كان صباح أمس صباحا حزينا ، مع أنه متوقع ، فقد دار خبر الصباح حول اعتقال الأسيرين الأخيرين من الأسرى الستة الذين حفروا بملعقة ، على مدار تسعة أشهر ، نفقا للحرية ، وخرجوا من السجن مغامرين بحياتهم ومخاطرين ، وكاتبين سطرا فريدا ، صعبا وقاسيا ، لنيل حريتهم .
ومع أن الستة غامروا بحياتهم إلا أنهم آثروا العودة ثانية إلى السجن على أن يسببوا الألم والأذى لأبناء شعبهم .
في الحافلة سألني أحد الركاب عن صحة أخي وتمنى له الشفاء ، وعندما صعد راكب آخر وجلس إلى جانب السائل دار حديث بينهما عن العمل في المصانع الإسرائيلية ، إذ سأل أحدهما الثاني إن كان ما زال يعمل هناك .
- منذ فترة طويلة انقطعت عن العمل . منذ انتشار الكورونا تقريبا ، فهي في إسرائيل متتشرة ، عدا أن العمل هناك لم يعد كما كان .
وسرعان ما دار حديثهما حول اعتقال الأسيرين الأخيرين ، وأخذت عبارات جلد الذات وشتمها تتردد على لسانيهما ولسان السائق الذي شاركهما الحديث :
- نحن شعب جواسيس
- يجب محاربة الجواسيس قبل محاربة الاحتلال
- إنهم البدو قصاصو الأثر .
- إسرائيل دولة تملك تكنولوجيا متطورة
- ليس ثمة حاضنة جماهيرية للأسرى .
- من المؤكد أن للسلطة يدا في الأمر
- لقد موه الإسرائيليون على الأسيرين وخدعوا مقاتلي مخيم جنين وشغلوهم
وعاد أحد المتحدثين بذاكرته إلى أيام الاحتلال الأولى بعد هزيمة حزيران مباشرة ، فردد ما قاله له رجل كبير مجرب عندما لاحظ حماسه في مقاومة الاحتلال :
- يا ابني ما تقوله عبث ، والأفضل ألا تنخدع بما تسمع . غدا ستلحظ أن من يتكلمون سيصبحون تجارا وأثرياء وأكثر .
في الحوارات الجانبية مع أحد الأصدقاء دار الحديث عن عدم مقاومة الأسيرين وتفضيلهما العودة إلى السجن ثانية على هدم البيت عليهما وعلى سكانه الذين آووهما . هل أخطأ الأسيران حين سلما نفسيهما ؟ لماذا إذن حفرا النفق مع رفاقهما وهربا ؟ أليسلما نفسيهما ثانية ويعودا إلى السجن ؟
عندما قرأت ما كتبه الأسير السابق لعقدين من الزمن تقريبا حسام الرزه عقبت على كلامه " حساب السرايا غير حساب القرايا ، ونحن نتحدث في الوساع " .
كتب حسام كلاما جريئا في الموضوع . كتب كتابة مجرب خبير عانى من السجن الكثير ، وكثيرون منا يخوضون حقا وهم على الارائك جالسون يناضلون من بعيد .
وأنا أكتب تذكرت قصيدة شاعر المقاومة الفرنسية ( بول ايلوار ) عن الحرية ، وقلت إنها قصيدة تليق بالمقاومين الفلسطينيين حقا . هل تذكرون قصيدته عن الحرية ؟ ولقد كتبها ثانية الأسرى الستة .
صباح الخير
خربشات
٢٠ أيلول ٢٠٢١
ومع أن الستة غامروا بحياتهم إلا أنهم آثروا العودة ثانية إلى السجن على أن يسببوا الألم والأذى لأبناء شعبهم .
في الحافلة سألني أحد الركاب عن صحة أخي وتمنى له الشفاء ، وعندما صعد راكب آخر وجلس إلى جانب السائل دار حديث بينهما عن العمل في المصانع الإسرائيلية ، إذ سأل أحدهما الثاني إن كان ما زال يعمل هناك .
- منذ فترة طويلة انقطعت عن العمل . منذ انتشار الكورونا تقريبا ، فهي في إسرائيل متتشرة ، عدا أن العمل هناك لم يعد كما كان .
وسرعان ما دار حديثهما حول اعتقال الأسيرين الأخيرين ، وأخذت عبارات جلد الذات وشتمها تتردد على لسانيهما ولسان السائق الذي شاركهما الحديث :
- نحن شعب جواسيس
- يجب محاربة الجواسيس قبل محاربة الاحتلال
- إنهم البدو قصاصو الأثر .
- إسرائيل دولة تملك تكنولوجيا متطورة
- ليس ثمة حاضنة جماهيرية للأسرى .
- من المؤكد أن للسلطة يدا في الأمر
- لقد موه الإسرائيليون على الأسيرين وخدعوا مقاتلي مخيم جنين وشغلوهم
وعاد أحد المتحدثين بذاكرته إلى أيام الاحتلال الأولى بعد هزيمة حزيران مباشرة ، فردد ما قاله له رجل كبير مجرب عندما لاحظ حماسه في مقاومة الاحتلال :
- يا ابني ما تقوله عبث ، والأفضل ألا تنخدع بما تسمع . غدا ستلحظ أن من يتكلمون سيصبحون تجارا وأثرياء وأكثر .
في الحوارات الجانبية مع أحد الأصدقاء دار الحديث عن عدم مقاومة الأسيرين وتفضيلهما العودة إلى السجن ثانية على هدم البيت عليهما وعلى سكانه الذين آووهما . هل أخطأ الأسيران حين سلما نفسيهما ؟ لماذا إذن حفرا النفق مع رفاقهما وهربا ؟ أليسلما نفسيهما ثانية ويعودا إلى السجن ؟
عندما قرأت ما كتبه الأسير السابق لعقدين من الزمن تقريبا حسام الرزه عقبت على كلامه " حساب السرايا غير حساب القرايا ، ونحن نتحدث في الوساع " .
كتب حسام كلاما جريئا في الموضوع . كتب كتابة مجرب خبير عانى من السجن الكثير ، وكثيرون منا يخوضون حقا وهم على الارائك جالسون يناضلون من بعيد .
وأنا أكتب تذكرت قصيدة شاعر المقاومة الفرنسية ( بول ايلوار ) عن الحرية ، وقلت إنها قصيدة تليق بالمقاومين الفلسطينيين حقا . هل تذكرون قصيدته عن الحرية ؟ ولقد كتبها ثانية الأسرى الستة .
صباح الخير
خربشات
٢٠ أيلول ٢٠٢١