أمس حول إلي الصديقان محمد بيادسة و Ziad Ameireh شريط فيديو من دقيقة ونصف يغني فيه مغن اسمه وسيم الدرزي أغنية عبرية هي " لاما لو " - أي لماذا لا .
ما أرسله إلي محمد أرفق بفقرة بالعبرية معها ترجمتها العربية وأنقلها حرفيا :
" لا قيساريا ولا حيفا - بل يطا في مدينة الخليل . سمعتم جيدا يطا الخليل المطرب شريف الدرزي يقوم بإحياء مهرجان في منطقة السلطة الفلسطينية بأغنية " لاما لو " العبرية والجمهور يعبر عن مشاركته الفعالة للأغنية . شاهدو الفيديو " .
والترجمة كما كتب لي الصديق Adnan Tarabshi صحيحة .
الترجمة صحيحة مع أن الصياغة ليست متينة ، ولا أعرف إن كان اسم عائلة شريف هو الدرزي أم أن دال الدرزي يعود إلى الطائفة الدرزية ، وأنا هنا أنقل النص بحرفيته ولا أقصد أي إساءة إطلاقا ، ففي الجيش الإسرائيلي يخدم دروز ويخدم بدو مسلمون ويخدم مسيحيون و .. إلخ ، وكلنا ربما شاهد شريط الكابتن إيلا واوية الشابة المسلمة من قلنسوة تتحدث بفخر عن خدمتها في الجيش الإسرائيلي .
هل الغناء بالعبرية ، وسط جمهور عربي في الضفة الغربية ، يدل على انحطاط وحضيض ما بعده انحطاط أم أنه أمر عادي ؟
بعد احتلال ١٩٦٧ صار العمال الفلسطينيون في المصانع والمزارع الإسرائيلية يتكلمون ، في مدنهم وقراهم ومخيماتهم ، بعربية تتخللها مفردات عبرية ، وهو ما حدث من بعد قيام دولة إسرائيل في مناطق ١٩٤٨ ، وربما كان الأمر طبيعيا .
من ناحية أخرى صار الإسرائيليون يشتمون بعضهم بالعربية بشتائم عربية ، وفي السنوات الأخيرة صاروا في أعراسهم يغنون الدحية الفلسطينية ويرقصون على أنغامها ، وكان ذلك مفاجئا لنا ولا أعرف لماذا ، فاليهود العرب الذين هاجروا من بلدانهم العربية إلى فلسطين كانوا يتكلمون العربية ويستمعون إلى أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهما لأنهم - أي اليهود العرب - نشأوا على تلك الأغاني وتربوا عليها باعتبارها جزءا من ثقافتهم .
هل ستصبح فلسطين من نهرها إلى بحرها دولة ثنائية القومية ، وبالتالي ثنائية اللغة وثنائية الثقافة ، شاء الطرفان أم أبوا ؟ وهل سينجم عن الثقافتين ثقافة هجينة مختلطة ؟
هناك كتاب فلسطينيون يقيمون في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ، منهم انطون شماس وسيد قشوع ، كتبوا نصوصهم الروائية باللغة العبرية ولم تنقل حتى اللحظة إلى لغتهم الأم - أي العربية ، وصارت كتابتهما ظاهرة يكتب عنها دارسو سؤال الهوية في الأدب وأنا منهم .
وهناك نصوص أدبية فلسطينية بالعربية لا تخلو من مفردات عبرية ، وأنا في روايتي " الوطن عندما يخون " ( ١٩٩٦ ) أوردت أغنية كان أبي - رحمه الله - يرددها على مسمعي ، لأنه كان حفظها من اليهود قبل أن يرحلوه من يافا " التشتكني من عيني التشتكني من شفتي ، كخه عوسيم بتل أبيب ، كخه عوسيم بيروشلايم " .
في رواية غسان كنفاني " عائد إلى حيفا " ( ١٩٦٩ ) صار خلدون " دوف " ، بعد أن هوده أبواه اللذان تبنياه ، وصار يدافع عن يهوديته ويخدم ، قبل الكابتن إيلا واوية بزمن ، في الجيش الإسرائيلي . فهل سنصبح كلنا ، ذات يوم ، مثل خلدون والكابتن إيلا ؟
من يدري !؟
الأمور تحتاج إلى تفكير وإمعان نظر ، والتحولات على المجتمع الفلسطيني بعد قيام الدولة العبرية تشغل الكتاب والمفكرين وعلماء الاجتماع والسياسيين و ...
وبالعربية تصبحون على خير وبالعبرية ... .
خربشات
٢٥ أيلول ٢٠٢١ .
ما أرسله إلي محمد أرفق بفقرة بالعبرية معها ترجمتها العربية وأنقلها حرفيا :
" لا قيساريا ولا حيفا - بل يطا في مدينة الخليل . سمعتم جيدا يطا الخليل المطرب شريف الدرزي يقوم بإحياء مهرجان في منطقة السلطة الفلسطينية بأغنية " لاما لو " العبرية والجمهور يعبر عن مشاركته الفعالة للأغنية . شاهدو الفيديو " .
والترجمة كما كتب لي الصديق Adnan Tarabshi صحيحة .
الترجمة صحيحة مع أن الصياغة ليست متينة ، ولا أعرف إن كان اسم عائلة شريف هو الدرزي أم أن دال الدرزي يعود إلى الطائفة الدرزية ، وأنا هنا أنقل النص بحرفيته ولا أقصد أي إساءة إطلاقا ، ففي الجيش الإسرائيلي يخدم دروز ويخدم بدو مسلمون ويخدم مسيحيون و .. إلخ ، وكلنا ربما شاهد شريط الكابتن إيلا واوية الشابة المسلمة من قلنسوة تتحدث بفخر عن خدمتها في الجيش الإسرائيلي .
هل الغناء بالعبرية ، وسط جمهور عربي في الضفة الغربية ، يدل على انحطاط وحضيض ما بعده انحطاط أم أنه أمر عادي ؟
بعد احتلال ١٩٦٧ صار العمال الفلسطينيون في المصانع والمزارع الإسرائيلية يتكلمون ، في مدنهم وقراهم ومخيماتهم ، بعربية تتخللها مفردات عبرية ، وهو ما حدث من بعد قيام دولة إسرائيل في مناطق ١٩٤٨ ، وربما كان الأمر طبيعيا .
من ناحية أخرى صار الإسرائيليون يشتمون بعضهم بالعربية بشتائم عربية ، وفي السنوات الأخيرة صاروا في أعراسهم يغنون الدحية الفلسطينية ويرقصون على أنغامها ، وكان ذلك مفاجئا لنا ولا أعرف لماذا ، فاليهود العرب الذين هاجروا من بلدانهم العربية إلى فلسطين كانوا يتكلمون العربية ويستمعون إلى أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهما لأنهم - أي اليهود العرب - نشأوا على تلك الأغاني وتربوا عليها باعتبارها جزءا من ثقافتهم .
هل ستصبح فلسطين من نهرها إلى بحرها دولة ثنائية القومية ، وبالتالي ثنائية اللغة وثنائية الثقافة ، شاء الطرفان أم أبوا ؟ وهل سينجم عن الثقافتين ثقافة هجينة مختلطة ؟
هناك كتاب فلسطينيون يقيمون في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ، منهم انطون شماس وسيد قشوع ، كتبوا نصوصهم الروائية باللغة العبرية ولم تنقل حتى اللحظة إلى لغتهم الأم - أي العربية ، وصارت كتابتهما ظاهرة يكتب عنها دارسو سؤال الهوية في الأدب وأنا منهم .
وهناك نصوص أدبية فلسطينية بالعربية لا تخلو من مفردات عبرية ، وأنا في روايتي " الوطن عندما يخون " ( ١٩٩٦ ) أوردت أغنية كان أبي - رحمه الله - يرددها على مسمعي ، لأنه كان حفظها من اليهود قبل أن يرحلوه من يافا " التشتكني من عيني التشتكني من شفتي ، كخه عوسيم بتل أبيب ، كخه عوسيم بيروشلايم " .
في رواية غسان كنفاني " عائد إلى حيفا " ( ١٩٦٩ ) صار خلدون " دوف " ، بعد أن هوده أبواه اللذان تبنياه ، وصار يدافع عن يهوديته ويخدم ، قبل الكابتن إيلا واوية بزمن ، في الجيش الإسرائيلي . فهل سنصبح كلنا ، ذات يوم ، مثل خلدون والكابتن إيلا ؟
من يدري !؟
الأمور تحتاج إلى تفكير وإمعان نظر ، والتحولات على المجتمع الفلسطيني بعد قيام الدولة العبرية تشغل الكتاب والمفكرين وعلماء الاجتماع والسياسيين و ...
وبالعربية تصبحون على خير وبالعبرية ... .
خربشات
٢٥ أيلول ٢٠٢١ .