ولد عبدالحميد عبدالهادي حسن في مدينة ملَّوَى (محافظة المنيا بصعيد مصر).
عاش في مصر، وفي نيجيريا.
تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس (بالقاهرة) عام 1979 - وواصل دراسته العالية لنيل درجة الماجستير في الطب، بجامعة قناة السويس، ولكن الموت عاجله
قبل تحقيق هذا الهدف.
عمل طبيبًا في مستشفيات محافظة الشرقية (شرقي الدلتا) وأسوان (جنوبي الصعيد) - ومدة ثلاث سنوات بدولة نيجيريا.
كان عضوًا مؤسسًا بجماعة الفجر الأدبية بالقاهرة (في الثمانينيات) وشارك في مؤتمرات أدباء مصر في الأقاليم بمدينتي الإسماعيلية ودمياط.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان هما: «فصول متنوعة من كتاب الأحزان» - طبعة محدودة - ماستر - اتحاد طلاب كلية الطب (عين شمس) - القاهرة 1978 ،و«الدق على أبواب الآتي» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1992 (صدر ضمن سلسلة إشراقات أدبية بعد رحيل الشاعر).
تؤثر قصائده الشكل التفعيلي، بل قد تتداخل في إيقاعاته التفاعيل فيمزج بينها في القصيدة الواحدة، غير أن نزعته الغنائية الواضحة قد تغطي على الخلل الموسيقي، وتتعدد مصادر تأثره ما بين أسطورة «أوديب»، والقرآن الكريم (قصة سيدنا نوح وحواره مع ولده) والحديث النبوي، ولكنه تأثر لا يعمق إلى درجة التناص، ولا يكتمل ليتحول إلى قناع. «الوطن» شاغله الأساسي في كثير من قصائده.
مصادر الدراسة:
- يسري العزب: الدراسة النقدية الملحقة بديوان «الدقّ على أبواب الآتي».
عناوين القصائد:
حين تجنّ الظلمة
تقول العيون
من القصيدة: القصيدة الأخيرة
حين تجنّ الظلمة
حين تجنُّ الظلمةُ
وحدي أدخل في ملكوتِ الليلْ
وأنا عَشَّاقٌ عمري لليلْ
أخْلَصُ أصحابك يا ليلُ وأصفى أحبابكْ
ورفيقٌ يفهم لغة الصمت المشحونِ
ويُلهم تأويلاتِ التهويمات الليليه
وحدي أَلِجُ إلى ملكوت الأحزان الأبديه
لا غيرَ الجدران الصمّاء نديمًا وسميرًا في هذا
الصمت الداكنِ
هذا الحزنُ الكامنُ
مقرورًا أجرعُ خمرَ التذكارات وأنفخُ نار الشعرِ
الساكنْ
أتشافَفُ، علِّي أنْ استحضرَ دفئكِ صوتكِ
وجهكِ وملامحكِ النورانيه
أغْزِلُ من دفقات القلب قصيدةَ حبٍّ سرِّيه
أذروها في وجه الريحِ أصيحْ
يا شمسَ شموسِ الغدِ
ها أنا ذا أتبعثر في البريّه
يا شمس َالأحلام الورديه
أعطيكِ سنِيَّ العمر المهدرةَ العبثيه
- كم كانت مُطفأةً وحزينه -
وهبيني منكِ طمأنينه
سألمُّ نجومَ الليلِ الفضّيه
أنْظِمها تاجًا سحريا
فإذا دقّ الليلُ على شبّاككِ
فدعيه يمرّ ويدنو منكِِ
هو عنّي سيقبّلكِ
ويتوّجكِ نجومَ الليل هديّه
حُزني شطرانْ
أو حُزنانْ
أنتِ الأبعدُ حتى من نزق الأحلامْ
أنت الحلمُ السِرّيُّ الأسْيانْ
ووطني
آهٍ يا وطني
كم أنتَ مهانْ
يستدعينا الوحشُ الجاثمُ فوق التلّ على أطرافِ
مدينتنا
وبصفةٍ دوريه
تبعًا لتوالي الأرقام القوميّه
يسألنا حلَّ أحاجيه المبتذله
والمكرورَ من الألغاز الصبيانيّه
يُقْتَلْ من يُجِبِ الحلَّ صوابا
ولذلك أتغابَى
فأشدّ زِمام الشعر أُحَوِّمُ ثم أُهَوِّمُ لكنْ
أبدًا لا أدنو من قلبِ الأشياءْ
لكنْ سرّا أُسْلِم للأشعار زِمامي
أتعلّمُ: كيف تحورُ الكلمات رصاصًا
وتصير دواوينُ الشعر أناجيلَ
ثم أعود جهارًا للإغفاء وللإغضاءْ
معذرةً يا أصدقاءْ
لكنْ أن يقتلني الشعرُ
هل يثأرُ لي الشعراءْ ؟
محضُ هُراءْ
معذرةً يا أصحابي الشعراءْ
لكنْ محتومٌ أنْ سيُجابْ
من يُلحفُ في الدقّ على الأبوابْ
وها نحن الشعراءْ
حين تَمارضنا
وتزيّينا بشحوب الإعياءْ
صدقًا أقعدَنا الوهنُ وأسقمَنا الداءُ
وها نحنُ
لفرط تغابينا وتلاهينا
صرنا حقًا بُلَهاءْ
***
تقول العيون
تقول عيونُكِ:
أعرف أنك في الحبّ طفلٌ جموحْ
تودُّ تملّكَ كلِّ الدُّمَى
وأنك تعشق أن تستريحْ
على صدرك أنثى، تبادلك العشقَ والشوقَ حينا
تناديك طفلي الوديعْ
وتوقظ في القلب دفْءَ شموع الشتاءْ
وتوقَ شقوق الأديمِ إلى الماءْ
فرحَ البراعم في أوليات الربيعْ
لحين
تكفُّ عن الْعَدْوِ فيهِ
وتركن للعشق تجترُّ فَرْحَكَ بعضًا من الوقتِ
حتى تملَّ وترحلَ
نحو مذاقٍ جديدْ
وأعرف أنك فيضٌ من العشق يذوي مع الشمسِ
يبعث في آخرات اللياليَ فجرًا جديدْ
وعشقًا جديدْ
وفرحًا جديدْ
وأعرف أنك تعشق شوقَ الرحيلِ
وذاك المذاق الحريف لحزن المسافرْ،
أعرف أنك يا محبوبيَ - شاعرْ
***
من القصيدة: القصيدة الأخيرة
نادتني الريحْ
وأنا في محراب الحُلْمِ أُصلِّي
قالت: اركبْ قلتُ:
العينانْ/ مأوىً يعصمني من نزق الإعصارْ
نادتني الأشعارْ
بينا في محراب الحلم أصلِّي
قالت لي : لا عاصمَ من نزق الإعصارْ
قلتْ:
بل تحملني الريحْ يحملُني القلبْ
عبرَ مسافات الحزن إلى جبلٍ يعصمُنِي
قِيلَ اركبْ
فالترحالُ إلى مدن الأحلام طويلٌ وعسيرْ
قلتُ: العينان الدَّفِئان المأوى تعصمني الأنواءْ
عصْفَ الريح وتعصمني التيهَ وتمنعني من هذا الموت المتربِّصِ
من كل الأنحاءْ
عاش في مصر، وفي نيجيريا.
تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس (بالقاهرة) عام 1979 - وواصل دراسته العالية لنيل درجة الماجستير في الطب، بجامعة قناة السويس، ولكن الموت عاجله
قبل تحقيق هذا الهدف.
عمل طبيبًا في مستشفيات محافظة الشرقية (شرقي الدلتا) وأسوان (جنوبي الصعيد) - ومدة ثلاث سنوات بدولة نيجيريا.
كان عضوًا مؤسسًا بجماعة الفجر الأدبية بالقاهرة (في الثمانينيات) وشارك في مؤتمرات أدباء مصر في الأقاليم بمدينتي الإسماعيلية ودمياط.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان هما: «فصول متنوعة من كتاب الأحزان» - طبعة محدودة - ماستر - اتحاد طلاب كلية الطب (عين شمس) - القاهرة 1978 ،و«الدق على أبواب الآتي» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1992 (صدر ضمن سلسلة إشراقات أدبية بعد رحيل الشاعر).
تؤثر قصائده الشكل التفعيلي، بل قد تتداخل في إيقاعاته التفاعيل فيمزج بينها في القصيدة الواحدة، غير أن نزعته الغنائية الواضحة قد تغطي على الخلل الموسيقي، وتتعدد مصادر تأثره ما بين أسطورة «أوديب»، والقرآن الكريم (قصة سيدنا نوح وحواره مع ولده) والحديث النبوي، ولكنه تأثر لا يعمق إلى درجة التناص، ولا يكتمل ليتحول إلى قناع. «الوطن» شاغله الأساسي في كثير من قصائده.
مصادر الدراسة:
- يسري العزب: الدراسة النقدية الملحقة بديوان «الدقّ على أبواب الآتي».
عناوين القصائد:
حين تجنّ الظلمة
تقول العيون
من القصيدة: القصيدة الأخيرة
حين تجنّ الظلمة
حين تجنُّ الظلمةُ
وحدي أدخل في ملكوتِ الليلْ
وأنا عَشَّاقٌ عمري لليلْ
أخْلَصُ أصحابك يا ليلُ وأصفى أحبابكْ
ورفيقٌ يفهم لغة الصمت المشحونِ
ويُلهم تأويلاتِ التهويمات الليليه
وحدي أَلِجُ إلى ملكوت الأحزان الأبديه
لا غيرَ الجدران الصمّاء نديمًا وسميرًا في هذا
الصمت الداكنِ
هذا الحزنُ الكامنُ
مقرورًا أجرعُ خمرَ التذكارات وأنفخُ نار الشعرِ
الساكنْ
أتشافَفُ، علِّي أنْ استحضرَ دفئكِ صوتكِ
وجهكِ وملامحكِ النورانيه
أغْزِلُ من دفقات القلب قصيدةَ حبٍّ سرِّيه
أذروها في وجه الريحِ أصيحْ
يا شمسَ شموسِ الغدِ
ها أنا ذا أتبعثر في البريّه
يا شمس َالأحلام الورديه
أعطيكِ سنِيَّ العمر المهدرةَ العبثيه
- كم كانت مُطفأةً وحزينه -
وهبيني منكِ طمأنينه
سألمُّ نجومَ الليلِ الفضّيه
أنْظِمها تاجًا سحريا
فإذا دقّ الليلُ على شبّاككِ
فدعيه يمرّ ويدنو منكِِ
هو عنّي سيقبّلكِ
ويتوّجكِ نجومَ الليل هديّه
حُزني شطرانْ
أو حُزنانْ
أنتِ الأبعدُ حتى من نزق الأحلامْ
أنت الحلمُ السِرّيُّ الأسْيانْ
ووطني
آهٍ يا وطني
كم أنتَ مهانْ
يستدعينا الوحشُ الجاثمُ فوق التلّ على أطرافِ
مدينتنا
وبصفةٍ دوريه
تبعًا لتوالي الأرقام القوميّه
يسألنا حلَّ أحاجيه المبتذله
والمكرورَ من الألغاز الصبيانيّه
يُقْتَلْ من يُجِبِ الحلَّ صوابا
ولذلك أتغابَى
فأشدّ زِمام الشعر أُحَوِّمُ ثم أُهَوِّمُ لكنْ
أبدًا لا أدنو من قلبِ الأشياءْ
لكنْ سرّا أُسْلِم للأشعار زِمامي
أتعلّمُ: كيف تحورُ الكلمات رصاصًا
وتصير دواوينُ الشعر أناجيلَ
ثم أعود جهارًا للإغفاء وللإغضاءْ
معذرةً يا أصدقاءْ
لكنْ أن يقتلني الشعرُ
هل يثأرُ لي الشعراءْ ؟
محضُ هُراءْ
معذرةً يا أصحابي الشعراءْ
لكنْ محتومٌ أنْ سيُجابْ
من يُلحفُ في الدقّ على الأبوابْ
وها نحن الشعراءْ
حين تَمارضنا
وتزيّينا بشحوب الإعياءْ
صدقًا أقعدَنا الوهنُ وأسقمَنا الداءُ
وها نحنُ
لفرط تغابينا وتلاهينا
صرنا حقًا بُلَهاءْ
***
تقول العيون
تقول عيونُكِ:
أعرف أنك في الحبّ طفلٌ جموحْ
تودُّ تملّكَ كلِّ الدُّمَى
وأنك تعشق أن تستريحْ
على صدرك أنثى، تبادلك العشقَ والشوقَ حينا
تناديك طفلي الوديعْ
وتوقظ في القلب دفْءَ شموع الشتاءْ
وتوقَ شقوق الأديمِ إلى الماءْ
فرحَ البراعم في أوليات الربيعْ
لحين
تكفُّ عن الْعَدْوِ فيهِ
وتركن للعشق تجترُّ فَرْحَكَ بعضًا من الوقتِ
حتى تملَّ وترحلَ
نحو مذاقٍ جديدْ
وأعرف أنك فيضٌ من العشق يذوي مع الشمسِ
يبعث في آخرات اللياليَ فجرًا جديدْ
وعشقًا جديدْ
وفرحًا جديدْ
وأعرف أنك تعشق شوقَ الرحيلِ
وذاك المذاق الحريف لحزن المسافرْ،
أعرف أنك يا محبوبيَ - شاعرْ
***
من القصيدة: القصيدة الأخيرة
نادتني الريحْ
وأنا في محراب الحُلْمِ أُصلِّي
قالت: اركبْ قلتُ:
العينانْ/ مأوىً يعصمني من نزق الإعصارْ
نادتني الأشعارْ
بينا في محراب الحلم أصلِّي
قالت لي : لا عاصمَ من نزق الإعصارْ
قلتْ:
بل تحملني الريحْ يحملُني القلبْ
عبرَ مسافات الحزن إلى جبلٍ يعصمُنِي
قِيلَ اركبْ
فالترحالُ إلى مدن الأحلام طويلٌ وعسيرْ
قلتُ: العينان الدَّفِئان المأوى تعصمني الأنواءْ
عصْفَ الريح وتعصمني التيهَ وتمنعني من هذا الموت المتربِّصِ
من كل الأنحاءْ