أ. د. عادل الأسطة - شيء ما، شيء لا يسر الخاطر ؛ في نابلس وفي فلسطين

صرنا ، لبعضنا ، " البردعة " في نظر أنفسنا . لم نقدر على الاحتلال الإسرائيلي ، مع أن قسما منا قاومه منذ ١٩٦٧ بلا خوف ولا وجل ولا حساب ولا تفكير في العواقب .
صرنا ننط على بعضنا آخذين بالمثل " إلا بقدرش عالحمار بتشطر على البردعة " أو " اللي ما بقدر يركب الحمار بنط على البردعة " .
في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ نادرا ما استخدم الفلسطينيون ، منذ تأسست دولة إسرائيل ، السلاح لمواجهتها ، وهذا حدا بالناقد المصري غالي شكري إلى اعتبار الشعر الفلسطيني الذي كتبه شعراء ١٩٤٨ شعر احتجاج لا شعر مقاومة ، ففي شعر المقاومة ، كما يرى ، يجب أن يقترن فعل المقاومة بالسلاح ويجب أن يدعو الشعراء صراحة إلى هذا .
السلاح في مناطق الاحتلال هناك كان ملاحقا ومشددا عليه ، وحين تخففت القيود وسمح بحمل السلاح الفردي استخدمه أهلنا في حل الخلافات العائلية والاجتماعية والاقتصادية التي تنشأ بينهم ، فأخذوا يصفون الحسابات بينهم بواسطته ، لدرجة أن عدد القتلى منذ بداية هذا العام شارف على التسعين قتيلا ، ومؤخرا ذهب ضحيته شاب لا دخل له في النزاع ؛ شاب كان يستعد لحفل زفافه .
في مناطق الاحتلال الثاني - أي الضفة الغربية وقطاع غزة غالبا ما استخدم السلاح ، إن توفر ، لمقاومة المحتل ونادرا ما استخدم لتصفية حسابات بين المواطنين . في الأعوام الأخيرة صار ، للأسف ، يشهر في الأعراس والمناسبات وفي الخلافات بين المواطنين ، وذهب ضحية إشهاره ضحايا .
ما من عرس أو مناسبة خروج سجين حتى يلعلع الرصاص ، وما إن يغضب أحدنا غضبة مضرية لسبب بسيط تافه ، مثل الخلاف على موقف سيارة مثلا ، حتى يحضر مسدسه ويضع يده على الزناد ويقتل . وكنت من قبل كتبت تحت عنوان " سلاح عن سلاح يفرق " . ( في غزة يختلف الأمر ) .
في نابلس انهم المواطنون أمس وأول أمس بمقتل شاب في الثامنة والعشرين من عمره كان يستعد لحفل زفافه في آخر هذا الشهر . صديقان يعملان معا اختلفا ، فاتصل كل منهما باقربائه ومعارفه و ... و ... وفي لحظة غضب فقدت المدينة أحد شبابها وأصيب ثان بجراح بليغة .
على ما يبدو فإنه لا شيء يسر الخاطر ، على الرغم من أن أبناء شعبنا يكررون سطر شاعرهم الوطني :
" ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا " .
احتلال ومصادرة أراض واقتلاع أشجار زيتون وسرقة محصولها وكورونا وقلة فرص عمل ومستوى أجور متدن وارتهان إلى البنوك و ... و ... .
صباح الخير
خربشات
١٥ تشرين الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى