أ. د. عادل الأسطة - لله يا محسنين..

في الأسبوعين الأخيرين لاحظت على جدار الفيس بوك كتابات يطلب فيها أصحابها من المحسنين أن يمدوا يد العون لبعض الأسر التي يعرفون .
- امرأة مطلقة مع طفلين تريد السفر إلى عمان وتحتاج إلى مساعدة بمبلغ مقداره كذا .
- أسرة فقيرة تحتاج إلى لحف
- طالبتان في الجامعة تريدان مبلغا من المال للتسجيل .
ومن يتابع صفحة الدكنور فهمي أو فتحي شراب ( لم أعد أذكر الاسم الاول بالضبط ) يلحظ مقدار ما قدمه المتبرعون لكي ينقذوا أسرة أو يخرجوا ربها من السجن .
لم يقتصر الأمر على غزة ، فقد كتب مواطنون من نابلس وقضاها إعلانات ينشدون من خلالها المساعدة .. إلخ .
عندما أسأل شخصيا من بعض معارفي ، ممن يطمعون بي لكي أساعدهم أو أدلهم على جهات تساعدهم ، يخطر ببالي بعض المؤسسات ، مثل مؤسسة ظافر المصري ، أو بعض البنوك ، مثل البنك العربي ، أو وزارة التعليم العالي التي تقدم إليها بعض الدول منحا ، مثل المغرب وتونس ، وأحيانا أقول لبعض الأهالي إن الجامعة نفسها تقدم منحا أو قروضا مستردة للطلبة المتفوقين .
حقا لماذا لا تتبرع " جوال " أو " البنك العربي " أو مؤسسات أخرى بمبالغ سخية لطلبة الجامعات ؟
يمكن لجوال مثلا أن تخصص مداخيلها من فائض مكالماتنا وحزمنا لطلبة الجامعة ، أو من الحزم التي نشترك فيها بالخطأ ، لطلبة الجامعات ، فهي لن تخسر شيئا ، وستظل تربح الملايين وتربح وتربح ، ويمكن للبنك العربي أن يخصص للطلبة الفقراء ١ بالمائة من فارق ما يدفعه الزبون تسديدا للقرض الذي حصل عليه وما يدفعه البنك لمودع أمواله فيه ، والفارق يصل أحيانا إلى ما يقارب ٨ بالمائة .
أعتقد أن لو تم هذا لحلت أزمة الجامعات وبيت المسنين وكثير من الفقراء ، ولما اضطر من يتوخون الخير ، ناشدين المساعدة ، أن يطلبوا مساعدات لغيرهم و ... .
وماذا عن الدولة ؟
من المؤكد أنها تستطيع فعل الكثير ، لتغني السائلين عن سؤالهم . نعم الدولة ، لا ديوان العائلة ولا شيخ القبيلة ولا القروض وطلب المساعدة وبذل ماء الوجه ، وكان الشاعر أبو العتاهية قال :
" أتدري أي ذل في ااسؤال
وفي بذل الوجوه إلى الرجال ؟ " ... الخ .. إلخ ..
أمس في العاشرة مساء كانت نابلس منتعشة ، ويبدو أن الناس تستعد ليوم الجمعة ورحلاته ، ودبرها يا مستر !
و والله و والله لا على إيدك ولا على يد أبو بشارة ولا يد المطران كبوشي ولا حتى على يد مستر دل ، " لها حل " !!
و
" لسة طويلة " كما يقول عبد الحليم حافظ في إحدى أغانيه لجمهور مستمعيه ممن ألح عليه بإعادة غناء مقطع راق له .
والخلاصة أن حل مشاكل الفقراء والطلاب غير القادرين على دفع الأقساط يجب أن تتبناه الدولة بالدرجة الأولى والمؤسسات المصرفية وشركة جوال بالدرجة الثانية .
صباح الخير
٢٤ أيلول ٢٠٢٣ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى