لا شَكَّ أن مفهوم صعوبات التعلم من المفاهيم الجديدة والحديثة في مجال التربية الخاصة، ولقد أصبح موضوع صعوبات التعلم من الموضوعات الرئيسية في وقتنا الحالي، حيث تطرقت له الكثير من الدراسات وكان لاهتمام تخصصات علمية عدة بدراسة صعوبات التعلم أنْ أعطى تعريفات عدة ومتنوعة لمفهوم صعوبات التعلم وأسبابه.
فاهتمتِ العلوم التربوية بتعريفه على أساس وجود خلل في القدرات العقلية، وركزت على الخصائص السلوكية، وأهملتِ الاهتمام بالخلل الوظيفي للمخ إلا أنَّه يتم التأكيد في هذا الاتجاه على أنَّ كل أشكال السلوك ـ العادي وغير العادي ـ يرتبط بالأداء الوظيفي للمخ، مما يجعل محاولة الاستدلال على وجود إصابة مخية لدى ذوي صعوبات التعلم محاولة عديمة القيمة وذلك لصعوبة إصلاح هذا الخلل".
لذا يتم الاهتمام بالعلوم التربوية بالمشاكل والمصاعب السلوكية ومحاولة إيجاد العلاج الملائم.
ومن أوائل التعريفات العلمية لصعوبات التعلم، تعريف " كيرك " الذي يرجع صعوبات التعلم إلى "إعاقة ، اضطراب، قصور في نمو واحدة أو أكثر من عمليات القراءة، الكتابة، التهجِّي، الحساب والكلام . وتنتج هذه الصعوبات عن احتمال وجود إصابة دماغية بينما لا تنتج عن الإعاقة العقلية، أو الحسية، أو القصور في العوامل الثقافية والبيئية".
أما "فيدرال ريجستر " فقد عرف صعوبات التعلم بأنها "اضطراب في عملية أو أكثر من العمليات النفسية الرئيسية المتضمنة في الفهم، أو في استخدام اللغة الشفوية والتحريرية التي قد تظهر في نقص القدرة على الاستماع، أو التفكير، أو الحديث، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجِّي، أو إجراء العمليات الحسابية".
وأرجع ريجستر هذا القصور إلى إصابة الدماغ، أو إلى إعاقة في الإدراك، أو الخلل الدماغي الوظيفي الطفيف، أو إلى عسر القراءة، أو حبسة الكلام النمائية.
ومن الملاحظ أن هذا التعريف، قد استثنى الأطفال الذين يعانون من مشكلات صعوبات التعلم المتولدة عن الإعاقات الحركية، أو السمعية، أو البصرية، أو التخلف العقلي، أو الذين يعانون من اضطرابات انفعالية.
ويقول الباحث سيد أحمد عثمان في كتابه " صعوبات التعلم " أن الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم "لا يستطيعون الاستفادة من الخبرات والأنشطة التعليمية المتاحة لهم في الفصل الدراسي وخارجه"[SUP][4][/SUP].
وبالتالي فأنهم لا يتمكنون من الوصول إلى ما وصل إليه رفاقهم في الصف، وقد استثنى أيضا سيد عثمان الذين يعانون من إعاقات حركية وسمعية وبصرية والمتخلفين عقلياً من تعريفه.
أمَّا اللجنة الوطنية المشتركة الأمريكية لصعوبات التعلم فقد عرفت المصطلح عام 1988م : بأنَّه اضطرابات غير متجانسة تؤدي إلى صعوبات ظاهرة في "اكتساب واستخدام قدرات الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة، الاستدلال الرياضي، هذه الاضطرابات يفترض أنها تنشأ نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي، أو ربما تظهر مع حالات إعاقة أخرى كالتخلف العقلي، أو العجز الحسي، أو الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية، أو التأثيرات البيئية، إلا أنَّ صعوبة التعلم ليست نتيجة مباشرة لهذه الظروف أو المؤثرات".
ومن التعريفات الطبية لمصطلح صعوبات التعلم تعريف منظمة الصحة العالمية الذي يتحدث: "أنَّ الخلل الوظيفي الدماغي البسيط، يصف هؤلاء الأطفال الذين يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة أو فوق متوسطة، إلا أنَّهم يعانون صعوبات تعليمية، أو سلوكية بسيطة أو شديدة ـ ويظهر هذا الخلل في شكل انحرافات وقصور في الإدراك وتكوين المفاهيم واللغة والذاكرة وضبط الانتباه في الوظائف الحركية مع ارتباط هذه الصعوبات باضطرابات في وظائف الجهاز العصبي المركزي".
والتعريفات الطبية تمحورت حول وجود اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي ولم تربطها بالإعاقات العقلية أو الحسية، فسببها هو الحوادث والأمراض التي يصاب بها الاطفال.
لذا عرف كل من" ستراس وليهتينين " ذوي الخلل الدماغي من الأطفال بأنهم “الأطفال الذين حدثت لهم إصابة دماغية قبل أو أثناء أو بعد الميلاد والتي تنتج عنها اضطرابات في الإدراك، التفكير، السلوك الانفعالي".
وتحدَّثا عن ضرورة القضاء والتخلص من هذه الاضطرابات، باستخدام برامج التربية والتعليم الخاصة.
ومن دراستنا السابقة نستنتج أنَّ غالبية التعاريف قد استثنت الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية من صعوبات التعلم، كما أنَّ الحديث حول المصطلح رَكَّز على الأطفال وتم استبعاد الكبار، وهذا يدلل على قصور التعاريف وإننا ما زلنا بحاجة للكثير من الدراسات والبحوث من أجل الوصول إلى تحديد دقيق للمصطلح. إلا أن التعاريف كلها تحدَّثت أن صعوبات التعلم تعني: وجود فجوة بين الإنجاز المتحقق وبين ما هو متوقع ، وأنَّ صعوبات التعلم ذات بعد سلوكي وتشمل اللغة المكتوبة والشفوية، والتفكير، والتهجِّي، والذاكرة، والإدراك، والعمليات الحسابية، والمهارات المتعلقة بهم.
وبالتالي وبناءً على هذه التعريفات نستطيع أنْ نصوغَ تعريفنا الخاص لمصطلح صعوبات التعلم، بأنه (الأطفال الذين يعانون من مشاكل واضطرابات مخيّة تؤدي الى تدني مستواهم الأكاديمي بشكل كبير بسبب تأثير الاضطرابات عليهم مما يؤدي الى قصور في قدراتهم على التفكير الملائم وقدرتهم على الكلام ، وصعوبات في القراءة والكتابة والتهجئة ، والقدرة على إجراء العمليات الحسابية ونقص في القدرة على التركيز على موضوع معين، وكذلك ضعف الذاكرة، ولكن يمكن تقديم المساعدة المناسبة لهم من خلال برامج التدريب والتعليم الخاصة، باستثناء من يعانون من إعاقات حركية، أو بصرية، أو سمعية، أو عقلية، والذين يعانون من الحرمان الاجتماعي والثقافي والبيئي، والذين تحصيلهم الأكاديمي متدني " المتأخرين دراسياً " نتيجة لمشاكل نابعة من الإهمال والكسل أو الظروف الشخصية، أو التغيب الكبير عن المدرسة).
وما زِلنا نرى أنَّ مصطلح صعوبات التعلم لم يعد كمصطلح وافٍ وشامل فحال الباحثون حول هذا الموضوع ينطبق عليهم قول القائل "أنه كلما زادت معرفتنا، زادَ إدراكنا بأننا لا نعرف شيئاً"
[1] - القدرات العقلية المعرفية لذوي الاحتياجات الخاصة، فاتن صلاح عبد الصادق، ص 46.
[2] - المرجع السابق، ص 46.
[3] - لوكاند هاريدي وآخرون، ترجمة محمود سالم ومجدي الشحات، ص 20.
[4] - صعوبات التعلم، سيد أحمد عثمان، ص 29.
[5] - البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة، خولة أحمد يحيى، ص 238.
[6] - فاتن صلاح عبد الصادق، مرجع سابق، ص 45.
[7] - فاتن صلاح عبد الصادق، مرجع سابق،د ص 46.
[8] - جير هارت، مرجع سابق، ص 25.
فاهتمتِ العلوم التربوية بتعريفه على أساس وجود خلل في القدرات العقلية، وركزت على الخصائص السلوكية، وأهملتِ الاهتمام بالخلل الوظيفي للمخ إلا أنَّه يتم التأكيد في هذا الاتجاه على أنَّ كل أشكال السلوك ـ العادي وغير العادي ـ يرتبط بالأداء الوظيفي للمخ، مما يجعل محاولة الاستدلال على وجود إصابة مخية لدى ذوي صعوبات التعلم محاولة عديمة القيمة وذلك لصعوبة إصلاح هذا الخلل".
لذا يتم الاهتمام بالعلوم التربوية بالمشاكل والمصاعب السلوكية ومحاولة إيجاد العلاج الملائم.
ومن أوائل التعريفات العلمية لصعوبات التعلم، تعريف " كيرك " الذي يرجع صعوبات التعلم إلى "إعاقة ، اضطراب، قصور في نمو واحدة أو أكثر من عمليات القراءة، الكتابة، التهجِّي، الحساب والكلام . وتنتج هذه الصعوبات عن احتمال وجود إصابة دماغية بينما لا تنتج عن الإعاقة العقلية، أو الحسية، أو القصور في العوامل الثقافية والبيئية".
أما "فيدرال ريجستر " فقد عرف صعوبات التعلم بأنها "اضطراب في عملية أو أكثر من العمليات النفسية الرئيسية المتضمنة في الفهم، أو في استخدام اللغة الشفوية والتحريرية التي قد تظهر في نقص القدرة على الاستماع، أو التفكير، أو الحديث، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجِّي، أو إجراء العمليات الحسابية".
وأرجع ريجستر هذا القصور إلى إصابة الدماغ، أو إلى إعاقة في الإدراك، أو الخلل الدماغي الوظيفي الطفيف، أو إلى عسر القراءة، أو حبسة الكلام النمائية.
ومن الملاحظ أن هذا التعريف، قد استثنى الأطفال الذين يعانون من مشكلات صعوبات التعلم المتولدة عن الإعاقات الحركية، أو السمعية، أو البصرية، أو التخلف العقلي، أو الذين يعانون من اضطرابات انفعالية.
ويقول الباحث سيد أحمد عثمان في كتابه " صعوبات التعلم " أن الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم "لا يستطيعون الاستفادة من الخبرات والأنشطة التعليمية المتاحة لهم في الفصل الدراسي وخارجه"[SUP][4][/SUP].
وبالتالي فأنهم لا يتمكنون من الوصول إلى ما وصل إليه رفاقهم في الصف، وقد استثنى أيضا سيد عثمان الذين يعانون من إعاقات حركية وسمعية وبصرية والمتخلفين عقلياً من تعريفه.
أمَّا اللجنة الوطنية المشتركة الأمريكية لصعوبات التعلم فقد عرفت المصطلح عام 1988م : بأنَّه اضطرابات غير متجانسة تؤدي إلى صعوبات ظاهرة في "اكتساب واستخدام قدرات الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة، الاستدلال الرياضي، هذه الاضطرابات يفترض أنها تنشأ نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي، أو ربما تظهر مع حالات إعاقة أخرى كالتخلف العقلي، أو العجز الحسي، أو الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية، أو التأثيرات البيئية، إلا أنَّ صعوبة التعلم ليست نتيجة مباشرة لهذه الظروف أو المؤثرات".
ومن التعريفات الطبية لمصطلح صعوبات التعلم تعريف منظمة الصحة العالمية الذي يتحدث: "أنَّ الخلل الوظيفي الدماغي البسيط، يصف هؤلاء الأطفال الذين يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة أو فوق متوسطة، إلا أنَّهم يعانون صعوبات تعليمية، أو سلوكية بسيطة أو شديدة ـ ويظهر هذا الخلل في شكل انحرافات وقصور في الإدراك وتكوين المفاهيم واللغة والذاكرة وضبط الانتباه في الوظائف الحركية مع ارتباط هذه الصعوبات باضطرابات في وظائف الجهاز العصبي المركزي".
والتعريفات الطبية تمحورت حول وجود اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي ولم تربطها بالإعاقات العقلية أو الحسية، فسببها هو الحوادث والأمراض التي يصاب بها الاطفال.
لذا عرف كل من" ستراس وليهتينين " ذوي الخلل الدماغي من الأطفال بأنهم “الأطفال الذين حدثت لهم إصابة دماغية قبل أو أثناء أو بعد الميلاد والتي تنتج عنها اضطرابات في الإدراك، التفكير، السلوك الانفعالي".
وتحدَّثا عن ضرورة القضاء والتخلص من هذه الاضطرابات، باستخدام برامج التربية والتعليم الخاصة.
ومن دراستنا السابقة نستنتج أنَّ غالبية التعاريف قد استثنت الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية من صعوبات التعلم، كما أنَّ الحديث حول المصطلح رَكَّز على الأطفال وتم استبعاد الكبار، وهذا يدلل على قصور التعاريف وإننا ما زلنا بحاجة للكثير من الدراسات والبحوث من أجل الوصول إلى تحديد دقيق للمصطلح. إلا أن التعاريف كلها تحدَّثت أن صعوبات التعلم تعني: وجود فجوة بين الإنجاز المتحقق وبين ما هو متوقع ، وأنَّ صعوبات التعلم ذات بعد سلوكي وتشمل اللغة المكتوبة والشفوية، والتفكير، والتهجِّي، والذاكرة، والإدراك، والعمليات الحسابية، والمهارات المتعلقة بهم.
وبالتالي وبناءً على هذه التعريفات نستطيع أنْ نصوغَ تعريفنا الخاص لمصطلح صعوبات التعلم، بأنه (الأطفال الذين يعانون من مشاكل واضطرابات مخيّة تؤدي الى تدني مستواهم الأكاديمي بشكل كبير بسبب تأثير الاضطرابات عليهم مما يؤدي الى قصور في قدراتهم على التفكير الملائم وقدرتهم على الكلام ، وصعوبات في القراءة والكتابة والتهجئة ، والقدرة على إجراء العمليات الحسابية ونقص في القدرة على التركيز على موضوع معين، وكذلك ضعف الذاكرة، ولكن يمكن تقديم المساعدة المناسبة لهم من خلال برامج التدريب والتعليم الخاصة، باستثناء من يعانون من إعاقات حركية، أو بصرية، أو سمعية، أو عقلية، والذين يعانون من الحرمان الاجتماعي والثقافي والبيئي، والذين تحصيلهم الأكاديمي متدني " المتأخرين دراسياً " نتيجة لمشاكل نابعة من الإهمال والكسل أو الظروف الشخصية، أو التغيب الكبير عن المدرسة).
وما زِلنا نرى أنَّ مصطلح صعوبات التعلم لم يعد كمصطلح وافٍ وشامل فحال الباحثون حول هذا الموضوع ينطبق عليهم قول القائل "أنه كلما زادت معرفتنا، زادَ إدراكنا بأننا لا نعرف شيئاً"
[1] - القدرات العقلية المعرفية لذوي الاحتياجات الخاصة، فاتن صلاح عبد الصادق، ص 46.
[2] - المرجع السابق، ص 46.
[3] - لوكاند هاريدي وآخرون، ترجمة محمود سالم ومجدي الشحات، ص 20.
[4] - صعوبات التعلم، سيد أحمد عثمان، ص 29.
[5] - البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة، خولة أحمد يحيى، ص 238.
[6] - فاتن صلاح عبد الصادق، مرجع سابق، ص 45.
[7] - فاتن صلاح عبد الصادق، مرجع سابق،د ص 46.
[8] - جير هارت، مرجع سابق، ص 25.