لا أعرف تفاصيل ما جرى في مدرسة عبد الحميد السائح في نابلس .
كل ما في الأمر أنني قرأت فقرات تشير إلى اعتداء الطلاب وأهاليهم على بعض المعلمين ، وممن كتبوا عن مكانة المعلم أحد طلابي في البكالوريوس والماجستير ، وفيما كتبه مناداة بإعادة الاعتبار إلى المعلم .
طالبي حين كان على مقاعد التعليم - أي حين كان طالبا - كان أحيانا طالبا مشاكسا ، وكلما سألته عن أسباب تأخره عن موعد المحاضرة كان يجيبني بأنه يبيع التين ، وهو من قرية تل المشهورة بزراعة التين ، لأنه يريد أن يدفع الأقساط وينفق على نفسه ، وكنت أغض الطرف عن تأخره ، وعندما علمته في الماجستير صار أكثر مشاكسة ، ما دفعني إلى التشدد معه لدرجة أدت إلى توتر العلاقة بيننا .
الآن صار طالبي معلما وأخذ يطالب بضرورة احترام المعلم وإعادة الاعتبار إليه .
عندما كنا صغارا نتمرد على أهلنا كانوا يقولون لنا :
- غدا تصبحون آباء و يثأر ابناؤكم منكم .
هل يقتصر العنف على المدارس أم أنه ظاهرة اجتماعية عامة ؟
الجريمة بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ تتصاعد منذ بداية العام ، والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة ليست على ما يرام ، ففي الأسبوع الماضي عمم شريط فيديو عما جرى في إحدى مدارس قطاع غزة ، يري اختباء المعلمين في غرفتهم تلافيا لغضب الطلاب وحجارتهم . وأول أمس تم السطو على محل للصياغة في مدينة طولكرم أسفر عن سرقة سبعة كيلوات من الذهب ، وأما عن الصدامات مع الإسرائيليين فحدث ولا حرج .
وأنا أقرأ ما كتبه المعلم عن اعتداء الطلبة وأهاليهم على معلمي مدرسة عبد الحميد السائح تذكرت الشاعر أحمد شوقي وما كتبه عن المعلم ورد الشاعر إبراهيم طوقان عليه .
كتب شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ولم يكن شوقي جرب التعليم ، خلافا لطوقان .
عمل طوقان في مهنة التدريس فلم ترق له وفيها قال :
شوقي يقول ، وما درى بمصيبتي ،
قم للمعلم وفه التبجيلا
ويكاد يفلقني الأمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة
مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
و :
يا من يريد الانتحار وجدته
إن المعلم لا يعيش طويلا
وكان للمعلم يومها مكانة معتبرة ، وكان الأهل يطلبون منه أن يتشدد مع أبنائهم لدرجة قولهم " لك اللحم ولنا العظم " - أي تشدد معهم .
لا أرمي إلى كتابة مفصلة عن مكانة المعلم ؛ ما كانت عليه وما صارت إليه وما بينهما . كل ما أقصده هو القول إننا نشهد تحولات اجتماعية تبدو لنا ، لتسارعها وكثرتها ، غير محتملة وغير مصدقة ، لأننا لم نكن نتوقعها ولأننا ربينا على نقيضها .
في الأمثال مثل نصه " عش رجبا تر عجبا "
تصبحون على خير
٣٠ / ٩ / ٢٠٢١
كل ما في الأمر أنني قرأت فقرات تشير إلى اعتداء الطلاب وأهاليهم على بعض المعلمين ، وممن كتبوا عن مكانة المعلم أحد طلابي في البكالوريوس والماجستير ، وفيما كتبه مناداة بإعادة الاعتبار إلى المعلم .
طالبي حين كان على مقاعد التعليم - أي حين كان طالبا - كان أحيانا طالبا مشاكسا ، وكلما سألته عن أسباب تأخره عن موعد المحاضرة كان يجيبني بأنه يبيع التين ، وهو من قرية تل المشهورة بزراعة التين ، لأنه يريد أن يدفع الأقساط وينفق على نفسه ، وكنت أغض الطرف عن تأخره ، وعندما علمته في الماجستير صار أكثر مشاكسة ، ما دفعني إلى التشدد معه لدرجة أدت إلى توتر العلاقة بيننا .
الآن صار طالبي معلما وأخذ يطالب بضرورة احترام المعلم وإعادة الاعتبار إليه .
عندما كنا صغارا نتمرد على أهلنا كانوا يقولون لنا :
- غدا تصبحون آباء و يثأر ابناؤكم منكم .
هل يقتصر العنف على المدارس أم أنه ظاهرة اجتماعية عامة ؟
الجريمة بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ تتصاعد منذ بداية العام ، والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة ليست على ما يرام ، ففي الأسبوع الماضي عمم شريط فيديو عما جرى في إحدى مدارس قطاع غزة ، يري اختباء المعلمين في غرفتهم تلافيا لغضب الطلاب وحجارتهم . وأول أمس تم السطو على محل للصياغة في مدينة طولكرم أسفر عن سرقة سبعة كيلوات من الذهب ، وأما عن الصدامات مع الإسرائيليين فحدث ولا حرج .
وأنا أقرأ ما كتبه المعلم عن اعتداء الطلبة وأهاليهم على معلمي مدرسة عبد الحميد السائح تذكرت الشاعر أحمد شوقي وما كتبه عن المعلم ورد الشاعر إبراهيم طوقان عليه .
كتب شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ولم يكن شوقي جرب التعليم ، خلافا لطوقان .
عمل طوقان في مهنة التدريس فلم ترق له وفيها قال :
شوقي يقول ، وما درى بمصيبتي ،
قم للمعلم وفه التبجيلا
ويكاد يفلقني الأمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة
مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
و :
يا من يريد الانتحار وجدته
إن المعلم لا يعيش طويلا
وكان للمعلم يومها مكانة معتبرة ، وكان الأهل يطلبون منه أن يتشدد مع أبنائهم لدرجة قولهم " لك اللحم ولنا العظم " - أي تشدد معهم .
لا أرمي إلى كتابة مفصلة عن مكانة المعلم ؛ ما كانت عليه وما صارت إليه وما بينهما . كل ما أقصده هو القول إننا نشهد تحولات اجتماعية تبدو لنا ، لتسارعها وكثرتها ، غير محتملة وغير مصدقة ، لأننا لم نكن نتوقعها ولأننا ربينا على نقيضها .
في الأمثال مثل نصه " عش رجبا تر عجبا "
تصبحون على خير
٣٠ / ٩ / ٢٠٢١