أ. د. عادل الأسطة - غزة التي تريد أن تعيش

في ٧٠ القرن ٢٠ كتب غريب عسقلاني / ابراهيم الزنط قصة قصيرة عنوانها " الجوع " صور فيها اضطرار فدائي فلسطيني من غزة إلى العمل في المصانع الإسرائيلية في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ . حوصرت المقاومة وتراجعت وضعفت وحين بحث الفدائي عن عمل في مدينته غزة لاقى صعوبات في العثور عليه ، فعضه الجوع .
كان سعيد في بداية احتلال غزة يقف ضد فكرة العمل في المصانع الإسرائيلية بل ويقاومها ويعترض العمال الذين يسعون إلى رزقهم هناك ، بعد أن طال الاحتلال ولم تتحرر فلسطين .
في تلك الأيام نوقشت فكرة العمل في المصانع الإسرائيلية في الداخل والخارج وكتب عنها الشعراء وكتاب القصة القصيرة والرواية ، على قلة الروايات الصادرة .
صورت سحر خليفة في روايتيها " الصبار " و " عباد الشمس " الأجواء المحتدمة في حينه ، وربما لم يخفت موضوع العمل في المصانع الإسرائيلية إلا بعد الطفرة الخليجية التي نجمت عن ارتفاع أسعار البترول إثر حرب ١٩٧٣ ، حيث صار التوجه إلى دول النفط بدل التوجه إلى المصانع الإسرائيلية .
هل عدنا إلى بدايات ٧٠ القرن ٢٠ ، فصار العمل في المصانع الإسرائيلية مطلب كثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني ؟
أشرطة الفيديو القادمة أمس من غزة كانت لافتة حقا . مئات الشباب يطلبون الحصول على تصريح من أجل العمل في المصانع الإسرائيلية ، وبلغ الأمر أن كتب صديق رزق بحفيد على صفحته :
عقبال ما تكبر ونفرح بحصولك على تصريح عمل في إسرائيل .
إن كان المثل قال " شر البلية ما يضحك " فإن واقع الفلسطينيين في داخل بلادهم وخارجها هو شر البلية ، وفي بلادنا أنت لا تعرف الحد الفاصل بين المأساة والملهاة وبين الجد والهزل ، وقد يختلط هذا بذاك حقا .
تصبحون على خير
خربشات
٦ تشرين الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى