يوم الخميس اتصل بي السيد حازم ، مسؤول البريد في جامعة النجاح الوطنية ، يبلغني أن لي بريدا ويسألني ماذا يفعل به؟!
استبد بي الفضول لمعرفة حقيقة ما وصلني ، وإذا هي رسالة من بنكي الألماني يبلغني المسؤولون فيها أن أتواصل معهم في مدينة ( بامبرغ ) التي حصلت من جامعتها على شهادة الدكتوراه.
الرسالة كتبت في ٢٧ آب ٢٠٢١ ويجب أن أراجع الموظفين هناك قبل ٤ / ٩ / ٢٠٢١ ، وأمس كان ١٤ / ١٠ / ٢٠٢١ ، وكان البنك أرسل إلي رسالة قبلها بأسبوع ولم تصل ، وعليه وجب على البنك إغلاق حساباتي ، ولي ثلاثة حسابات في اثنين منها ما يقارب ال ٤٥ يورو .
الخميس وجدتني أكتب رسالة إلى الموظفين هناك أعلمهم فيها أنني أقيم في نابلس / فلسطين وانني لا أستطيع الطيران إلى ألمانيا ، ولم يهمل موظفو البنك الرسالة ، فقد أوحوا للمسؤولة عن تقديم النصائح للزبائن الاتصال بي لترتيب الأمر ، وهكذا أنفقت أمس وقتا أكتب فيه الرسائل بالألمانية وأقرأ الردود عليها ، فاختبرت بذلك قدرتي على الكتابة بلغة لم أكتب فيها منذ ثلاثين عاما تقريبا ، وعلى القراءة بها ولم أكن خلال الثلاثين عاما منقطعا عن القراءة بالألمانية ، بل ومن الترجمة منها إلى العربية.
أنفقت في ألمانيا ٤٥ شهرا - أي أربع سنوات إلا ربع - درست فيها الأدب العربي والعلوم الإسلامية والتربية ، وتمكنت من الحديث بالألمانية وتقديم امتحان الدكتوراه الشفهي بها ثم ... ثم انقطعت عن الحديث بها لوجودي في وسط يخلو من الألمان وأنا على يقين من أنني إذا أردت التكلم بها فسوف أتأتيء وأبدو عاجزا . كل آلة لا تستخدمها تذوي وتضمحل ويصيبها العطب وتموت ، واللسان آلة أيضا .
هل كانت ردودي خالية من الأخطاء؟
إذا كان حملة الدكتوراه في الأدب العربي يخطئون في الكتابة بالعربية ، فسوف أكون كاذبا إن قلت إن ردودي كانت سليمة تماما . كنت أخطيء وبعد إرسال الرد أقرأه ثانية فأكتشف الخطأ ، وسرعان ما أصوبه في رسالة ثانية طالبا من الموظفة قبول اعتذاري.
كتبت للموظفة رقم هاتفي ورقم هويتي الصحيح و ... و ... وكله من أجل حفنة دولارات / يوروات . هل تذكرون فيلم " من أجل حفنة دولارات".
من أجل حفنة دولارات يقتل الناس بعضهم ويكذبون ويسرقون ويتحايلون ويتشاطرون ويتخابثون ويصبحون مخبرين و ... و ... ويولدون الأحقاد لأبنائهم وأحفادهم ، ولكن ... ولكن من قال إن الأمر يقتصر على الأفراد ؟! الدول كلها تتصارع من أجل حفنة دولارات.
كان الجو أمس لطيفا ، ولأننا في موسم الزيتون ، ولأن أشجاره في حديقتنا كانت هذا العام بلا غلال ، فقد وجدتني " أخرط/ أجد " العرقين الوحيدين المثمرين ، وقد أنجزت ذلك في ساعة وتركت المقطوف على مقعد ، عل أحد إخوتي أو أحد أبنائهم يأخذه ، وهو ما لم يحدث ، والحمدلله أن شيئا لم يحدث من أجل حفنة زيتونات ، ومنذ عرف إخوتي أن لي رصيدا في البنوك الألمانية وقسم منهم يحثني على إحضاره - أي الرصيد ، ويبدو أنها فرجت ، ولكن ما أخشاه هو أن يلتفت الألمان إلى الأخطاء القليلة في ردودي فيسحبوا مني شهادة الدكتوراه وهات حلها!!
كل آلة لا تستخدم تصدأ وصار لساني صدئا والله أعلم ، وإذا ما تراجع الألمان عن تحويل النقود فالمسامح كريم . إنها من نقود البعثة التي دفعوها إلي خلال ٤٥ شهرا ومن فوائدها خلال ثلاثين عاما ، ولو بعت قلمي ، خلال هذه الأعوام ، أو أجرته لحصلت على عشرات آلاف الدولارات !!
صباح الخير
خربشات
١٦ تشرين الأول ٢٠٢١
استبد بي الفضول لمعرفة حقيقة ما وصلني ، وإذا هي رسالة من بنكي الألماني يبلغني المسؤولون فيها أن أتواصل معهم في مدينة ( بامبرغ ) التي حصلت من جامعتها على شهادة الدكتوراه.
الرسالة كتبت في ٢٧ آب ٢٠٢١ ويجب أن أراجع الموظفين هناك قبل ٤ / ٩ / ٢٠٢١ ، وأمس كان ١٤ / ١٠ / ٢٠٢١ ، وكان البنك أرسل إلي رسالة قبلها بأسبوع ولم تصل ، وعليه وجب على البنك إغلاق حساباتي ، ولي ثلاثة حسابات في اثنين منها ما يقارب ال ٤٥ يورو .
الخميس وجدتني أكتب رسالة إلى الموظفين هناك أعلمهم فيها أنني أقيم في نابلس / فلسطين وانني لا أستطيع الطيران إلى ألمانيا ، ولم يهمل موظفو البنك الرسالة ، فقد أوحوا للمسؤولة عن تقديم النصائح للزبائن الاتصال بي لترتيب الأمر ، وهكذا أنفقت أمس وقتا أكتب فيه الرسائل بالألمانية وأقرأ الردود عليها ، فاختبرت بذلك قدرتي على الكتابة بلغة لم أكتب فيها منذ ثلاثين عاما تقريبا ، وعلى القراءة بها ولم أكن خلال الثلاثين عاما منقطعا عن القراءة بالألمانية ، بل ومن الترجمة منها إلى العربية.
أنفقت في ألمانيا ٤٥ شهرا - أي أربع سنوات إلا ربع - درست فيها الأدب العربي والعلوم الإسلامية والتربية ، وتمكنت من الحديث بالألمانية وتقديم امتحان الدكتوراه الشفهي بها ثم ... ثم انقطعت عن الحديث بها لوجودي في وسط يخلو من الألمان وأنا على يقين من أنني إذا أردت التكلم بها فسوف أتأتيء وأبدو عاجزا . كل آلة لا تستخدمها تذوي وتضمحل ويصيبها العطب وتموت ، واللسان آلة أيضا .
هل كانت ردودي خالية من الأخطاء؟
إذا كان حملة الدكتوراه في الأدب العربي يخطئون في الكتابة بالعربية ، فسوف أكون كاذبا إن قلت إن ردودي كانت سليمة تماما . كنت أخطيء وبعد إرسال الرد أقرأه ثانية فأكتشف الخطأ ، وسرعان ما أصوبه في رسالة ثانية طالبا من الموظفة قبول اعتذاري.
كتبت للموظفة رقم هاتفي ورقم هويتي الصحيح و ... و ... وكله من أجل حفنة دولارات / يوروات . هل تذكرون فيلم " من أجل حفنة دولارات".
من أجل حفنة دولارات يقتل الناس بعضهم ويكذبون ويسرقون ويتحايلون ويتشاطرون ويتخابثون ويصبحون مخبرين و ... و ... ويولدون الأحقاد لأبنائهم وأحفادهم ، ولكن ... ولكن من قال إن الأمر يقتصر على الأفراد ؟! الدول كلها تتصارع من أجل حفنة دولارات.
كان الجو أمس لطيفا ، ولأننا في موسم الزيتون ، ولأن أشجاره في حديقتنا كانت هذا العام بلا غلال ، فقد وجدتني " أخرط/ أجد " العرقين الوحيدين المثمرين ، وقد أنجزت ذلك في ساعة وتركت المقطوف على مقعد ، عل أحد إخوتي أو أحد أبنائهم يأخذه ، وهو ما لم يحدث ، والحمدلله أن شيئا لم يحدث من أجل حفنة زيتونات ، ومنذ عرف إخوتي أن لي رصيدا في البنوك الألمانية وقسم منهم يحثني على إحضاره - أي الرصيد ، ويبدو أنها فرجت ، ولكن ما أخشاه هو أن يلتفت الألمان إلى الأخطاء القليلة في ردودي فيسحبوا مني شهادة الدكتوراه وهات حلها!!
كل آلة لا تستخدم تصدأ وصار لساني صدئا والله أعلم ، وإذا ما تراجع الألمان عن تحويل النقود فالمسامح كريم . إنها من نقود البعثة التي دفعوها إلي خلال ٤٥ شهرا ومن فوائدها خلال ثلاثين عاما ، ولو بعت قلمي ، خلال هذه الأعوام ، أو أجرته لحصلت على عشرات آلاف الدولارات !!
صباح الخير
خربشات
١٦ تشرين الأول ٢٠٢١
