وأنا أقرأ الصفحات الستين الأولى من رواية نادية حرحش " نيتشة في القدس ، مذكرات كلب " ( دار الرعاة ، رام الله ، ٢٠٢١ ) تداعت الذكريات حول هذا الأسلوب الكتابي ؛ إبداعا وتلقيا نقديا ، في الأدبين العربي والعالمي ، ولما نظرت في صفحة ١٧٤ من الرواية ، كما جنسها كل من أمين تاج السر ، في كلمته على الغلاف الأخير ، ومصنف الكتاب لدى دائرة المكتبة الوطنية في الأردن - علما بأن المؤلفة اختارت عنوانا فرعيا هو " مذكرات كلب " دون أن تحدد الجنس - قرأت قائمة بالأعمال الأدبية العربية والعالمية التي أفادت الكاتبة منها ، فتناصت معها تناصا ظاهرا أو خفيا يستحق للمهتمين الوقوف أمامه .
الأعمال التي وردت في ص ١٧٤ هي " هكذا تكلم زرادشت "ل ( نيتشة ) و" تقرير إلى غريكو " ل( كازانتزاكس ) و " الحيوان " للجاحظ و "فضل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب " للمرزباني و " مذكرات " ل ( تولستوي ) و " قلب كلب " ل ( بولغاكوف ) و " الإنسان الصرصار / في قبوي " ل( دوستوفسكي ) وبعض كتب ( شوبنهاور ) .
وهناك أعمال أدبية عربية قديمة وفلسطينية معاصرة كثيرة في موضوع الكلب ، لم تتكيء الكاتبة عليها اتكاءها على الأعمال المذكورة ، مثل " كليلة ودمنة " لابن المقفع ، و " مذكرات دجاجة " لاسحق موسى الحسيني و " محاكمة كتاب كليلة ودمنة " لمعين بسيسو و " مذكرات خروف " لعبد الرحمن عباد ، وما كتبه الشيخ جميل السلحوت ونصار إبراهيم وكتاب آخرون اختاروا حيوانات ليقصوا على لسانهم .
وإن توقفنا أمام دال مذكرات واعتبرنا " نيتشة في القدس ، " كتاب مذكرات لا رواية ، فإن المذكرات كجنس أدبي كثير في الأدب الفلسطيني وفي كتب التأليف الفلسطيني ، من مذكرات محمد عزة دروزة إلى مذكرات جورج حبش .
في الصفحات الأولى تقرأ عن مشاهدات الكلب وتجاربه وفلسفته ورؤاه في البيئة الفلسطينية وتحديدا في رام الله والقدس واشكالات الحياة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، لتخلص في النهاية إلى أن الكلب مجرد قناع ينطق بما تنطق به الكاتبة ، وهو عموما ما رآه النقاد ، مثل فيصل دراج وفاروق وادي ويوسف شحادة ، حين درسوا مذكرات دجاجة ومذكرات خروف وخلصوا إلى أن ما هو حيواني فيها يتطابق وما هو إنساني ورأوا أن كتاب تلك الأعمال بثوا فلسفتهم ورؤاهم في أعمالهم وأنطقوا حيواناتهم بما يريدون أن ينطقوا هم به .
في كتابه " ذاكرة المغلوبين ، الهزيمة والصهيونية في الخطاب الثقافي الفلسطيني " ( ط أولى ٢٠٠٢ ) يكتب فيصل دراج عن مذكرات دجاجة :
" كتب الحسيني " مذكرات دجاجته " بأسلوب رائق يحقق " عروبة اللسان " . لكن " عروبة اللسان " لم تمنح " الدجاجة " الحكمة المنتظرة ، فبدت حكيمة لمن يطرب إلى إيقاع الكلمات ، وبدت بلا حكمة لأناس آخرين ، ولذلك ، لم يكن بامكان " الدجاجة " أن ترتفع إلى مستوى " الشهيد عوض الثائر " الذي حلق في " زمن الاضطرابات " دون أن يعرف " عروبة اللسان " فقاتل وسجن وكتب في سجنه ، قبل الإعدام ، قصيدة ب " اللغة العامية " ، التي تتمرد على " قوانين العروبة " ، التي اقترحها اسحق موسى الحسيني "
ويضيف :
" ربما اثر الدكتور الحسيني ، وهو يعيش زمنا مضطربا ومتجدد الاضطراب ، الانكفاء على ذاته وتأمل العالم ، على ضوء ذاتية ترى طموحاتها ولا ترى العالم .. " .
على أن أكثر نص في الأدب الفلسطيني تذكرته ، وأنا أقرأ الصفحات الستين ، هو الفصل الذي كتبته سعاد العامري في كتابها " شارون وحماتي ، مذكرات رام الله" عن الكلب تحت عنوان " حياة كلب " ( ص ١٤٥ - ١٥٨ ) ، إذ تتقاطع الكتابة عن الكلاب وتتشابه فيما يخص حياتها في البيئتين ؛ الفلسطينية والإسرائيلية ، فكلتا الكاتبتين تأتيان على الفارق بين حياة الكلب في القدس وحياته في رام الله ، وهو فارق يوازي الفارق بين حياة المواطن الذي يحمل الهوية الإسرائيلية والمواطن الذي يحمل الهوية الفلسطينية ، وتبلغ السخرية في كتابة العامري ذروتها حين يحصل كلبها الحاصل على جواز سفر إسرائيلي على امتيازات لا تحصل عليها هي الفلسطينية التي تحمل الهوية الفلسطينية ، فالكلب يسمح له بالتنقل بين رام الله والقدس بحرية في حين تحرم هي من ذلك ، وحين يسألها الجندي الإسرائيلي على الحاجز عن تصريح التنقل تجيب :
" ليس لدي تصريح ، لكنني سائقة هذه الكلبة المقدسية . "
فيضحك الجندي ويستغرب ويأخذ يقلب صفحات جواز سفر الكلبة ، وتواصل سعاد :
- أنا سائقة الكلبة ، وهي كما ترى بأم عينك من القدس ، ولا تستطيع قيادة السيارة أو الذهاب إلى القدس بمفردها . " .
والكتابة عن اختلاف نمط حياة اليهود والمقدسيين (؟) المقيمين في القدس عن نمط حياة الفلسطينيين المقيمين في رام الله يكون لها نصيب لافت في مذكرات نيتشة كلب نادية حرحش ، ولكن هذا الموضوع ليس الوحيد ، فثمة موضوعات أخرى تحضر مثل الشرق والغرب وحيونة الإنسان وتوحشه وأنسنة الحيوان ورأفته ، وأحيانا عديدة يتذكر المرء الصفحتين الأوليين من رواية عبد الرحمن منيف " شرق المتوسط " عن قسوة الإنسان ووحشيته وقضائه على كثير من مخلوقات الكرة الأرضية وعن احتمال انقراضه " خاصة وأن الطرق التي يتبعها في القتل الآن تطورت كثيرا " .
و " نيتشة في القدس ، مذكرات كلب " تحفل بعبارات عن وحشية الإنسان ، وهي لا ترد على لسان الإنسان ، بل على لسان نيتشة كلب نادية .
في قصته " الكلب سمور " كتب توفيق فياض عن وفاء الكلب لصاحبه ولأرضه التي نشأ فيها وجعل توفيق كلبه مقاوما ، وأما نادية فتجعله كلبا متأملا فيلسوفا .
ينهي فيصل دراج مقالته عن مذكرات دجاجة بمقولة للفيلسوف الفرنسي ( سارتر ) هي " إن كل الثقافة لا تساوي شيئا أمام صرخة طفل يتضور من الجوع " .
في الصفحات الستين الأولى من مذكراته يأسى نيتشة لإحراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير . هل تذكرون إحراقه في ٢ / ٧ / ٢٠١٤ ؟
اختار فيصل دراج لكتابه عن رموز النهضة في الثقافة الفلسطينية عنوان " ذاكرة المغلوبين ... " . إنه اختيار موفق ، فلم يكن المغلوبون يملكون سوى ذاكرتهم يتكئون عليها ليدونوا تجاربهم وتجارب شعبهم المغلوب على أمره ، وأعتقد أن كثيرا من النصوص الأدبية الفلسطينية التي أنجزت حتى يومنا هذا تحفل بالتعبير عن شعب مغلوب على أمره . كان هذا هو حال دجاجة اسحق موسى الحسيني وحاله وحال شعبه ، وكان هذا أيضا هو حال خروف عبد الرحمن عباد وقطيعه وحال عبد الرحمن عباد نفسه والمعلمين الذين يعملون في التربية والتعليم ، وهذا هو حال الكلب ( نيتشة ) في مذكراته " مذكرات كلب " ، فهل خطر ببال هؤلاء الكتاب كلهم ، وهم يكتبون ، قول الشاعر محمود درويش " من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماما " ؟
وربما يعيدنا السؤال السابق إلى رواية منيف ثانية " شرق المتوسط " والبحث عن السبب الذي حدا برجب بطلها إلى أن يكتب عن تجربته بعد أن عانى ما عانى وقرر أن يواجه السجان حتى الموت .
بعد خمس سنوات من السجن والتعذيب والقهر دفعت به إلى السقوط لا يفكر رجب إلا في أمرين هما أن يكتب وأن يسافر إلى جنيف ، وحين يشرع بالكتابة وينظر في أمره ولا يتركه السجان ، بل يستمر في ملاحقته وملاحقة أخته وزوجها يقرر العودة والمواجهة من جديد ، ويبدو أن هذا هو قدر الفلسطينيين ، يبدو !
الجمعة
١٢ تشرين الثاني ٢٠٢١
( مقالي اليوم الأحد في جريدة الأيام الفلسطينية متوسعا فيه )
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2980175842235965
الأعمال التي وردت في ص ١٧٤ هي " هكذا تكلم زرادشت "ل ( نيتشة ) و" تقرير إلى غريكو " ل( كازانتزاكس ) و " الحيوان " للجاحظ و "فضل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب " للمرزباني و " مذكرات " ل ( تولستوي ) و " قلب كلب " ل ( بولغاكوف ) و " الإنسان الصرصار / في قبوي " ل( دوستوفسكي ) وبعض كتب ( شوبنهاور ) .
وهناك أعمال أدبية عربية قديمة وفلسطينية معاصرة كثيرة في موضوع الكلب ، لم تتكيء الكاتبة عليها اتكاءها على الأعمال المذكورة ، مثل " كليلة ودمنة " لابن المقفع ، و " مذكرات دجاجة " لاسحق موسى الحسيني و " محاكمة كتاب كليلة ودمنة " لمعين بسيسو و " مذكرات خروف " لعبد الرحمن عباد ، وما كتبه الشيخ جميل السلحوت ونصار إبراهيم وكتاب آخرون اختاروا حيوانات ليقصوا على لسانهم .
وإن توقفنا أمام دال مذكرات واعتبرنا " نيتشة في القدس ، " كتاب مذكرات لا رواية ، فإن المذكرات كجنس أدبي كثير في الأدب الفلسطيني وفي كتب التأليف الفلسطيني ، من مذكرات محمد عزة دروزة إلى مذكرات جورج حبش .
في الصفحات الأولى تقرأ عن مشاهدات الكلب وتجاربه وفلسفته ورؤاه في البيئة الفلسطينية وتحديدا في رام الله والقدس واشكالات الحياة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، لتخلص في النهاية إلى أن الكلب مجرد قناع ينطق بما تنطق به الكاتبة ، وهو عموما ما رآه النقاد ، مثل فيصل دراج وفاروق وادي ويوسف شحادة ، حين درسوا مذكرات دجاجة ومذكرات خروف وخلصوا إلى أن ما هو حيواني فيها يتطابق وما هو إنساني ورأوا أن كتاب تلك الأعمال بثوا فلسفتهم ورؤاهم في أعمالهم وأنطقوا حيواناتهم بما يريدون أن ينطقوا هم به .
في كتابه " ذاكرة المغلوبين ، الهزيمة والصهيونية في الخطاب الثقافي الفلسطيني " ( ط أولى ٢٠٠٢ ) يكتب فيصل دراج عن مذكرات دجاجة :
" كتب الحسيني " مذكرات دجاجته " بأسلوب رائق يحقق " عروبة اللسان " . لكن " عروبة اللسان " لم تمنح " الدجاجة " الحكمة المنتظرة ، فبدت حكيمة لمن يطرب إلى إيقاع الكلمات ، وبدت بلا حكمة لأناس آخرين ، ولذلك ، لم يكن بامكان " الدجاجة " أن ترتفع إلى مستوى " الشهيد عوض الثائر " الذي حلق في " زمن الاضطرابات " دون أن يعرف " عروبة اللسان " فقاتل وسجن وكتب في سجنه ، قبل الإعدام ، قصيدة ب " اللغة العامية " ، التي تتمرد على " قوانين العروبة " ، التي اقترحها اسحق موسى الحسيني "
ويضيف :
" ربما اثر الدكتور الحسيني ، وهو يعيش زمنا مضطربا ومتجدد الاضطراب ، الانكفاء على ذاته وتأمل العالم ، على ضوء ذاتية ترى طموحاتها ولا ترى العالم .. " .
على أن أكثر نص في الأدب الفلسطيني تذكرته ، وأنا أقرأ الصفحات الستين ، هو الفصل الذي كتبته سعاد العامري في كتابها " شارون وحماتي ، مذكرات رام الله" عن الكلب تحت عنوان " حياة كلب " ( ص ١٤٥ - ١٥٨ ) ، إذ تتقاطع الكتابة عن الكلاب وتتشابه فيما يخص حياتها في البيئتين ؛ الفلسطينية والإسرائيلية ، فكلتا الكاتبتين تأتيان على الفارق بين حياة الكلب في القدس وحياته في رام الله ، وهو فارق يوازي الفارق بين حياة المواطن الذي يحمل الهوية الإسرائيلية والمواطن الذي يحمل الهوية الفلسطينية ، وتبلغ السخرية في كتابة العامري ذروتها حين يحصل كلبها الحاصل على جواز سفر إسرائيلي على امتيازات لا تحصل عليها هي الفلسطينية التي تحمل الهوية الفلسطينية ، فالكلب يسمح له بالتنقل بين رام الله والقدس بحرية في حين تحرم هي من ذلك ، وحين يسألها الجندي الإسرائيلي على الحاجز عن تصريح التنقل تجيب :
" ليس لدي تصريح ، لكنني سائقة هذه الكلبة المقدسية . "
فيضحك الجندي ويستغرب ويأخذ يقلب صفحات جواز سفر الكلبة ، وتواصل سعاد :
- أنا سائقة الكلبة ، وهي كما ترى بأم عينك من القدس ، ولا تستطيع قيادة السيارة أو الذهاب إلى القدس بمفردها . " .
والكتابة عن اختلاف نمط حياة اليهود والمقدسيين (؟) المقيمين في القدس عن نمط حياة الفلسطينيين المقيمين في رام الله يكون لها نصيب لافت في مذكرات نيتشة كلب نادية حرحش ، ولكن هذا الموضوع ليس الوحيد ، فثمة موضوعات أخرى تحضر مثل الشرق والغرب وحيونة الإنسان وتوحشه وأنسنة الحيوان ورأفته ، وأحيانا عديدة يتذكر المرء الصفحتين الأوليين من رواية عبد الرحمن منيف " شرق المتوسط " عن قسوة الإنسان ووحشيته وقضائه على كثير من مخلوقات الكرة الأرضية وعن احتمال انقراضه " خاصة وأن الطرق التي يتبعها في القتل الآن تطورت كثيرا " .
و " نيتشة في القدس ، مذكرات كلب " تحفل بعبارات عن وحشية الإنسان ، وهي لا ترد على لسان الإنسان ، بل على لسان نيتشة كلب نادية .
في قصته " الكلب سمور " كتب توفيق فياض عن وفاء الكلب لصاحبه ولأرضه التي نشأ فيها وجعل توفيق كلبه مقاوما ، وأما نادية فتجعله كلبا متأملا فيلسوفا .
ينهي فيصل دراج مقالته عن مذكرات دجاجة بمقولة للفيلسوف الفرنسي ( سارتر ) هي " إن كل الثقافة لا تساوي شيئا أمام صرخة طفل يتضور من الجوع " .
في الصفحات الستين الأولى من مذكراته يأسى نيتشة لإحراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير . هل تذكرون إحراقه في ٢ / ٧ / ٢٠١٤ ؟
اختار فيصل دراج لكتابه عن رموز النهضة في الثقافة الفلسطينية عنوان " ذاكرة المغلوبين ... " . إنه اختيار موفق ، فلم يكن المغلوبون يملكون سوى ذاكرتهم يتكئون عليها ليدونوا تجاربهم وتجارب شعبهم المغلوب على أمره ، وأعتقد أن كثيرا من النصوص الأدبية الفلسطينية التي أنجزت حتى يومنا هذا تحفل بالتعبير عن شعب مغلوب على أمره . كان هذا هو حال دجاجة اسحق موسى الحسيني وحاله وحال شعبه ، وكان هذا أيضا هو حال خروف عبد الرحمن عباد وقطيعه وحال عبد الرحمن عباد نفسه والمعلمين الذين يعملون في التربية والتعليم ، وهذا هو حال الكلب ( نيتشة ) في مذكراته " مذكرات كلب " ، فهل خطر ببال هؤلاء الكتاب كلهم ، وهم يكتبون ، قول الشاعر محمود درويش " من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماما " ؟
وربما يعيدنا السؤال السابق إلى رواية منيف ثانية " شرق المتوسط " والبحث عن السبب الذي حدا برجب بطلها إلى أن يكتب عن تجربته بعد أن عانى ما عانى وقرر أن يواجه السجان حتى الموت .
بعد خمس سنوات من السجن والتعذيب والقهر دفعت به إلى السقوط لا يفكر رجب إلا في أمرين هما أن يكتب وأن يسافر إلى جنيف ، وحين يشرع بالكتابة وينظر في أمره ولا يتركه السجان ، بل يستمر في ملاحقته وملاحقة أخته وزوجها يقرر العودة والمواجهة من جديد ، ويبدو أن هذا هو قدر الفلسطينيين ، يبدو !
الجمعة
١٢ تشرين الثاني ٢٠٢١
( مقالي اليوم الأحد في جريدة الأيام الفلسطينية متوسعا فيه )
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2980175842235965