أ. د. عادل الأسطة - قراءة غسان كنفاني في زمن مختلف

أعتقد جازما أن إعادة قراءة أعمال غسان كنفاني في زمننا الحالي لن تجعلنا نردد كثيرا من العبارات التي قالها ، مؤمنين بها لدرجة القداسة ، كما كنا نرددها قبل عقدين وأكثر .
- لماذا لم تدقوا جدران الخزان ؟
خاطب غسان ، من خلال أبو الخيزران ، الفلسطينيين ، طالبا منهم أن يتمردوا على واقعهم المأساوي ، حتى يفكوا عنهم الحصار .
تمرد الفلسطينيون وثاروا في
- ١٩٦٧
-١٩٧٦
- ١٩٨٢
- ١٩٨٧
- ٢٠٠٠
وخاضت غزة حروبا في
- ٢٠٠٨ / ٢٠٠٩
- ٢٠١٢ / ٢٠١٤
- ٢٠١٦
- ٢٠٢١
و ...
وكان منظر مواطني غزة أمس ، مصطفين ، ليحصلوا على تصاريح عمل ، موجعا .
" اللي إيده في المي مش مثل اللي إيده في النار " و " اللي بعد العصي مش مثل اللي بوكلهم " .
وقبل يومين كتبت إن غزة تريد أن تعيش وأتيت على حكايتنا في العمل في المصانع الإسرائيلية منذ حزيران ١٩٦٧ .
حين أعود بذاكرتي إلى النصوص الأدبية التي قرأتها عن واقع الفلسطينيين في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ؛ المناطق التي خضعت للحكم العسكري الإسرائيلي من ١٩٤٨ حتى ١٩٦٦ ، ألاحظ أن قصة لقمة العيش التي أذل مطلبها العزيز تعود إلى تلك الأيام .
من كتاب القصة القصيرة بعد العام ١٩٤٨ في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ المحامي توفيق معمر ، وقد أصدر مجموعتين قصصيتين بعض قصصهما تصور معاناة العمال الفلسطينيين من أصحاب العمل الإسرائيلي . لقد استوحى معمر موضوعات قصصه من خلال عمله محاميا دافع عن العمال الفلسطينيين .
" طول عمرك يا زبيبة بطيزك هالعودة " يقول مثلنا الشعبي الفلسطيني ، وفي العام ٢٠٠٢ / ٢٠٠٣ كتبت قصة قصيرة عنوانها " زبيبة الفلسطينية " استوحيتها من انتفاضة الأقصى ٢٨ / ٩ / ٢٠٠٠ وحصار المدن الفلسطينية في ربيع ٢٠٠٢ ، والقصة موجودة إلكترونيا في مجموعة " فسحة لدعابة ما " .
أمس توفي صديقنا الدكتور سعيد عياد بعد إصابته بالكورونا وخصامه مع ممرضة ، كما ورد على صفحة ابنته ضحى عياد .
- الاحتلال يحصد أرواحنا
- التخلف الاجتماعي يحصد أرواحنا
- نحن نحصد أرواح بعضنا
- السلطة تحصد أرواحنا
- حركة حماس في قطاع غزة تحصد أرواحنا
- النظام العربي حصد من أرواحنا أيضا .
و " ما بين حانا ومانا ضاعت حياتنا ولحانا " .
ربما أبالغ في الأمر ! ربما !
وكما كتب محمود درويش في " لاعب النرد " :
" من أنا لأقول لكم ما أقول لكم ؟!
أنا مثلكم أو أقل قليلا " .
حمت الأرض الفلسطينية عبد الكريم في رواية غسان كنفاني " العاشق " وتواطأت معه ضد الكابتن الإنجليزي ( بلاك ) ، ولكنها لم تحم زكريا الزبيدي وإخوانه ولم تتواطأ معهم ضد الضابط الإسرائيلي .
قراءة غسان كنفاني في زمن مختلف موضوع مقالي الأحد لدفاتر الأيام الفلسطينية ، وأظن أنني قبل ثلاث سنوات تناقشت في الموضوع مع الدارسة الفلسطينية النابلسية Inam ElKhuffash التي تقيم في لندن .
صباح الخير
خربشات
السبت
٩ تشرين الأول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى