ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سليم جُدَي - لبنان - 1869 - 1895

ولد سليم بن نصرالله جدي في بيروت، وضوّع أرجاءها بأنغام الهوى، وقبل أن يكتمل ربيعه، كان في أديمها قد ثوى.
تخرج في الكلية اليسوعية، وقد درس الآداب والعلوم.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان سليم نصر الله جدي - جمعه: جرجي نقولا باز - مطابع قوزما - بيروت 1950، وله ثلاث مسرحيات شعرية:«ألم الفراق»، و«جزاء الشهامة»، و«مثال الفضيلة».
شاعر غنّى للعواطف والحب والشجن، فعبر عن تجربة عمره القصير، ومشاعره الندية بحبّ الحياة والغفلة عن المصير، ألفاظه سهلة وتعبيراته سلسة، وأوزانه وقوافيه طيعة، على أن معانيه - في غزله - لم تذهب بعيدًا عن التقليد.

مصادر الدراسة:
1 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
2 - لويس شيخو: الآداب العربية في القرن التاسع عشر (جـ 2) - مطبعة الآباء اليسوعيين - بيروت 1926.
3 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية (جـ 3) - الجامعة اللبنانية - بيروت 1983 .

يا طائر البان قد هيجت أشجاني

يا طائر البان قد هيجت أشجاني = وزدتني حرقة يا طائر البانِ
اياك تشدو على الاغصان مبتهجاً = ولست تدري بأن الوجد اضناني
اذكرتني طيب أيام سررت بها = دهراً طويلاً وكانت خير أزمان
أيام كانت ربوع الأنس زاهية = وانجم السعد تجلو ليل أحزاني
أنا القتيل بحب الغانيات فمن = يخلو من الحب لا يدعى بانسان
وطالما انعشت روحي مهفهفةٌ = تغزو القلوب وترديها بأجفان
فريدة الحسن تحيي من يغازلها = ولحظها فاتك بالأنس والجان
غزالة تخجل الأقمار ان طلعت = كالبدر مكتملاً في شهر نيسان
لكن إذا خطرت تسبي العقول بلا = حرب وتسكرنا دون ابنة ألحان
نعم وكم أسرت باللحظ من أسدٍ = فمن رأى اسداً في اسر غزلان
فقل لواصفها ما أنت واصفها = ولو علوت على قسّ وسحبان

***

شكوت إلى المليحة حين راحت

شكوت إلى المليحة حين راحت = تثير الوجد في قلبي الحزين
وما عهدي بمن ملكت فؤادي = إلى قاضي المحبة تشتكيني
فقلت لها ارحمي ضعفي فقالت = أراك اليوم في جهل مبين
تسائل رحمة فازيد صدا = وهل في الحب يا أمي ارحميني

***

زد في هوى اخت الغزال هياما

زد في هوى اخت الغزال هياما = واقصد حماها كي تنال مراما
وإذا ظفرت بوقفة في ربعها = فاهتف سلاماً يا ربوع سلاما
واطرح ملام العاذلين فإنما = رب الشهامة لا يخاف ملاما
وائشد لدى ذاك المقام قصائداً = ان كنت ممن يستطيع نظاما
واذكر سليماً ان لهجت بذكرى من = في الحب قد نشروا لهم أعلاما
واذكر ليالي التي احييتها = وأنا اذوق من الجفا آلاما
كم وقفة لي في ربوع أحبتي = أوشكت فيها ان اذوب سقاما
ولكم نقشت على التراب بأدمعي = شعراً يدير على الأنام مداما
قد كنتُ في دار الحبيب منعماً = أيام كان لي الزمان غلاما
فقضى الحبيب بابن يعذبني مدى = عمري كأني ما رعيت ذماما
وتكاثرت نوب الزمان كأنها = كانت لذياك النعيم ختاما
فعلام لم أسقط قتيلاً بالهوى = وإلى م احتمل العذاب إلى ما
ما زلت اشرح للأنام صبابتي = حتى امتلا قلب الخليّ غراما
ولطالما رضي الزمان بأن أرى = أيام سعدٍ خلتها أحلاما
ذهبت وما عادت فحق علي أن = اقضي بحزن هذه الأياما
لولا الرجاء قتلتُ نفسي عن رضى = ولئن يكن قتل النفوس حراما
صد الحبيب فراعني بصدوده = واراش في قلبي الكليم سهاما
هيهات انكث عهده ما دام لي = قلب على صدق الوداد أقاما
كانت تضيق به الربوع فقف به = تجد الضياء قد استحال ظلاما
وإذا بدا طيف الحبيب فناده = يا طيف حتى م الجفا حتى ما
واحمل إليه تحيتي واشرح له = حالي فأشواقي تزيد ضراما
وأقضِ كريماً في الغرام فهكذا = يقضي الغرام بأن نموت كراما
يا أيها الرشأ الذي ملكته = قلبي فافعمه اسىً وكلاما
حاشاك ان تنهي وداد متيم = عشق الوفاء وبالمرؤة هاما
فاعطف عليه ولا تزد حسراته = واذكر عهود الحب والأقساما
وارفق به ما دام ينشد قائلاً = زد في هوى أخت الغزال هياما

***

يا من يدير لنا كاس المدام كفى

يا من يدير لنا كاس المدام كفى = فخمرة الأنس والأفراح تكفينا
وحبذا ليلة طاب السرور بها = والدهر فيها تمنى أن يصافينا
وعرس اسكندر الشهم الكريم التي = ببهجة قد انالتنا امانينا
ذا الربع ربع الطرادين مبتهج = وليس بدع فقد وافته ملفينا



تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
1,245
آخر تحديث
أعلى