النص :
الصباح بعين واحدة
ياسر جمعة
أستيقظ مختنقًا، هل كنت في كابوسٍ؟ لا أذكر، ولا أريد أن أذكر، أقوم، أمشي مترنِّحًا حتى البلكونة، أفتحها مُغمَض العينين بسبب الضوء الساطع، وأستنشق عميقًا فأسمع:
"كتبت لك رسالة إمبارح".
"بجد؟".
"آه والله".
"فين هي؟".
"عندك، حدَفتها في البلكونة بالليل، دوَّري عليها".
"ماشي".
أفتح إحدى عينَيْ وأفكر أن أطلَّ كي أرى صاحبَتَيْ الصوت الرقيق، وقد ارتسم في خيالي طفلتَين في الخامسة.. إحداهما بأسنانٍ منفرجة وشعرٍ قصير، والأخرى بعينَين عسليَتَين وخدود بارزة، لكني أخشى أن يفسد حضوري صباحهما، لذا أبقى في مكاني وأتابعهما، تقول إحداهما:
"مش لاقيا حاجة خالص".
"يابنتي دوري كويس".
"مانا بدور أهو".
لا أعرف أفي الأعلى هما أم في الأسفل، صوتهما قريبٌ جدًا، يختلط بزقزقة العصافير، أقاوم للمرة الثانية أنْ أطلَّ لأراهما، ولا أستطيع أن أحدِّد في أيِّ طابقٍ تسكنان، تسأل إحداهما:
"ها، لقيتيها؟".
ترد الأخرى:
"لا".
فتقول لها:
"كتبت لك فيها بحبك يا هنا".
"بجد؟".
"آه والله، ورسمت لك قلب أخضر زي اللي بتحبيه".
"لقيتها أهي".
تقول في سعادة لا تقلُّ عن سعادة من وجدت الرسالة أخيرًا:
"طيب اقريها بقى وقولي لي رأيك".
ترد:
"الله، حلوة أوي يا سها".
تلمسني بهجتها، تبدو دافئة مثل شمس الصباح هذي، وتواصل:
"وأنا هكتب لك رسالة يا سها، وهرسم لك قلب حلو، إستني".
"ماشي".
أبتسم وأفتح عينِيْ الثانية مستنشقًا في راحة، وأدخل كي أعدَّ قهوتي، رغم أني لا أريد أن يفوتني شيئًا من حوارهما.
أعدُّ القهوة سريعًا، أحملها وأعود، يرنُّ هاتفي المحمول، أدخل، أجده رنين المنبه، وأستغرب جدًا: لماذا ضبطته في هذا الوقت المبكر وليس عندي مواعيد ولا عمل؟!
أعود مرةً أخرى للبلكونة فلا أسمع أصواتهما، أجلس، أشرب ربع زجاجة مياه قبل أول رشفةٍ من القهوة، ثم أشعل سيجارةً، في منتصفها تقريبًا يخطر لي أن أكتب رسالةً إلى خديجة، أقلِّب عينَيْ في بلكونات الصباح المغلقة وأفكر فيما سأقوله في رسالتي، تحضرني الكثير من المواقف والذكريات، كذلك الأمنيات التي أودُّ تحقيقها معها، فيغمرني الحنين إليها، هكذا دفعةً واحدةً، أحنُّ للقاءاتنا قبل الحظر في المقاهي الشعبية حيث كانت تصرُّ أن تُدخِّنَ سيجارةً من علبتي، تعلم أنها ستجعلها تسعل وتؤلم حلقها، أحنُّ لهروبها من لمس ظهر كفي لجانب ردفها ونحن نتسكَّع في الشوارع وهي تضحك، أحنُّ لبهجتها ما إن تلمح شوقي الملهوف في عينَيْ، أحنُّ للحديث وهي تنظر في وجهي وتلمسني من وقتٍ لآخر فأنسى ما أقول، وأحنُّ لحديثها، وهي بجواري، حيث تُكمل تعابير ملامحها الدقيقة الحكايات ويلوِّنها صوتها.
أشعل سيجارةً أخرى وأفكر، مبتسمًا، أن أكتب لها ما حدث في صباحي هذا، بين الطفلتَين، وما دار في بالي كله، على ورقةٍ، ثم أضعها في مظروفٍ بلونٍ سماوي، اللون الذي تحبُّ، وأذهب إلى بيتها لألقيه في بلكونتها، ولكن، تُمحا الابتسامة وكذلك الفكرة، ما إن يتراءى لي أنها ستتخلَّص منها دون أن تلمسها بيدها أو تهتم بما بها خوفًا من أن تنقل لها الفيروس اللَّعين، فأغتمُّ وأقوم، أحمل بقايا قهوتي والسجائر والموبايل وأدخل.
-------------------------
رؤيتي الإنطباعية:
عندما يستطيع الكاتب جذب المتلقي من عتبة النص لاستنباط مضمونه محيلًا إياه للدخول إلى عوالمه ليغزوها فهذا يعني أننا أمام قلمٍ متمكنٍ يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف للصباح أن يكون بعينٍ واحدة...
ولماذا؟
لكنه قد لا يدرك ماذا ينتظره في نهاية النص (عن المتلقي) أتحدث حتى يعيد تأمل ما مرّ عليه وبه ومعه.
القصة في (بداية أحداثها)
تدور حول استيقاظ بطل النص صباحًا وشعور بالاختناق يغمره دون أن يعرف سبب هذا الشعور الذي يعزوه لكابوسٍ (ربما)
ثم نلاحظ المتواليات السردية التي تبدأ بحوار لذيذ - يسمعه بطل النص - يدور بين طفلتين صغيرتين عبر شرفتين قد تكونا متقابلتين، تتبادلان ببراءة رسائل الحب في ظل الوباء وظروف الحجر القاسية التي فرضت التباعد الاجتماعي حرصًا على السلامة العامة، وقد برع الكاتب بعدسته في تصويرهما بدقة من خلال الجمل الوصفية التي استخدمها:
(وقد ارتسم في خيالي طفلتين في الخامسة.. إحداهما بأسنان منفرجة والأخرى بعنين عسليتين وخدود بارزة )
مكونات القصة:
١- مكوّن وصفي: يتناول فيه القاص الأوصاف الخارجية للطفلتين من خلال المظهر والوضعية وأوصاف داخلية من خلال المشاعر والأحاسيس.
وأكاد أجزم لو أنني كنت أرى الطفلتين رؤى العين لن أتمكن من وصفهما بهذه الدقة التي اعتمدت على خيال الكاتب الفذّ وقد حرص كل الحرص على عدم إقحام نفسه في حوراهما كي لايفسد عليهما عالمهما الخاص.
ثم ينتقل الكاتب برشاقة إلى الحوار الشائق الذي دار بين الطفلتين وهما تبحثان بشغفٍ عن رسالة كتبتها إحداهما للأخرى وقد كان الحوار ينضح بالحب والصدق والولاء لنرى أنفسنا أمام مكوّنٍ ثانٍ من مكونات القصة:
٢-مكوّن حواري....
ينوب فيه السارد -بمهارةٍ- عن الشخصيات للتعبير عن نفسها
تقول إحداهما:
مش لاقيا حاجة خالص.
يا بنتي دوري كويس.
مانا بدور أهو.
إلخ...
ثم يعمد الكاتب إلى سيرورات التحوّل عبر طارئٍ في السرد عندما يرن هاتفه المحمول دون أن يعرف سر رنين منبهه، ليعود إلى البلكونة وقد اختفى أثر الطفلتين وعبر خاطره تتطوّر أحداث النص فينقلنا إلى حبيبته (خديجة) والأمنيات الغالية التي يرجو أن يحققها معها ليشتعل به الحنين إليها وقد غمرته الذكريات الجميلة التي عاشاها معًا قبل (الحجر الصحي) فيسترسل في استذكار تلك الأيام الجميلة كنتيجة لسيرورة تحوّل الأحداث ومعرفتها والتي تكون غالبًا مساوية لمعرفة الشخصيات، فيبدع في رسم أدق تفاصيل علاقتهما والشغف لمسًا وهمسًا ووصفًا:
(أحن لبهجتها ما إن تلمح شوقي الملهوف في عيني، أحن للحديث وهي تنظر في وجهي وتلمسني من وقتٍ لآخر فأنسى ما أقول، وأحن لحديثها، وهي بجواري، حيث تكمل تعابير ملامحها الدقيقة الحكايات ويلونها صوتها)
فتوحي له رسالة الطفلتين بفكرة كتابة رسالة حب إلى محبوبته (خديجة)تشبه رسالتهما بما فيها من حبٍ صادقٍ وبراءةٍ خالصةٍ لكن لا يلبث الكابوس- متمثلًا بالفزع الكبير من الوباء -لسان حالنا اليوم- والذي استيقظ البطل على أثره مختنقًا- أن يُقصيَ هذه الفكرة عن خاطره:
(ولكن تمحا الابتسامة وكذلك الفكرة، ما إن يتراءى لي أنها ستتخلص منها دون أن تلمسها بيدها أوتهتم بها خوفًا من أن تنقل لها الفيروس)
وبذا نرى أن القاص برع في تسليط الضوء على ما نعيشه إجتماعيًا في ظل /وباء كوفيد 19/ وانعكاساته على الأفراد عاطفيًا واجتماعيًا وبيولوجيًا وقد ألمّ بالأحداث والشخصيات منطلقًا من العام إلى الخاص ابتداءً بعرض الحدث ثم وصف الشخصيات ودورها في تطور الحدث الذي لا أخاله انتهى بعد!
وقد تفوّقت رؤيته السردية الواقعية في إغناء الحدث وهو /جائحة كورونا/ وعلاقة الوصف والحوار في بناء القصة وإكسابها المصداقية ليتفوق الكاتب في تبليغ الرسالة بعينٍ واحدة.
الصباح بعين واحدة
ياسر جمعة
أستيقظ مختنقًا، هل كنت في كابوسٍ؟ لا أذكر، ولا أريد أن أذكر، أقوم، أمشي مترنِّحًا حتى البلكونة، أفتحها مُغمَض العينين بسبب الضوء الساطع، وأستنشق عميقًا فأسمع:
"كتبت لك رسالة إمبارح".
"بجد؟".
"آه والله".
"فين هي؟".
"عندك، حدَفتها في البلكونة بالليل، دوَّري عليها".
"ماشي".
أفتح إحدى عينَيْ وأفكر أن أطلَّ كي أرى صاحبَتَيْ الصوت الرقيق، وقد ارتسم في خيالي طفلتَين في الخامسة.. إحداهما بأسنانٍ منفرجة وشعرٍ قصير، والأخرى بعينَين عسليَتَين وخدود بارزة، لكني أخشى أن يفسد حضوري صباحهما، لذا أبقى في مكاني وأتابعهما، تقول إحداهما:
"مش لاقيا حاجة خالص".
"يابنتي دوري كويس".
"مانا بدور أهو".
لا أعرف أفي الأعلى هما أم في الأسفل، صوتهما قريبٌ جدًا، يختلط بزقزقة العصافير، أقاوم للمرة الثانية أنْ أطلَّ لأراهما، ولا أستطيع أن أحدِّد في أيِّ طابقٍ تسكنان، تسأل إحداهما:
"ها، لقيتيها؟".
ترد الأخرى:
"لا".
فتقول لها:
"كتبت لك فيها بحبك يا هنا".
"بجد؟".
"آه والله، ورسمت لك قلب أخضر زي اللي بتحبيه".
"لقيتها أهي".
تقول في سعادة لا تقلُّ عن سعادة من وجدت الرسالة أخيرًا:
"طيب اقريها بقى وقولي لي رأيك".
ترد:
"الله، حلوة أوي يا سها".
تلمسني بهجتها، تبدو دافئة مثل شمس الصباح هذي، وتواصل:
"وأنا هكتب لك رسالة يا سها، وهرسم لك قلب حلو، إستني".
"ماشي".
أبتسم وأفتح عينِيْ الثانية مستنشقًا في راحة، وأدخل كي أعدَّ قهوتي، رغم أني لا أريد أن يفوتني شيئًا من حوارهما.
أعدُّ القهوة سريعًا، أحملها وأعود، يرنُّ هاتفي المحمول، أدخل، أجده رنين المنبه، وأستغرب جدًا: لماذا ضبطته في هذا الوقت المبكر وليس عندي مواعيد ولا عمل؟!
أعود مرةً أخرى للبلكونة فلا أسمع أصواتهما، أجلس، أشرب ربع زجاجة مياه قبل أول رشفةٍ من القهوة، ثم أشعل سيجارةً، في منتصفها تقريبًا يخطر لي أن أكتب رسالةً إلى خديجة، أقلِّب عينَيْ في بلكونات الصباح المغلقة وأفكر فيما سأقوله في رسالتي، تحضرني الكثير من المواقف والذكريات، كذلك الأمنيات التي أودُّ تحقيقها معها، فيغمرني الحنين إليها، هكذا دفعةً واحدةً، أحنُّ للقاءاتنا قبل الحظر في المقاهي الشعبية حيث كانت تصرُّ أن تُدخِّنَ سيجارةً من علبتي، تعلم أنها ستجعلها تسعل وتؤلم حلقها، أحنُّ لهروبها من لمس ظهر كفي لجانب ردفها ونحن نتسكَّع في الشوارع وهي تضحك، أحنُّ لبهجتها ما إن تلمح شوقي الملهوف في عينَيْ، أحنُّ للحديث وهي تنظر في وجهي وتلمسني من وقتٍ لآخر فأنسى ما أقول، وأحنُّ لحديثها، وهي بجواري، حيث تُكمل تعابير ملامحها الدقيقة الحكايات ويلوِّنها صوتها.
أشعل سيجارةً أخرى وأفكر، مبتسمًا، أن أكتب لها ما حدث في صباحي هذا، بين الطفلتَين، وما دار في بالي كله، على ورقةٍ، ثم أضعها في مظروفٍ بلونٍ سماوي، اللون الذي تحبُّ، وأذهب إلى بيتها لألقيه في بلكونتها، ولكن، تُمحا الابتسامة وكذلك الفكرة، ما إن يتراءى لي أنها ستتخلَّص منها دون أن تلمسها بيدها أو تهتم بما بها خوفًا من أن تنقل لها الفيروس اللَّعين، فأغتمُّ وأقوم، أحمل بقايا قهوتي والسجائر والموبايل وأدخل.
-------------------------
رؤيتي الإنطباعية:
عندما يستطيع الكاتب جذب المتلقي من عتبة النص لاستنباط مضمونه محيلًا إياه للدخول إلى عوالمه ليغزوها فهذا يعني أننا أمام قلمٍ متمكنٍ يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف للصباح أن يكون بعينٍ واحدة...
ولماذا؟
لكنه قد لا يدرك ماذا ينتظره في نهاية النص (عن المتلقي) أتحدث حتى يعيد تأمل ما مرّ عليه وبه ومعه.
القصة في (بداية أحداثها)
تدور حول استيقاظ بطل النص صباحًا وشعور بالاختناق يغمره دون أن يعرف سبب هذا الشعور الذي يعزوه لكابوسٍ (ربما)
ثم نلاحظ المتواليات السردية التي تبدأ بحوار لذيذ - يسمعه بطل النص - يدور بين طفلتين صغيرتين عبر شرفتين قد تكونا متقابلتين، تتبادلان ببراءة رسائل الحب في ظل الوباء وظروف الحجر القاسية التي فرضت التباعد الاجتماعي حرصًا على السلامة العامة، وقد برع الكاتب بعدسته في تصويرهما بدقة من خلال الجمل الوصفية التي استخدمها:
(وقد ارتسم في خيالي طفلتين في الخامسة.. إحداهما بأسنان منفرجة والأخرى بعنين عسليتين وخدود بارزة )
مكونات القصة:
١- مكوّن وصفي: يتناول فيه القاص الأوصاف الخارجية للطفلتين من خلال المظهر والوضعية وأوصاف داخلية من خلال المشاعر والأحاسيس.
وأكاد أجزم لو أنني كنت أرى الطفلتين رؤى العين لن أتمكن من وصفهما بهذه الدقة التي اعتمدت على خيال الكاتب الفذّ وقد حرص كل الحرص على عدم إقحام نفسه في حوراهما كي لايفسد عليهما عالمهما الخاص.
ثم ينتقل الكاتب برشاقة إلى الحوار الشائق الذي دار بين الطفلتين وهما تبحثان بشغفٍ عن رسالة كتبتها إحداهما للأخرى وقد كان الحوار ينضح بالحب والصدق والولاء لنرى أنفسنا أمام مكوّنٍ ثانٍ من مكونات القصة:
٢-مكوّن حواري....
ينوب فيه السارد -بمهارةٍ- عن الشخصيات للتعبير عن نفسها
تقول إحداهما:
مش لاقيا حاجة خالص.
يا بنتي دوري كويس.
مانا بدور أهو.
إلخ...
ثم يعمد الكاتب إلى سيرورات التحوّل عبر طارئٍ في السرد عندما يرن هاتفه المحمول دون أن يعرف سر رنين منبهه، ليعود إلى البلكونة وقد اختفى أثر الطفلتين وعبر خاطره تتطوّر أحداث النص فينقلنا إلى حبيبته (خديجة) والأمنيات الغالية التي يرجو أن يحققها معها ليشتعل به الحنين إليها وقد غمرته الذكريات الجميلة التي عاشاها معًا قبل (الحجر الصحي) فيسترسل في استذكار تلك الأيام الجميلة كنتيجة لسيرورة تحوّل الأحداث ومعرفتها والتي تكون غالبًا مساوية لمعرفة الشخصيات، فيبدع في رسم أدق تفاصيل علاقتهما والشغف لمسًا وهمسًا ووصفًا:
(أحن لبهجتها ما إن تلمح شوقي الملهوف في عيني، أحن للحديث وهي تنظر في وجهي وتلمسني من وقتٍ لآخر فأنسى ما أقول، وأحن لحديثها، وهي بجواري، حيث تكمل تعابير ملامحها الدقيقة الحكايات ويلونها صوتها)
فتوحي له رسالة الطفلتين بفكرة كتابة رسالة حب إلى محبوبته (خديجة)تشبه رسالتهما بما فيها من حبٍ صادقٍ وبراءةٍ خالصةٍ لكن لا يلبث الكابوس- متمثلًا بالفزع الكبير من الوباء -لسان حالنا اليوم- والذي استيقظ البطل على أثره مختنقًا- أن يُقصيَ هذه الفكرة عن خاطره:
(ولكن تمحا الابتسامة وكذلك الفكرة، ما إن يتراءى لي أنها ستتخلص منها دون أن تلمسها بيدها أوتهتم بها خوفًا من أن تنقل لها الفيروس)
وبذا نرى أن القاص برع في تسليط الضوء على ما نعيشه إجتماعيًا في ظل /وباء كوفيد 19/ وانعكاساته على الأفراد عاطفيًا واجتماعيًا وبيولوجيًا وقد ألمّ بالأحداث والشخصيات منطلقًا من العام إلى الخاص ابتداءً بعرض الحدث ثم وصف الشخصيات ودورها في تطور الحدث الذي لا أخاله انتهى بعد!
وقد تفوّقت رؤيته السردية الواقعية في إغناء الحدث وهو /جائحة كورونا/ وعلاقة الوصف والحوار في بناء القصة وإكسابها المصداقية ليتفوق الكاتب في تبليغ الرسالة بعينٍ واحدة.