- خمس رسائل أدبية إلى حسين علي محمد
(1)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
8/3/1977م:
أخي الكريم الأديب الأستاذ …
هذه الكلمة أكتبها على عجل ـ فإن العافية الكافية لا تُواتيني على الأناة والروية ـ شاكراً لك متوالي فضلك، ومتتابع لطفك، وكريم تحفيك بالإشارة إليَّ في كثير مما تكتبه وتنشره بالمجلات، مُشيداً باسمي، ورافعاً ذكري ـ رفع اللهُ ذكرك ـ.
وأنا يُقعدُني العجز عن ردِّ الجميل في حينه، وشكر الفضل في ساعته، فقد وقعت بين شقي الرحى في زحمة الحياة، ولم تكفني الآلام النفسية، فأُصبت في خلال زيارتي لتونس في نوفمبر 1976م بعلتين:
علة في المسالك البولية اقتضت جراحة دقيقة وعلة من أثر حادث اصطدام للسيارة التي كنتُ بها في تونس. والحمد لله اجتزت المحنتين، وتخطّيت العقبتيْن .. فلما استروحتُ نسمةً من العافية التي لا تعود إلا ببطء كان أول شغلي، وسابق همِّي أن أكتب إليك شاكراً ومثنياً وداعياً لك بالخير والتوفيق، وأن ينفع بك الأدب والعلم،
والله حافظك للمخلص:
محمد عبد الغني حسن
*********
(2)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
10/3/1981م:
أخي الكريم الأديب الفاضل …
سلام الله ورحمته وبركاته عليكم، وبعد:
رسالتكم المؤرخة في 3/3/1981 وصلت إليَّ اليوم، أما شطرها الأول فقد حققته بإرسال صورة أخرى لي ليس عليها كلام ولا سلام!( ) مع أن الواقع أن الكلام الذي كتبته على الصورة كان موجهاً إليهم على سبيل التحية .. فكأنهم رفضوا تحيتي .. ولا أدري ماذا أصنع مع الرافضين؟!
أما الشطر الثاني وهو طلبكم دواويني فإني محتفظ لكم وباسمكم بالخمسة من دواويني التي صدرت، لحين حضوركم إلى القاهرة، لكي أُسلِّمها لكم يداً بيد، إلا إذا اخترتم إرسالها لكم بالبريد المسجل، فإني فاعل بإذن الله.
والشكر لكم على إحسان ظنكم وجميل تقديركم.
محمد عبد الغني حسن
المشتملات:
1-خطاب مجلة "الفيصل" إليكم ( ).
2-أما الصورة فقد أُرسلت بالبريد إلى مجلة "الفيصل" رأساً مع خطاب مني يوضِّح الموقف.
********
(3)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
29/3/1981م:
أخي الكريم الأستاذ …
حياك الله وحيا أدبك الكريم، وكتب لك السعادة واطِّراد التوفيق، وبعد:
حمل إليَّ البريد اليوم رسالة منك، وفيها تطلب دواويني بالبريد. ولا تُريدها مسلِّمة إليك يداً بيد حين تُلمّ بالقاهرة في بعض زوراتك. ولكنك يبدو أنك لا تنوي هذه الإلمامة قريباً، فآثرتَ الإرسال بالبريد، ولم أشأ أن أُعطِّلك أو يُعطِّلني سفري غداً إلى الإسكندرية لأيام غير قليلة عن إنجاز وعدي لك، فحزمت لك ثلاثة من دواويني في مظروف خاص على هيئة "مطبوعات مسجلة"، وهي: "من نبع الحياة" و"من وراء الأفق" و"سائر على الدرب"، وهن ما وجدتُه عندي وتحت يدي، أما الباقيان وهما "ماض من العمر" و"من وحي النبوة" فقد أصبح العثور عليهما في المكتبات مستحيلا. ولهذا رجوت أخانا وصديقنا المشترك ذا الهمة الرامية، والمروءة العالية( ) أن يبعث لك بالبريد المسجَّل أيضاً بهما، وسيفعل إن شاء الله ـ كالعهد به ـ غداً أو بعد غد، فما عوَّدَني مقصِّراً ولا فَتوراً. أما الثلاثة التي حزمتها لك في مظروف خاص فقد كلّفت شخصاً أمينا جدا هو ساعي وزير التربية والتعليم ليرسلها لك غداً إن شاء الله بالبريد المسجّل كذلك، لأنني مسافر ـ وكما قلت لك غداً إلى الثغر ـ ولا وقت عندي لأنفقه للمرور على مكتب البريد، فسأخرج من جلسة المجمع إلى القطار رأساً.
أرجو أن تكون دواويني الخمسة بين يديك في نهاية هذا الأسبوع حتى تُصدِّع بها رأسك، ولا لوم عليَّ ، فأنت الذي اخترتَ، وأنت الذي رأيت. على كل حال أرجو أن يكون طريقك معي أو طريقي معك في الدراسة التي تنوي إصدارها عني طريقاً ميسَّراً غير وَعْر إن شاء الله ولا زلق .. ( ) وستجد في شعري الإخواني لوناً أعتزُّ به ليس من المناسبات الرخيصة، فأنا معتز به دائماً، ومدافع عنه، لأنه شعرٌ يُعبِّر عن أصدق الشعور، بل قد يخلق من المناسبة العابرة فكرة شعرية عالية، وهذا رأي جعفر الخليلي، ورأي صيدح وكل من تفضَّل بالكتابة عني في هذه الناحية.
وآمل إن شاء الله أن تجد فيما لديك من أعداد "الأديب" و"الثقافة" و"الهلال" و"الضاد" الحلبية مادة غزيرة من شعري في هذه الناحية التي لو جلوتها وحدها لكانت حصيلة لكتاب طيب منك بإذن الله.
وكنت أود أن يكون ديواني السادس "مازلنا نسير" بين يديك لتستوفي بحثك، لولا أن أصوله ترقد في هيئة الكتاب ـ غفر الله إساءاتها إلينا ـ وستغنيك عنه أشعاري المنشورة منذ سنة 1967 فيما ذكرت لك من مجلات.
والله يوفقك، ويُهيئ لك الخير، ويحقق للأدب والشعر والنقد ما يُرجى منك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد عبد الغني حسن
**********
(4)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
أخي الكريم الأستاذ …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرسلت إليكم ـ بناء على رغبتكم الكريمة ـ بتاريخ 30/3/1981م ثلاثة من دواويني التي بقيت لديّ منها نسخ قليلة، وهي: "من نبع الحياة" و"من وراء الأفق" و"سائر على الدرب"،وقد حرصت ألا يضل البريد طريقه، فأرسلتها بالبريد المسجل على عنوانكم بديرب نجم.
وإلى اليوم لم تصل منكم رسالة تُشعرني بوصولها.
أما الديوانان الباقيان وهما "ماض من العمر" و"من وحي النبوة"، فقد رجوت الأخ وديع فلسطين أكثر من مرة أن يبعث بهما إليكم من مكتبته ـ على سبيل الإعارة ـ ما داما مفقودين عندي، وقد فُقِدا من السوق من زمن غير قليل.
ثم عرفت أمس من الوديع أنه لم يبعث الديوانين حتى الآن، لأنه وجد أحدهما وهو "ماض من العمر"، ولم يهتد إلى الآخر، فرجوته مرة رابعة، ووعدني مرة ثالثةً ـ وأرجو أن تكون الأخيرة ـ ليمدَّك بالديوان الباقي عنده، فقد تكون حاجتك إليه لاستكمال البحث واستحضار المادة قائمة، مع وجود ثلاثة الدواوين الأخرى.
أرجو أن يكون ديوان "ماض من العمر" في طريقه إليك ـ كما وعدني الأخ الوديع ـ ، وقد أعجلني استعدادي للسفر إلى رحلتي السنوية الطويلة خارج مصر عن أن أُطيل حديثي إليك، فعذراً وإلى اللقاء على خير إن شاء الله، وتسلم للمخلص
محمد عبد الغني حسن
********
(5)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
القاهرة ـ مساء الخميس 28/5/1981م:
أخي الكريم الأستاذ …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حقا ما يقوله شاعرنا القديم:
لا يعرفُ الشوقَ إلاّ من يُكابــدُهُ ولا الصَّـــبابةَ إلاّ من يُعانيهـا
وقد كابدت قبلك كثيراً من مما يُشبه الأشواق من الحاجات والضرورات، ولهذا لم أشأ أن أضن عليك بجزازة مجلة "الثقافة الشهرية"( ) التي تفضَّلتْ فنشرتْ لي فيها حواراً معك في يوليو سنة 1978م، ولقد كنت فور وصول رسالتك الأخيرة المؤرخة في 23/5/1981م هممت بأن أبعث لك في تصوير الحوار عند أحد المصورين الناسخين عندنا، وأرسله إليك، لولا أنني خشيت أن يؤخرني التصوير عن سرعة إنجاز طلبتك، وتحقيق رغبتك، مع علمي بما تُؤججه الحاجة من قلق، وما تثيره الضرورة من أرق، وآثرت أن أبعث إليك أصل القصاصة التي أمدّني بها الأخ الوديع في حينها بالبريد المسجل بدلا من أن أرسل لك مصوَّرتَها مع احتمال ما قد يسببه التصوير من تأخير، وهي طيُّ كتابي هذا.
ثم قامت مشكلة تعطيل مكاتب البريد يوم الجمعة حتى أسجل لك خطابي، ولكني أرجأت ذلك إلى صباح السبت 30/5/1981 حين تفتح مكاتب البريد في أول أيام الأسبوع، فإن شئت أن تحتفظ بالقصاصة لك فافعل، وإن كانت أثراً كريماً عندي من آثار فضلك .. وإلا فارددها عليَّ في نوفمبر القادم بإذن الله حيث أعود إلى الوطن بعد رحلتي الطويلة لزيارة الأبناء والحفدة.
سألتني عن تواريخ دواويني التي صدرت وهي: من وراء الأفق (سنة 1947-48)، من نبع الحياة (سنة 1949-50)، ماض من العمر (سنة 1953-54)، سائر على الدرب (سنة 1974-75)، أما ديواني "مازلنا نسير" فالله أعلم بموعد صدوره عن المجلس والهيئة ووزارة الثقافة( ).
شكراً للوديع على إمدادك بنسخة من ديواني "ماض من العمر"، وقد ألححت عليه بضرورة الإرسال استجابة لطلبتك، ولو كان عندي لأسعفتك به مع الثلاثة الدواوين التي بعثتُها. وشكراً لك على اهتمامك بالكتابة عني، وأنصفك الله من زمانك ومن الناس وهو خير المنصفين، وإلى اللقاء بعد العودة من أمريكا.
أدعو لك بالتوفيق في رسالة الماجستير( ) وأهنئك سلفاً على الفوز بها على خير ما نرجوه لك، وما أنت له أهل، وعقبال الدكتوراه، وسلام الله ورحمته عليك.
المخلص
محمد عبد الغني حسن
.
(1)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
8/3/1977م:
أخي الكريم الأديب الأستاذ …
هذه الكلمة أكتبها على عجل ـ فإن العافية الكافية لا تُواتيني على الأناة والروية ـ شاكراً لك متوالي فضلك، ومتتابع لطفك، وكريم تحفيك بالإشارة إليَّ في كثير مما تكتبه وتنشره بالمجلات، مُشيداً باسمي، ورافعاً ذكري ـ رفع اللهُ ذكرك ـ.
وأنا يُقعدُني العجز عن ردِّ الجميل في حينه، وشكر الفضل في ساعته، فقد وقعت بين شقي الرحى في زحمة الحياة، ولم تكفني الآلام النفسية، فأُصبت في خلال زيارتي لتونس في نوفمبر 1976م بعلتين:
علة في المسالك البولية اقتضت جراحة دقيقة وعلة من أثر حادث اصطدام للسيارة التي كنتُ بها في تونس. والحمد لله اجتزت المحنتين، وتخطّيت العقبتيْن .. فلما استروحتُ نسمةً من العافية التي لا تعود إلا ببطء كان أول شغلي، وسابق همِّي أن أكتب إليك شاكراً ومثنياً وداعياً لك بالخير والتوفيق، وأن ينفع بك الأدب والعلم،
والله حافظك للمخلص:
محمد عبد الغني حسن
*********
(2)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
10/3/1981م:
أخي الكريم الأديب الفاضل …
سلام الله ورحمته وبركاته عليكم، وبعد:
رسالتكم المؤرخة في 3/3/1981 وصلت إليَّ اليوم، أما شطرها الأول فقد حققته بإرسال صورة أخرى لي ليس عليها كلام ولا سلام!( ) مع أن الواقع أن الكلام الذي كتبته على الصورة كان موجهاً إليهم على سبيل التحية .. فكأنهم رفضوا تحيتي .. ولا أدري ماذا أصنع مع الرافضين؟!
أما الشطر الثاني وهو طلبكم دواويني فإني محتفظ لكم وباسمكم بالخمسة من دواويني التي صدرت، لحين حضوركم إلى القاهرة، لكي أُسلِّمها لكم يداً بيد، إلا إذا اخترتم إرسالها لكم بالبريد المسجل، فإني فاعل بإذن الله.
والشكر لكم على إحسان ظنكم وجميل تقديركم.
محمد عبد الغني حسن
المشتملات:
1-خطاب مجلة "الفيصل" إليكم ( ).
2-أما الصورة فقد أُرسلت بالبريد إلى مجلة "الفيصل" رأساً مع خطاب مني يوضِّح الموقف.
********
(3)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
29/3/1981م:
أخي الكريم الأستاذ …
حياك الله وحيا أدبك الكريم، وكتب لك السعادة واطِّراد التوفيق، وبعد:
حمل إليَّ البريد اليوم رسالة منك، وفيها تطلب دواويني بالبريد. ولا تُريدها مسلِّمة إليك يداً بيد حين تُلمّ بالقاهرة في بعض زوراتك. ولكنك يبدو أنك لا تنوي هذه الإلمامة قريباً، فآثرتَ الإرسال بالبريد، ولم أشأ أن أُعطِّلك أو يُعطِّلني سفري غداً إلى الإسكندرية لأيام غير قليلة عن إنجاز وعدي لك، فحزمت لك ثلاثة من دواويني في مظروف خاص على هيئة "مطبوعات مسجلة"، وهي: "من نبع الحياة" و"من وراء الأفق" و"سائر على الدرب"، وهن ما وجدتُه عندي وتحت يدي، أما الباقيان وهما "ماض من العمر" و"من وحي النبوة" فقد أصبح العثور عليهما في المكتبات مستحيلا. ولهذا رجوت أخانا وصديقنا المشترك ذا الهمة الرامية، والمروءة العالية( ) أن يبعث لك بالبريد المسجَّل أيضاً بهما، وسيفعل إن شاء الله ـ كالعهد به ـ غداً أو بعد غد، فما عوَّدَني مقصِّراً ولا فَتوراً. أما الثلاثة التي حزمتها لك في مظروف خاص فقد كلّفت شخصاً أمينا جدا هو ساعي وزير التربية والتعليم ليرسلها لك غداً إن شاء الله بالبريد المسجّل كذلك، لأنني مسافر ـ وكما قلت لك غداً إلى الثغر ـ ولا وقت عندي لأنفقه للمرور على مكتب البريد، فسأخرج من جلسة المجمع إلى القطار رأساً.
أرجو أن تكون دواويني الخمسة بين يديك في نهاية هذا الأسبوع حتى تُصدِّع بها رأسك، ولا لوم عليَّ ، فأنت الذي اخترتَ، وأنت الذي رأيت. على كل حال أرجو أن يكون طريقك معي أو طريقي معك في الدراسة التي تنوي إصدارها عني طريقاً ميسَّراً غير وَعْر إن شاء الله ولا زلق .. ( ) وستجد في شعري الإخواني لوناً أعتزُّ به ليس من المناسبات الرخيصة، فأنا معتز به دائماً، ومدافع عنه، لأنه شعرٌ يُعبِّر عن أصدق الشعور، بل قد يخلق من المناسبة العابرة فكرة شعرية عالية، وهذا رأي جعفر الخليلي، ورأي صيدح وكل من تفضَّل بالكتابة عني في هذه الناحية.
وآمل إن شاء الله أن تجد فيما لديك من أعداد "الأديب" و"الثقافة" و"الهلال" و"الضاد" الحلبية مادة غزيرة من شعري في هذه الناحية التي لو جلوتها وحدها لكانت حصيلة لكتاب طيب منك بإذن الله.
وكنت أود أن يكون ديواني السادس "مازلنا نسير" بين يديك لتستوفي بحثك، لولا أن أصوله ترقد في هيئة الكتاب ـ غفر الله إساءاتها إلينا ـ وستغنيك عنه أشعاري المنشورة منذ سنة 1967 فيما ذكرت لك من مجلات.
والله يوفقك، ويُهيئ لك الخير، ويحقق للأدب والشعر والنقد ما يُرجى منك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد عبد الغني حسن
**********
(4)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
أخي الكريم الأستاذ …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرسلت إليكم ـ بناء على رغبتكم الكريمة ـ بتاريخ 30/3/1981م ثلاثة من دواويني التي بقيت لديّ منها نسخ قليلة، وهي: "من نبع الحياة" و"من وراء الأفق" و"سائر على الدرب"،وقد حرصت ألا يضل البريد طريقه، فأرسلتها بالبريد المسجل على عنوانكم بديرب نجم.
وإلى اليوم لم تصل منكم رسالة تُشعرني بوصولها.
أما الديوانان الباقيان وهما "ماض من العمر" و"من وحي النبوة"، فقد رجوت الأخ وديع فلسطين أكثر من مرة أن يبعث بهما إليكم من مكتبته ـ على سبيل الإعارة ـ ما داما مفقودين عندي، وقد فُقِدا من السوق من زمن غير قليل.
ثم عرفت أمس من الوديع أنه لم يبعث الديوانين حتى الآن، لأنه وجد أحدهما وهو "ماض من العمر"، ولم يهتد إلى الآخر، فرجوته مرة رابعة، ووعدني مرة ثالثةً ـ وأرجو أن تكون الأخيرة ـ ليمدَّك بالديوان الباقي عنده، فقد تكون حاجتك إليه لاستكمال البحث واستحضار المادة قائمة، مع وجود ثلاثة الدواوين الأخرى.
أرجو أن يكون ديوان "ماض من العمر" في طريقه إليك ـ كما وعدني الأخ الوديع ـ ، وقد أعجلني استعدادي للسفر إلى رحلتي السنوية الطويلة خارج مصر عن أن أُطيل حديثي إليك، فعذراً وإلى اللقاء على خير إن شاء الله، وتسلم للمخلص
محمد عبد الغني حسن
********
(5)
25 ش الفواكه ـ مدينة الضباط ـ الدقي:
القاهرة ـ مساء الخميس 28/5/1981م:
أخي الكريم الأستاذ …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حقا ما يقوله شاعرنا القديم:
لا يعرفُ الشوقَ إلاّ من يُكابــدُهُ ولا الصَّـــبابةَ إلاّ من يُعانيهـا
وقد كابدت قبلك كثيراً من مما يُشبه الأشواق من الحاجات والضرورات، ولهذا لم أشأ أن أضن عليك بجزازة مجلة "الثقافة الشهرية"( ) التي تفضَّلتْ فنشرتْ لي فيها حواراً معك في يوليو سنة 1978م، ولقد كنت فور وصول رسالتك الأخيرة المؤرخة في 23/5/1981م هممت بأن أبعث لك في تصوير الحوار عند أحد المصورين الناسخين عندنا، وأرسله إليك، لولا أنني خشيت أن يؤخرني التصوير عن سرعة إنجاز طلبتك، وتحقيق رغبتك، مع علمي بما تُؤججه الحاجة من قلق، وما تثيره الضرورة من أرق، وآثرت أن أبعث إليك أصل القصاصة التي أمدّني بها الأخ الوديع في حينها بالبريد المسجل بدلا من أن أرسل لك مصوَّرتَها مع احتمال ما قد يسببه التصوير من تأخير، وهي طيُّ كتابي هذا.
ثم قامت مشكلة تعطيل مكاتب البريد يوم الجمعة حتى أسجل لك خطابي، ولكني أرجأت ذلك إلى صباح السبت 30/5/1981 حين تفتح مكاتب البريد في أول أيام الأسبوع، فإن شئت أن تحتفظ بالقصاصة لك فافعل، وإن كانت أثراً كريماً عندي من آثار فضلك .. وإلا فارددها عليَّ في نوفمبر القادم بإذن الله حيث أعود إلى الوطن بعد رحلتي الطويلة لزيارة الأبناء والحفدة.
سألتني عن تواريخ دواويني التي صدرت وهي: من وراء الأفق (سنة 1947-48)، من نبع الحياة (سنة 1949-50)، ماض من العمر (سنة 1953-54)، سائر على الدرب (سنة 1974-75)، أما ديواني "مازلنا نسير" فالله أعلم بموعد صدوره عن المجلس والهيئة ووزارة الثقافة( ).
شكراً للوديع على إمدادك بنسخة من ديواني "ماض من العمر"، وقد ألححت عليه بضرورة الإرسال استجابة لطلبتك، ولو كان عندي لأسعفتك به مع الثلاثة الدواوين التي بعثتُها. وشكراً لك على اهتمامك بالكتابة عني، وأنصفك الله من زمانك ومن الناس وهو خير المنصفين، وإلى اللقاء بعد العودة من أمريكا.
أدعو لك بالتوفيق في رسالة الماجستير( ) وأهنئك سلفاً على الفوز بها على خير ما نرجوه لك، وما أنت له أهل، وعقبال الدكتوراه، وسلام الله ورحمته عليك.
المخلص
محمد عبد الغني حسن
.