أ. د. عادل الأسطة - الضفة أمس على صفيح ساخن

كانت الضفة أمس في مناطق عديدة على صفيح ساخن، فثمة مواجهات عديدة في مناطق مختلفة أسفرت عن عشرات الجرحى ، وكانت الصورة اللافتة حمل الشبان في بيتا ، قرب نابلس ، على جبل صبيح ، حطام طائرة إسرائيلية سقطت وهي ترش المتظاهرين بالغازات .
طال الزمن أو قصر سيؤول مصير الدولة الإسرائيلية العنصرية القائمة على أساس سياسة الفصل العنصري والجدار الفاصل والطرق الالتفافية الخاصة بالمستوطنين ، طال الزمن أو قصر سيؤول مصيرها إلى ما آل إليه مصير دولة جنوب أفريقيا .
في ثمانينيات القرن العشرين وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كتب محمود درويش :
هنالك ليل أشد سوادا .. هنالك ورد أقل
سينقسم الدرب أكثر مما رأينا ، سينشق سهل
وينهد سفح علينا ، وينقض جرح علينا ، وينفض أهل
سيقتل فينا القتيل القتيل لينسى عيون القتيل .. ويسلو
.....
.....
سنشهد فينا أباطرة يحفرون على القمح أسماءهم كي يدلوا
علينا. ألم نتغير ؟
....
...
ولكني سأتابع مجرى النشيد ، ولو أن وردي أقل .
وفي " حالة حصار " في أوج انتفاضة الأقصى كتب :
" سيمتد هذا الحصار إلى أن
يحس المحاصر ، مثل المحاصر ،
أن الضجر
صفة من صفات البشر "
و
" أيها الساهرون ألم تتعبوا
من مراقبة الضوء في ملجئنا ؟
ومن وهج الورد في جرحنا
ألم تتعبوا أيها الساهرون ؟ "
ولن يتعب الفلسطينيون أيضا ، فنحن شعب لا نمل ولا نكل ، وتجربتي الشخصية تعزز لدي هذا ، وقبل تجربتي الشخصية تجربة شعبنا منذ ١٩٢١ ، فعلى مدى قرن من الزمان لم ييأس الشعب الفلسطيني ولم يكل من المقاومة ولم يمل ولم يضجر ولم يرفع رايته البيضاء مقرا بالهزيمة وعبث المقاومة ، فمن أقواله عن سلوك أفراده " رب وزيت وزيت ورب " و " دق الماء في الجرة " .
أما ما هي حكاية تجربتي الشخصية فهي أيضا " رب وزيت وزيت ورب " و "دق الماء في الجرة " ولا يمل إخوتي ومعارفي وأهل نابلس ، منذ ١٩٩١ ، من أسئلتهم وتكرار عباراتهم وتلميحاتهم ، حول زواجي وطلاقي ، وتفتيش شقتي بأوامر من الجهات المسؤولة للعثور على القتبلة الهيدروجينية التي أخفي .
شعب سيزيفي حقا ، وهذا ما أدركته أنا شخصيا ، وهذا ما لم تدركه دولة إسرائيل أو أنها أدركته ولكنها لا تستطيع أن تتراجع عن تعاليم القبيلة الصهيونية ؛ تعاليم كتابها المقدس .
كتابة سيريالية لا شك . كتابة أفضل نعت لها أنها " خربشات " .
تصبحون على خير
خربشات
٢ تشرين الأول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى