والتين وما تنبت الأرض ، فصار نصيبهم في هذي الدنيا ، لأيام تنفسوا فيها طعم الحرية ، كنصيب الطير .
بعد اثنين وعشرين عاما من الأسر تذوق محمد كوز الصبر ، فلم يجد أشهى ولا أطعم ، تماما كما كان اللاجئون الفلسطينيون ، بعد اللجوء ، يغامرون بحياتهم ، بعد أن يستبد بهم الحنين إلى بياراتهم المسروقة ، ليحضروا منها بعض حبات برتقال ، فيتذوقونها ويوزعون بعضها على معارفهم .
صار كوز الصبر وصارت الملعقة أيقونتين فلسطينيتين ، مثل حنظلة ناجي العلي ، وصارا موضوعين للشعراء وللفنانين التشكيليين أيضا ، فكم من قصيدة كتبت مجد فيها كاتبها كوز الصبر ! وكم من لوحة أو صورة عرضت في وسائل التواصل الاجتماعي لكوز الصبر ويد الأسير تفعفلها في التراب لإزالة الشوك عنها ! ( مساء قرأت بضعة أبيات للشاعر خليل قطناني ) .
عندما فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس تغنى الشعراء بهما ؛ الفتح والفاتح ، وذكرهما الخطيب محي الدين ابن الزكي في خطبته ، ومما قيل :
" لو أن ذا الفتح في عهد النبي
تنزل فيه آيات وقرآن "
وعليه أقيس :
لو أن كوز الصبر في عهد النبي
تنزل فيه آيات وقرآن
وأستغفر الله لي ، فاستغفروه ، حين تقرأون كتابتي ، لكم .
ألم يكثر أنصار حركة فتح في خطاباتهم من تلاوة الآية الكريمة ، قاصدين ، ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ؟
هل فطن الأسرى إلى المثل الشعبي " إن نزل الصبر والتين ضبوا العجين " فلم يطرقوا أبواب المواطنين العرب يطلبون منهم الخبز ؟
ربما نقرأ في الأيام والأسابيع القادمة دوال " كوز " و " صبر " و " نفق " على لافتات المحلات ، وربما يفكر بعض الفلسطينيين في مسابقة أكبر كوز صبر فلسطيني للدخول في موسوعة ( غينيس ) ، وربما تقترح مؤسسة البابطين الكويتية مسابقة شعرية لأجمل قصيدة في وصف كوز الصبر ، وربما يسرق الإسرائيليون منا هذا الدال ويعتبرون الصبر ، مثل الفلافل والحمص ، تراثا إسرائيليا ! ربما ! من يدري !!؟
صباح الخير
خربشات
١٨ أيلول ٢٠٢١
" اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله "
ولم يجد الأسير الفلسطيني محمد العارضة وإخوانه الأسرى ما يأكلونه سوى الصبر والبطيخ والتين وما تنبت الأرض ، فصار نصيبهم في هذي الدنيا ، لأيام تنفسوا فيها طعم الحرية ، كنصيب الطير .
بعد اثنين وعشرين عاما من الأسر تذوق محمد كوز الصبر ، فلم يجد أشهى ولا أطعم ، تماما كما كان اللاجئون الفلسطينيون ، بعد اللجوء ، يغامرون بحياتهم ، بعد أن يستبد بهم الحنين إلى بياراتهم المسروقة ، ليحضروا منها بعض حبات برتقال ، فيتذوقونها ويوزعون بعضها على معارفهم .
صار كوز الصبر وصارت الملعقة أيقونتين فلسطينيتين ، مثل حنظلة ناجي العلي ، وصارا موضوعين للشعراء وللفنانين التشكيليين أيضا ، فكم من قصيدة كتبت مجد فيها كاتبها كوز الصبر ! وكم من لوحة أو صورة عرضت في وسائل التواصل الاجتماعي لكوز الصبر ويد الأسير تفعفلها في التراب لإزالة الشوك عنها ! ( مساء قرأت بضعة أبيات للشاعر خليل قطناني ) .
عندما فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس تغنى الشعراء بهما ؛ الفتح والفاتح ، وذكرهما الخطيب محي الدين ابن الزكي في خطبته ، ومما قيل :
" لو أن ذا الفتح في عهد النبي
تنزل فيه آيات وقرآن "
وعليه أقيس :
لو أن كوز الصبر في عهد النبي
تنزل فيه آيات وقرآن
وأستغفر الله لي ، فاستغفروه ، حين تقرأون كتابتي ، لكم .
ألم يكثر أنصار حركة فتح في خطاباتهم من تلاوة الآية الكريمة ، قاصدين ، ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ؟
هل فطن الأسرى إلى المثل الشعبي " إن نزل الصبر والتين ضبوا العجين " فلم يطرقوا أبواب المواطنين العرب يطلبون منهم الخبز ؟
ربما نقرأ في الأيام والأسابيع القادمة دوال " كوز " و " صبر " و " نفق " على لافتات المحلات ، وربما يفكر بعض الفلسطينيين في مسابقة أكبر كوز صبر فلسطيني للدخول في موسوعة ( غينيس ) ، وربما تقترح مؤسسة البابطين الكويتية مسابقة شعرية لأجمل قصيدة في وصف كوز الصبر ، وربما يسرق الإسرائيليون منا هذا الدال ويعتبرون الصبر ، مثل الفلافل والحمص ، تراثا إسرائيليا ! ربما ! من يدري !!؟
صباح الخير
خربشات
١٨ أيلول ٢٠٢١