ديوان الغائبين دبوان الغائبين : خالد الخطيب - سوريا - 1900 - 1933

خالد بن محمد الخطيب.


شاعر سوري: ولد ونشأ في مدينة حماة. درس في الجامعة السورية وتخرج منها طبيباً. كان وطنياً مناضلاً قاوم الإستعمار الفرنسي فاعتقل وسيق إلى سجن جزيرة (أرواد) وقضى فيه سنة ونصف، وعندما نشبت الثورة السورية عام 1925م انضم إليها، فحكمت عليه السلطات الفرنسية غيابياً بالإعدام، لذلك ظل الشاعر متنقلاً بعيداً عن وطنه، في مصر والسعودية وفلسطين وانتهى به المطاف إلى (عمّان) حيث توفي ودفن. شعره وطني وحماسي، يعبّر عن مشاعر قومية، وقد جمعت قصائده في ديوان خاص مطبوع.


ولد في مدينة حماة (وسط غربي سورية) ومضى كالشهاب إلى دمشق، ومات في ذروة شبابه وعطائه مغتربًا في عمّان.
عاش في سورية ومصر والأردن.
تلقى دروسه الابتدائية والإعدادية في حماة، ثم رحل إلى دمشق فالتحق بكلية الطب، وتخرج فيها جراحًا ومولدًا.
تعرض للاعتقال والسجن، وحكم عليه بالإعدام من سلطة الاستعمار الفرنسي على إثر انتهاء معركة ميسلون، ثم خفف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد، فسجن
في جزيرة «أرواد» مع رفاقه الثوار، ثم أفرج عنه بعد ثمانية عشر شهرًا، فاشترك في ثورة حماة، وفي معارك دمشق (الغوطة)، ثم نزح إلى عمان، فالقاهرة، فإلى عمّان، وفيها افتتح عيادة، وتزوج، ولكن القدر لم يمهله فمات هناك ونقل جثمانه إلى دمشق.

الإنتاج الشعري:
- جمعت زوجته ما تيسر من شعره في ديوان أسمته: «ديوان الشهيد الدكتور خالد الخطيب» - طبع دار الأيتام الإسلامية بالقدس الشريف - (د. ت) (الديوان يحمل رقم (ق - 396 -30) في فهارس المكتبة الظاهرية بدمشق - وهو في 64 صفحة)، ونشر قصائده في بعض الدوريات السورية، مثل: القبس، وقصائد أخرى في صحف مصرية إبان إقامته بالقاهرة: «بين العاطفة والإرادة» - السياسة (المصرية) 26/11/1927، و«السائل الأعمى» - السياسة (المصرية) 24/12/1927، و«البقاء تنافس»: جريدة الاتحاد - 21/8/1928.

الأعمال الأخرى:
- كان خطيبًا مفوهًا جهيرًا، ومن نماذج خطبه الكلمة التي قدم بها لقصيدته في عمّان، في ذكرى الحسين بن علي (14/7/191) وقد سجلها الديوان (ص 4).
شاعر نذر حياته ومهنته وفنه الشعري للثورة، فمعاني الاستنهاض والمقاومة والجهاد نغمة أساسية في قصائده سواء كان الشهيد هو الموضوع، أو المواساة
هي المنطلق والمناسبة، أو كانت الثورة الحاضرة هي الحومة والمرتكز، فإذا انطلق من تأملاته كما في «البقاء تنافس» تأسست ثوريته على قاعدة فكرية جدلية ناضجة، وصفت رؤيته ولغته، وتصاعد رنين قوافيه وكأنما يدق أجراس التنبيه.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد قبش: تاريخ الشعر العربي الحديث - مؤسسة النوري - دمشق .
2 - أدهم ال جندي: تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي - مطبعة الاتحاد - دمشق 1960.
3 - خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين (ط1) - دار الفكر - دمشق 1985.
5 - مير بصري: أعلام الوطنية والقومية العربية - دار الحكمة - لندن 1999.
6 - الدوريات:
- صحيفة القبس عدد رقم (292) 7/3/1933 - يتضمن وقائع حفلات التأبين في حماة، والقاهرة، وكلمات المؤبنين، وقصائد الشعراء.
- مجلة الثقافة - عدد اكتوبر 2001 - مقال أحمد هواش بعنوان: عاشق الحرية




[SIZE=6] يوم الشهداء[/SIZE]

جـدِّدوا الـذكرى لنـا أهلَ الـوفــــــــاءِ
و دَعُوا الأعـيـنَ تسخَى بـالـبكـــــــــاءِ
كلـمـا طـال النـوى زِدْنـا جـــــــــــوًى
لا يُقِلُّ الـوجْدَ فـي النفس الـتـنـائـــــي
إنهـا ذكرى أُبـــــــــــــــــــاةٍ كبرتْ
عـندهـم رؤيـتـنـا رهـنَ الشقــــــــــاء
نفروا للـذَّوْدِ شـيــــــــــــــــخًا وفتًى
وارتضـوا الصـبرَ سلاحًا فـي اللقـــــــاء
و مشـوا والهـول يحتـاطُ بـهــــــــــــم
واقتحـامُ الهـول شأنُ العـظـمــــــــــاء
بقـلـوبٍ قُطِّعتْ مــــــــــــــــــــن جَلَدٍ
ونفـوسٍ طُعِّمَتْ بـالكبريـــــــــــــــــاء
و ثغورٍ بسمَتْ عـــــــــــــــــــــن حَنَقٍ
بَسْمةَ اللـيثِ أبى حـمـل الفضـــــــــــاء
وإبـــــــــــــــــــــاءٍ رُجَّتِ الأرض
عـلَّمَ الاقـوامَ مـا معـنى الإبـــــــــاء
وإذا حقَّ اللِّقـا يـومَ الــــــــــــــوغى
بذلـوا الأرواحَ طـوعًا بسخـــــــــــــاء
لـم يـمتْ مـن مـات يحـمـــــــــــي دارَه
مـن أذى الـبـاغـي و عـــــــارِ الإعتداء
لـم يـمتْ مـن بـاع روحًا واشـتـــــــــرى
خـالـدَ الـذِّكْرِ كذكْرِ الأنـبـيــــــــــاء
إِيـهِ سـوريّا ازدهـي تـيـهًا عــــــــــلى
أُممِ الأرض بـيــــــــــــــــوم الشهداء
إنه يـومٌ عـظيـمٌ نُشـــــــــــــــــــرَتْ
فـيـه رايـاتٌ لنـا بعـد انطــــــــــواء
مـلأ النفسَ رجـاءً بعـدمــــــــــــــــا
قطعَ الـيأسُ بـهـا كلَّ رجـــــــــــــــاء
قـيل إنـا ضعفـاءٌ فـــــــــــــــانظروا
أيـهـا النـاسُ لفعـل الضعفــــــــــــاء
واحدٌ يلقى ألـــــــــــــــــــوفًا حُشدَتْ
سـائلـوا الأعـداء عـن صدقِ ادِّعــــــــاء
واسألـوا «مـيشـو» هل ارتدَّ عــــــــــلى
عقْبِه يـوم السُّوَيْدا عـن رِضــــــــــــاء؟
واسألـوا «غامْلانَ» عـن فُرسـانِنـــــــــا
كـيف لاقتْ جـيشَه بـــــــــــــالإزدراء؟
حسبـونـا «أشقـيــــــــــــــاءً» أخطأوا
لـيس مـن صـانـوا الـحـمـى بـالأشقـيــاء
نحن أهلُ الـدارِ، والـدارُ لنــــــــــــا
وعـلـيـنـا حقُّ طَرْدِ الغربــــــــــــــاء
نحن طلابُ حقـــــــــــــــــــــوقٍ غُصِبَتْ
والـدُّمُ الجـاري دمـاءُ الأبريــــــــــاء
يـا بنَ سـوريّا اذكرِ العهدَ لهـــــــــــم
بجلالٍ ووقـارٍ واحْتِفـــــــــــــــــــاء
عهدَ مـجـدٍ وفخــــــــــــــــــارٍ نقَشُو
آيةَ الاخلاص فـيـه بـالـدمــــــــــــاء
واشْحَذنَّ العزمَ مـــــــــــــــــن ذِكْراهُمُ
إنَّ فـي ذكراهـــــــــــــــمُ رمزَ الفداء
واقْتَفِ الإثْرَ بإتـمـام الــــــــــــــذي
شَرَعـوا، نَقْضِ لهـم حقَّ الـوفــــــــــــاء

***


[SIZE=6] من قصيدة: دمعة على الأمة
[/SIZE]
تعـاظـمَ بـي وجْدي فكـيف أنــــــــــــامُ
وهل لفتًى مـثلـي يـطـيبُ مـنـــــــــــامُ
وأنَّى لطرفـيَّ الرقـادُ وأمَّتــــــــــــــي
أراهـا بأنـواع الشقـاء تُســــــــــــام
غدتْ أرضُهـا للخـصـم نهــــــــــبًا مقسَّمًا
تسـيرُ بـهـا نحـو الـدمــــــــــارِ لئام
تدور عـلى أرجـائهــــــــــا دارةُ الردى
وقـد نُكِّستْ مـن فـوقهـا الأعــــــــــلام
وقـومـي كأن الـدهـر أخنى عـلـيـهــــــمُ
نـيـامٌ وهل يرجـو الفلاحَ نِيـــــــــــام
فلستَ تـرى إلا شبـــــــــــــابًا تخنَّثُوا
يـقـودهـمُ للـمـوبِقـات هُيـــــــــــــام
شعـارُهـم أنَّ الـحـيـاة تلـــــــــــــذُّذٌ
وزيـنـتُهـم فـوق الخـصـورِ حــــــــــزام
و بُغْيـتُهـم فـي العـيش أكلٌ ومـلـــــــبسٌ
وأقصى مـنـاهــــــــــــــم غادةٌ و مُدام
كأن «أبـيكـورسًا» تَجـــــــــــــدَّدَ عهدُه
وأحـيـت لنـا روّادَه الأعـــــــــــــوام
ولست تـرى إلا كهـولاً و شــــــــــــيبةً
تُقـام صروحُ الجهل حـيث أقـامــــــــــوا
مدارِكُهـم: هـذا امـرؤٌ قـلَّ ديــــــــــنُه
وذلك لا تـرضى بـه الأحكــــــــــــــام
وهـذا، نُعـيذُ النفسَ بـــــــــــالله إنه
أتى بجـديـدٍ كلُّه أوهــــــــــــــــــام
وإنـي بربِّ الـبـيـت أُقسم إنهـــــــــــم
بريئُون ممـا يأمـــــــــــــــرُ الإسلام
قـد اتّخذوا الـديـن الـحنـيفَ وســــــيلةً
تضلُّ بـهـا سُبْلَ الرشــــــــــــــاد عَوام
ألا خـاب مـن يستعـمـلُ الـديـن حـــــيلةً
لنـيلِ ثـمـيـنٍ كلُّه آثـــــــــــــــام!!
يسـيرون سـيرَ الـمقبـلـيـن عــــلى الردى
بعقـلٍ يُغَشّي جـانـبـيـه سخـــــــــــــام
ومـن سـار نحـو الـمـوت سـيّانَ عــــــنده
إذا مـا أتـاه صحّةٌ وسقــــــــــــــــام
فكـم شـاعـرٍ قبـلـي تعـــــــــالى صراخُهُ
ونـاثرَ مـلَّت جُهدَه الأقـــــــــــــــلام
وكـم مـن خطـيبٍ قـام فـيـهـم مــــــندِّدًا
وهـيـهـات لا يُجـدي الأصــــــــــمَّ كلام


* كل هذه التعريفات منقولة عن معجم البابطين




خالد الخطيب.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
1,023
آخر تحديث
أعلى