رسائل الأدباء رسالة من صباحي صالح إلى عبد المنعم عامر ‏

مر وقت طويل وأنا على خلاف مع الحزن، فكيف ‏لي أن أكتب يا صديقي ؟!‏
‏ المرأة القاسية التي كانت تحرضني على الكتابة بدافع ‏الحزن والألم، ماتت في قلبي وشيعها الغياب.‏
‏ فشلي الدراسي المتكرر الذي كان يدفعني للكتابة ‏وجلد الذات إنتهى مع ورقة بيضاء مكتوبة عليها بخط ‏سيء "طلب تجميد" على مكتب عميد الكلية.‏
‏ الأرق الذي كان ينتظرني عند رؤوس الليالي بحضنه ‏المفتوح وقدميه الحافيتين لنعد النجوم ونضمد جروح ‏الحب القديمة سوياً، هادنته قدمت له التنازلات ليرحل ‏كما تفعل الحبيبات، والآن بعد رحيله بت أستغرق في ‏النوم العميق كــشوالات البصل.‏
‏ حلمي في أن أتزوج إمرأة "فل أوبشنز" إمرأة ‏بمواصفات خاصة، حالمة كـ"سيمون" وفاتنة كـ"هازال ‏كايا" تغني كـناي وترقص كـوردة. ‏
‏ تكره اليسار وتحبني، تهتم بحميتي الغذائية وتطعمني ‏كطفل، وفي الليل مغرية كسيارة "فيراري" لاتكف عن ‏الهدير بنهدين جامحين كأنهما يقولان مرحباً.‏
‏ ضاااع الحلم يا عامر الآن أي إمرأة تكفي، سأتزوج ‏من أي إمرأة نكاية في الحزن وإنتقاماً من لا شيء ‏محدد، ربما ستكون إمرأة عشوائية لا تجيد الرقص ‏ولا تحب الغناء، وتتابع الأخبار كرجل مسن، تتحدث ‏كثيرا عن الحزب وفوائد ماسكات الزبادي بالخيار ‏
تكره الشعر وحفلات التأبيين.‏
‏ وبعد طفلنا الأول ستكون إمرأة بأثداء متدلية كقط ‏منزلي كسول.‏
‏ أصدقائي الذين كنت أقاسمهم الحزن سرقوه مني ‏
لم يتركوا لي شيئا غير الفرح، صديقي الشاعر الذي ‏إستعارت قلبه الحياه فكان يكتب عن الحب والمبادئ ‏وأطر الإنسانية وقبلات حبيبته الحارة.‏
‏ تركته وحيدا كما يفعلن دائما يجوب الحانات وأزقة ‏المزاج، يحمل كأسه ويصرخ بالقصائد يربي الحزن ‏طيلة النهار وعند عتبات الليل الأولى يسيل الحزن من ‏فمه على هيأة احمر شفاه.‏
‏ ‏
‏ لاشيء يدعو للكتابة يا صديقي، لا أمتلك ما يكفي من ‏الحزن لأكتب هذه الأيام، فلا حبيبة أبكي لأجلها ولا ‏أحلام أطاردها ولا أصدقاء لأستعير حزنهم.‏

14/9/2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى