على أرض الواقع يعيش الفلسطينيون المأساة بمعناها ، فالوطن مقسم بين غزة المحاصرة التي لم تتعاف من جراح حروبها والضفة الغربية التي تسير الحياة فيها بصور وأشكال متباينة ؛ من مواجهات مع المستوطنين وقوات الجيش ومواصلة عمل العمال في المصانع والمزارع الإسرائيلية ، والمناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ التي هي أفضل حالا لولا القتل والتصفيات بين الفلسطينيين أنفسهم حيث بلغ عدد القتلى أمس ، منذ بداية العام ، ٨٣ قتيلا ، والمنفى حيث اللاجئون ما زالوا يقيمون في مخيمات تزداد سوءا على سوء .
وعلى الرغم من هذا يكتب وزير الثقافة السابق سلسلة حلقات يتصور فيها كيف ستسير حياته وحياتنا في اليوم الأول بعد تحرير فلسطين ، وتعقد في غزة مؤتمرات تناقش قضايا كثيرة عن وعد الآخرة الذي سيؤدي إلى زوال إسرائيل وكيف سيتصرف المنتصرون إزاء المصانع ومصادر الطاقة وعودة اللاجئين و ... و ... كيف سنوزع السبايا ؟
وفي هذا الواقع يختلط الجد بالهزل ، فيصدق قسم ما يقال في المؤتمرات ، فليس على الله شيء بعيد ، ويسخر آخرون من الوهم والخيال الذي يراود مخيلة المؤتمرين ، لسان حالهم " شر البلية ما يضحك " .
- ماذا سنفعل بالسبايا ؟
وفي قصيدة محمود درويش " بيروت " ١٩٨١ سطر يصفنا نحن بالسبايا :
" سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
أسلمنا الغزاة إلى الطغاة
فمن ملك على عرش
إلى ملك على نعش " .
شخصيا تذكرت العنوان الفرعي لرواية( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة - جديدة " وهو " إذا أردتم فإنها ليست خرافة " .
كان هرتسل مثقفا محبطا يتردد على مقاهي فيينا فكتب روايته يحدوه الأمل بإقامة الدولة اليهودية خلال عشرين عاما ، فقامت في ستين عاما .
أمس كتبت عن عناد الشعب الفلسطيني وسطر محمود درويش " ولكني سوف أواصل مجرى النشيد ، ولو أن وردي أقل "
وأمس قرأت على صفحة الشاعر سميح محسن أن رفيقه خالد منصور ، وهو واحد ممن يواصلون ، منذ خمسة عقود تقريبا ، مجرى النضال فلا يكل ولا يمل ، أمس قرأت أنه أصيب برصاصة في أثناء مقاومته الاحتلال وأنه يرقد في المشفى .
إلى أين ستجري سفينتنا ؟
نحن نواصل حياتنا ما بين متفائل ومتشائم ومتشائل ، وواقعنا واقع يجمع حقا بين المأساة والملهاة ، وقد تختلط المأساة بالملهاة .
المدينة كلها جوافة ، وحيثما يممت وجهك تجدها معروضة يعرضها البائعون وينادون المتسوقين لشرائها بأسعار متفاوتة حسب جودة البضاعة ومنشئها ، وحالات الإصابة بالكورونا ما زالت ، على الرغم من التطعيم ، كما كانت قبله أو أنني مخطيء .
أجواء الخريف لافتة والنهار يقصر والليل يطول ، واتلاتيكو مدريد هزم برشلونة ، ونسأل الله العافية !!
تصبحون على خير
خربشات
٣ تشرين الأول ٢٠٢١
وعلى الرغم من هذا يكتب وزير الثقافة السابق سلسلة حلقات يتصور فيها كيف ستسير حياته وحياتنا في اليوم الأول بعد تحرير فلسطين ، وتعقد في غزة مؤتمرات تناقش قضايا كثيرة عن وعد الآخرة الذي سيؤدي إلى زوال إسرائيل وكيف سيتصرف المنتصرون إزاء المصانع ومصادر الطاقة وعودة اللاجئين و ... و ... كيف سنوزع السبايا ؟
وفي هذا الواقع يختلط الجد بالهزل ، فيصدق قسم ما يقال في المؤتمرات ، فليس على الله شيء بعيد ، ويسخر آخرون من الوهم والخيال الذي يراود مخيلة المؤتمرين ، لسان حالهم " شر البلية ما يضحك " .
- ماذا سنفعل بالسبايا ؟
وفي قصيدة محمود درويش " بيروت " ١٩٨١ سطر يصفنا نحن بالسبايا :
" سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
أسلمنا الغزاة إلى الطغاة
فمن ملك على عرش
إلى ملك على نعش " .
شخصيا تذكرت العنوان الفرعي لرواية( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة - جديدة " وهو " إذا أردتم فإنها ليست خرافة " .
كان هرتسل مثقفا محبطا يتردد على مقاهي فيينا فكتب روايته يحدوه الأمل بإقامة الدولة اليهودية خلال عشرين عاما ، فقامت في ستين عاما .
أمس كتبت عن عناد الشعب الفلسطيني وسطر محمود درويش " ولكني سوف أواصل مجرى النشيد ، ولو أن وردي أقل "
وأمس قرأت على صفحة الشاعر سميح محسن أن رفيقه خالد منصور ، وهو واحد ممن يواصلون ، منذ خمسة عقود تقريبا ، مجرى النضال فلا يكل ولا يمل ، أمس قرأت أنه أصيب برصاصة في أثناء مقاومته الاحتلال وأنه يرقد في المشفى .
إلى أين ستجري سفينتنا ؟
نحن نواصل حياتنا ما بين متفائل ومتشائم ومتشائل ، وواقعنا واقع يجمع حقا بين المأساة والملهاة ، وقد تختلط المأساة بالملهاة .
المدينة كلها جوافة ، وحيثما يممت وجهك تجدها معروضة يعرضها البائعون وينادون المتسوقين لشرائها بأسعار متفاوتة حسب جودة البضاعة ومنشئها ، وحالات الإصابة بالكورونا ما زالت ، على الرغم من التطعيم ، كما كانت قبله أو أنني مخطيء .
أجواء الخريف لافتة والنهار يقصر والليل يطول ، واتلاتيكو مدريد هزم برشلونة ، ونسأل الله العافية !!
تصبحون على خير
خربشات
٣ تشرين الأول ٢٠٢١