رسائل الأدباء رسالة من د. حسين مروة إلى ابن أخته القنصل حكمت ناصر

06 -12 - 1970

عزيزي حكمت،

قبلة طويلة عريضة عنيفة بحرارتها: حرارة الشوق، وحرارة الايمان بالجيل الذي تقف انت اليوم بين طلائعه وقفة رائعة.

أكيد أنني لا أقيس علاقات الموَّدة والاخلاص بمقياس الرسائل، ولكنني فرحت فرحاً لا يوصف برسالتك. فان العواطف الصافية الصادقة التي تنبض بها كلماتك أثارت بي عواطف كثيرة، و هاجت بي عواصف الحنين الى الأهل جميعاً الى اللقاء الذي أعدُّ له الأيام بلهفة عميقة.

انني فخور بك يا حكمت ، فأخبارك الممتعة تصلني باستمرار فتزيدني ثقة بك و بالمسيرة الظافرة لدراستك ورجولتك ووعيك قدر المسؤولية التي تحملها في أسرتنا الحبيبة.

ما أشوقني الى جلساتكم المرحة، وأنا أنتظر مطالع الصيف القادم بفارغ الصبر سنعيد هذه الجلسات ببهجة جديدة، وليس بإمكان الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا في هذه المرحلة أن تنتزع منا روح المرح و التفاؤل، و لا أن تُدخل ظلام اليأس والضعف والتخاذل الى نفوسنا. فليس الأمل والتفاؤل فينا طبيعة ًو مزاجاً و حسب، بل هما أيضاً ينبعان من وعينا العلمي لمكاننا في الحياة و التاريخ، و من رؤيتنا العلمية الواضحة الواثقة للوجهة التي نسير فيها وللمصاعب التي لا بدَّ ان تعترض هذه الوجهة. لن تفاجئنا المصاعب هذه، فنحن نراها من قريب و من بعيد، و نحن -لذلك – لا نتخاذل، لا نيأس، لا نتشاءم، لا نضعف حين تقف في طريقنا. انتظر يا عزيزي أيام اللقاء فسنضحك ونمرح ونمزح حتى في أشد لحظات المحن.

يهمني يا حكمت أن أعرف أين صارت العزيزة أسما في دراستها، كيف حالها، و كذلك العزيزة محاسن. أما غسان فأعرف عنه بعض الشيئ. هل أطمع برسالة أخرى؟

طيب الى اللقاء

خالك : حسين مروة.

-تحياتي ومحبتي وشوقي الى صديقك “محمد”

مع السؤال: فين الوعد فين ؟…




1635639886231.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى