أ. د. عادل الأسطة - سلاح عن سلاح يفرق

على غرار عنوان فرعي لافت من العناوين الداخلية التسعة لرواية غسان كنفاني " أم سعد " ( ١٩٦٩ ) هو " خيمة عن خيمة تفرق " قال ، أمس صباحا ، مذيع في ( راديو ) " أجيال " ، وهو يأتي على استشهاد خمسة فلسطينيين ينتمي قسم منهم إلى حركة " حماس " ، قضوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ، إن سلاحهم هو السلاح الذي يبحث عنه الجيش ، لا السلاح الذي يظهر في الأعراس والمناسبات .
السلاح الأخير عموما لا يعني الإسرائيليين إطلاقا . إنهم لا يغضون النظر عنه وحسب ، بل إنهم يعملون على تعميمه وانتشاره وربما توزيعه ، ليقتل به الفلسطينيون أنفسهم ، اعتمادا على مقولة " دعهم يقتلوا أنفسهم " وبالعامية " فخار يكسر بعضه " أو " بطيخ يكسر بعضه " ، وهو ما يحدث عموما في الوسط العربي في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ .
عبارة المذيع كانت عابرة ، ولكنها كانت أيضا لافتة ، وفي سلاح الأعراس والمناسبات قال المخيال الشعبي عبارته الساخرة عن حملته - أي سلاح الأعراس والمناسبات - " الطخيخة " . ومرة في اقتحام مدينة نابلس وعدم ظهور هذا السلاح لمقاومة الجنود المقتحمين نادى جندي إسرائيلي على حملته ساخرا :
- وينهم الطخيخة ؟ ( أين هم ؟ ) .
أطرف سلاح فلسطيني مقاوم كان أمس هو كوز الصبر وألواحه ، فقد وقع جندي إسرائيلي على نبتة صبر اخترق شوكها ملابسه وانغرس في مؤخرته ، ما جعله يصيح حد البكاء ، وما جعل زميله وهو ينزع الشوك من الملابس يبتسم ساخرا ويقول للجندي الذي يتحرك :
- لات لات .
وأنا أشاهد شريط الفيديو الذي يصور المشهد تذكرت الشاعر المرحوم راشد حسين ابن قرية مصمص الذي توفي في منفاه في نيويورك في شباط من العام ١٩٧٧ . كان راشد قال :
" سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر
ان الشعوب إذا هبت ستنتصر
ولو قضيتم على الثوار كلهم
تمرد الشيخ والعكاز والحجر "
ولربما لو شاهد راشد الشريط لاستبدل الصبار بالعكاز !
كنت أود أن أقف أمام ملاحظة أبداها لي الشاعر الغزي Nasser Atallah لاحظ كثرة اقتباسي أسطر من شعر محمود درويش ، وملاحظة ثانية تصب في الاتجاه نفسه أبداها القاص Tawfik Fayad ولكن ... لكن ذلك يحتاج إلى كتابة خاصة .
هل كتاباتي واقتباساتي من محمود درويش أدت حقا إلى " تصحيري " للشعر الفلسطيني ،
وبالتالي الإساءة إليه ؟
لا بد من توضيح هذا لاحقا و
تصبحون على خير
خربشات
٢٨ أيلول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى