تقنرب أم البنين من خادمتها – عاتكة - تهمس لها:
- سأذهب لمقابلة وضاح.
- لكن يا سيدتي – والدك سيسأل عنكِ.
قالت أم البنين وهي تسرع للخارج:
- أنتِ تتصرفين في كل مرة يا عاتكة، قولي له أي شيء يقنعه.
يدخل عبد العزيز – والد أم البنين، صائحا:
- أم البنين، إلى أين تذهبين؟
ترتبك أم البنين، وتنظر ناحية عاتكة لتساعدها في القول:
- سأخرج أنا وعاتكة إلى حديقة القصر للتنزه.
يشير عبد العزيز لعاتكة بأن تذهب عنهما، ويقترب من ابنته مبتسما:
- أريدك في أمر مهم.
- ليتك ياأبي تؤجل هذا اللقاء، فأنا.....
يضمها والدها إليه حانيا:
- الأمر مهم يا ابنتي، فأخي عبد الملك يلح في إتمام زواجك من ابنه الوليد.
تقترب أم البنين من الباب، وهي مازالت راغبة في الخروج:
- تعرف يا أبي أني لا أحب الوليد، لا أطيقه.
يربت عبد العزيز ظهر ابنته:
- أستعودين ثانية لهذا الموضوع؟! لقد انتهينا منه وحسمناه.
- لا يا أبي، فالوليد يااااه، وجهه محفور وليس جميلا.
- دعيك من هذه الأقاويل، فالوليد خير شبابنا، ووالده خليفة المسلمين.
- هذا الكلام لا ينطبق مع ما يريده قلبي.
- لا أدري ما الذي أعاد هذا الموضوع إلى تفكيرك ثانية.
تبكي أم البنين:
- ذلك الخبر سلب روحي مني.
- عمك الخليفة يحبك ويهتم بكِ، وستنعمين في قصره، ولقد أبلغت كل المسئولين في القصر، ليستعدوا لحفل زواجك. سنعد لكما حفلا لم يحدث من قبل.
00
تجلس أم البنين حزينة، تبكي، فتقترب منها خادمتها عاتكة، تربت ظهرها حانية:
- كفي عن البكاء يا سيدتي، حرام أن تبكي عيناك الجميلتين.
- أريدك يا عاتكة أن تذهبي إلى وضاح، أبلغيه بصعوبة الذهاب إليه لمقابلته، أخبريه بإنني أريد مقابلته في حديقة القصر.
تصيح عاتكة في دهشة:
- حديقة القصر، كيف؟!
تضمها أم البنين إليها:
- أنت عاتكة أم التدابير، ولن تغلبي في وجود حيلة لدخوله، كما أن الحديقة كبيرة، ولا يمكن للحراس مراقبتها كلها.
- أخاف عليك يا سيدتي، وعلى وضاح أيضا.
- لا تخافي، واذهبي إليه لتطفئي النار المشتعلة في قلبي.
تبتعد عاتكة قائلة:
- سأذهب يا سيدتي، سأذهب.
00
تقف أم البنين في حديقة القصر قلقة ومضطربة، يقترب الوليد منها بود شديد:
- اشتقت إليكِ يا أم البنين.
تردد أم البنين لنفسها في أسى:
- يا لك من انسان ثقيل، تأتي في الوقت غير المناسب.
يقترب منها في حب وحنان:
- ماذا تقولين يا بنت العم؟
تبتسم له مضطرة:
- أرحب بقدومك.
- هل أبلغك عمي بالخبر السعيد؟
- أي خبر يا وليد؟
- خبر زواجنا، ارتباطنا معا، إنني أحبك وأخاف أن أموت قبل مجيء يوم الخميس.
تردد أم البنين لنفسها في صوت خافت:
- ليتك تموت لأرتاح.
- جهزت كل شيء، وقصري في شوق لكي تشرفيه.
تظهر أم البنين إحساسها بالبرودة:
- تعال، لندخل القصر.
- لماذا فالجو في الحديقة جميل، وضوء الشمس يفرش كل الأماكن.
تردد أم البنين لنفسها:
- أخاف أن تدخل عاتكة إلى الحديقة الآن ووضاح معها.
يقترب الوليد منها:
- مالك ياأم البنين، أراكِ مضطربة؟!
تهتز أم البنين قائلة:
- الجو بارد هنا، إنني أشعر بقشعريرة.
يضحك الوليد قائلا:
- ترتعشين، الجو حار الليلة با ابنة العم.
تشده أم البنين إلى الداخل:
- هيا، هيا إلى داخل القصر لنكمل حديثنا.
يصيح الوليد من بعيد:
- لا، مضطر أن أذهب الان، لدي مشاغل كثيرة للإستعداد لحفل زواجنا.
00
يقف وضاح اليمن مع عاتكة – خادمة أم البنين، ورسولتها إليه في ركن بعيد من الحديقة:
- أين هي يا عاتكة، فقد ضقت باختبائي خلف هذه الشجرة.
تجيب عاتكة وهي تضحك:
- وملابس الجواري التي ترتديها؟
يضيق وضاح بها:
- أتسخرين مني؟!
- لو دخلت القصر بهذه الملابس، سيتهافت عليك الرجال، فأنت أجمل جارية قابلتها.
يزفر وضاح اليمن في أسى:
- من أجل أم البنين أفعل أي شيء.
تصيح عاتكة بصوت مرتفع:
- هاهي ذي سيدتي قد جاءت.
تلهث أم البنين وهي تقترب من وضاح اليمن وعاتكة:
- أخيرا استطعت التخلص من هذا الوليد.
يقترب وضاح منها، يمسك يدها وينظر لعينيها، تتابعهما عاتكة في اهتمام شديد. وهي تتأوه من أثر ما تراه أمامها.
- آه من الحب.
يمسك وضاح يد أم البنين:
- ارتديت ملابس النساء من أجلك.
تبتعد عاتكة عنهما قائلة:
- سأترككما الآن، سأتابعكما من بعيد.
تبتعد عاتكة، وتهمس أم البنين لحبيبها وضاح:
- الأمر خطير، فهم يريدون أن اتزوج الوليد يوم الخميس القادم.
يصيح وضاح غاضبا:
- اعترضي يا أم البنين، قولي لهم إنك تحبين وضاحا.
- فكرت في هذا، لكنني خفت عليك من القتل.
- سيان عندي ياأم البنين، فزواجك من الوليد فيه موت لي أيضا.
- احترس يا وضاح، فأشعارك في الفترة الأخيرة، تكاد تكشف عن شخصيتي.
- الشعر يخرج من شفتي دون عناء، ولا أستطيع السيطرة عليه.
تأتي عاتكة مسرعة، فتصيح في خوف وقلق:
- احترسا، فإنني أرى رجالا آتون من أول الحديقة
00
تذهب عاتكة لبيت وضاح بعد زواج أم البنين من ابن عمها الوليد بن عبد الملك. فيقول لها:
- لقد تزوجت ياعاتكة وتركتني للأسى والحزن والفراغ اللعين.
- سيدتي مشتاقة إليك وتريدك في القصر الليلة.
- في الحديقة، كالمرات السابقة؟
- لا، في حجرتها، فالحجرة أكثر أمنا.
- أي جنون هذا، كيف سأستطيع الوصول لحجرتها؟
- بنفس الطريقة التي ادخلتك بها للحديقة، فالوليد في سفر ولن يعود قبل ثلاثة أيام.
00
يأتي للخلافة تاجر كبيرمن بلاد فارس، عارضا على الوليد بضاعته. عقد من اللولوء ليس له مثيل. ينظر إليه الوليد بإعجاب شديد، فهو يريد أن يسعد زوجته أم البنين، وهذا لعقد سيجعلها تحبه وترتبط به أكثر، فنادى على عنبر - عبده المقرب - وأمره بالذهاب لأم البنين بهذا العقد.
عندما اقترب عنبر من حجرة سيدته، سمعها تتحدث مع رجل في الحجرة، وتأكد له إنه الشاعر وضاح اليمن. وعندما دخل عنبر الحجرة، وجدها مرتبكة، وجالسة على طرف صندوقها المغلق.
تأكد لعنبر إن وضاح اليمن كان معها في حجرتها، وهي تخفيه الآن في هذا الصندوق الذي تجلس فوقه، فليغتنم عنبر الفرصة الآن، .فمد يده بالعقد الثمين، ثم سار خطوات نحو الباب، بينما أم البنين تنظر إلى الأرض في صمت، والعقد الثمين بجوارها فوق الصندوق المغلق. فعاد إليها قائلا:
- اعطني فص من هذا العقد الثمين.
فدفعته بقدمها في عنف قائلة:
- اخرج من الحجرة الآن، وإلا أمرت الحراس بجلدك.
فأسرع للخارج، وعندما اقثرب من الخليفة همس له بما رأى.
فقال له الوليد:
- حدد لي مكان هذا الصندوق.
- ذلك المجاور للجدار الأيسر.
سار الوليد خطوات نحو الباب، ثم أعاد النظر إلى عبده عنبر، وصاح للحراس:
- اقتلوا عنبر في الحال.
واسرع إلى حجرة زوجته أم البنين. كانت مازالت جالسة على الصندوق شاردة والعقد الثمين ملقي بجوارها.
وقفت جزعة عندما رأت زوجها أمامها، اقترب هو من الصندوق الذي حدده عنبر قائلا:
- احتاج لصندوق من صناديقك هذه.
- أنا وكل ما في الحجرة فداك.
أشار إلى الصندوق الذي حدده عنبر قائلا:
- أريد هذا الصندوق.
- دعه يا سيدي ففيه أشيائي التي اعتز بها.
- لا أريد سواه، فماذا ترين؟
- أنت الآمر الناهي، فخذه.
فأمر الخدم والعبيد بحمل هذا الصندوق، ساروا به حتى حديقة القصر، وأمرهم بالحفر العميق، ودفنوا الصندوق دون أن يُفتح.
وردد لنفسه وهو عائد لمجلسه:
- لو كان العبد صادقا، ووضاح داخل الصندوق، فقد دفنته جزاء ما فعل. ولو كان العبد كاذبا، فلم نخسر سوى صندوق من الخشب وبعض الأقمشة.
ويحكون بأن وضاح اليمن لم يظهر بعد ذلك.
- سأذهب لمقابلة وضاح.
- لكن يا سيدتي – والدك سيسأل عنكِ.
قالت أم البنين وهي تسرع للخارج:
- أنتِ تتصرفين في كل مرة يا عاتكة، قولي له أي شيء يقنعه.
يدخل عبد العزيز – والد أم البنين، صائحا:
- أم البنين، إلى أين تذهبين؟
ترتبك أم البنين، وتنظر ناحية عاتكة لتساعدها في القول:
- سأخرج أنا وعاتكة إلى حديقة القصر للتنزه.
يشير عبد العزيز لعاتكة بأن تذهب عنهما، ويقترب من ابنته مبتسما:
- أريدك في أمر مهم.
- ليتك ياأبي تؤجل هذا اللقاء، فأنا.....
يضمها والدها إليه حانيا:
- الأمر مهم يا ابنتي، فأخي عبد الملك يلح في إتمام زواجك من ابنه الوليد.
تقترب أم البنين من الباب، وهي مازالت راغبة في الخروج:
- تعرف يا أبي أني لا أحب الوليد، لا أطيقه.
يربت عبد العزيز ظهر ابنته:
- أستعودين ثانية لهذا الموضوع؟! لقد انتهينا منه وحسمناه.
- لا يا أبي، فالوليد يااااه، وجهه محفور وليس جميلا.
- دعيك من هذه الأقاويل، فالوليد خير شبابنا، ووالده خليفة المسلمين.
- هذا الكلام لا ينطبق مع ما يريده قلبي.
- لا أدري ما الذي أعاد هذا الموضوع إلى تفكيرك ثانية.
تبكي أم البنين:
- ذلك الخبر سلب روحي مني.
- عمك الخليفة يحبك ويهتم بكِ، وستنعمين في قصره، ولقد أبلغت كل المسئولين في القصر، ليستعدوا لحفل زواجك. سنعد لكما حفلا لم يحدث من قبل.
00
تجلس أم البنين حزينة، تبكي، فتقترب منها خادمتها عاتكة، تربت ظهرها حانية:
- كفي عن البكاء يا سيدتي، حرام أن تبكي عيناك الجميلتين.
- أريدك يا عاتكة أن تذهبي إلى وضاح، أبلغيه بصعوبة الذهاب إليه لمقابلته، أخبريه بإنني أريد مقابلته في حديقة القصر.
تصيح عاتكة في دهشة:
- حديقة القصر، كيف؟!
تضمها أم البنين إليها:
- أنت عاتكة أم التدابير، ولن تغلبي في وجود حيلة لدخوله، كما أن الحديقة كبيرة، ولا يمكن للحراس مراقبتها كلها.
- أخاف عليك يا سيدتي، وعلى وضاح أيضا.
- لا تخافي، واذهبي إليه لتطفئي النار المشتعلة في قلبي.
تبتعد عاتكة قائلة:
- سأذهب يا سيدتي، سأذهب.
00
تقف أم البنين في حديقة القصر قلقة ومضطربة، يقترب الوليد منها بود شديد:
- اشتقت إليكِ يا أم البنين.
تردد أم البنين لنفسها في أسى:
- يا لك من انسان ثقيل، تأتي في الوقت غير المناسب.
يقترب منها في حب وحنان:
- ماذا تقولين يا بنت العم؟
تبتسم له مضطرة:
- أرحب بقدومك.
- هل أبلغك عمي بالخبر السعيد؟
- أي خبر يا وليد؟
- خبر زواجنا، ارتباطنا معا، إنني أحبك وأخاف أن أموت قبل مجيء يوم الخميس.
تردد أم البنين لنفسها في صوت خافت:
- ليتك تموت لأرتاح.
- جهزت كل شيء، وقصري في شوق لكي تشرفيه.
تظهر أم البنين إحساسها بالبرودة:
- تعال، لندخل القصر.
- لماذا فالجو في الحديقة جميل، وضوء الشمس يفرش كل الأماكن.
تردد أم البنين لنفسها:
- أخاف أن تدخل عاتكة إلى الحديقة الآن ووضاح معها.
يقترب الوليد منها:
- مالك ياأم البنين، أراكِ مضطربة؟!
تهتز أم البنين قائلة:
- الجو بارد هنا، إنني أشعر بقشعريرة.
يضحك الوليد قائلا:
- ترتعشين، الجو حار الليلة با ابنة العم.
تشده أم البنين إلى الداخل:
- هيا، هيا إلى داخل القصر لنكمل حديثنا.
يصيح الوليد من بعيد:
- لا، مضطر أن أذهب الان، لدي مشاغل كثيرة للإستعداد لحفل زواجنا.
00
يقف وضاح اليمن مع عاتكة – خادمة أم البنين، ورسولتها إليه في ركن بعيد من الحديقة:
- أين هي يا عاتكة، فقد ضقت باختبائي خلف هذه الشجرة.
تجيب عاتكة وهي تضحك:
- وملابس الجواري التي ترتديها؟
يضيق وضاح بها:
- أتسخرين مني؟!
- لو دخلت القصر بهذه الملابس، سيتهافت عليك الرجال، فأنت أجمل جارية قابلتها.
يزفر وضاح اليمن في أسى:
- من أجل أم البنين أفعل أي شيء.
تصيح عاتكة بصوت مرتفع:
- هاهي ذي سيدتي قد جاءت.
تلهث أم البنين وهي تقترب من وضاح اليمن وعاتكة:
- أخيرا استطعت التخلص من هذا الوليد.
يقترب وضاح منها، يمسك يدها وينظر لعينيها، تتابعهما عاتكة في اهتمام شديد. وهي تتأوه من أثر ما تراه أمامها.
- آه من الحب.
يمسك وضاح يد أم البنين:
- ارتديت ملابس النساء من أجلك.
تبتعد عاتكة عنهما قائلة:
- سأترككما الآن، سأتابعكما من بعيد.
تبتعد عاتكة، وتهمس أم البنين لحبيبها وضاح:
- الأمر خطير، فهم يريدون أن اتزوج الوليد يوم الخميس القادم.
يصيح وضاح غاضبا:
- اعترضي يا أم البنين، قولي لهم إنك تحبين وضاحا.
- فكرت في هذا، لكنني خفت عليك من القتل.
- سيان عندي ياأم البنين، فزواجك من الوليد فيه موت لي أيضا.
- احترس يا وضاح، فأشعارك في الفترة الأخيرة، تكاد تكشف عن شخصيتي.
- الشعر يخرج من شفتي دون عناء، ولا أستطيع السيطرة عليه.
تأتي عاتكة مسرعة، فتصيح في خوف وقلق:
- احترسا، فإنني أرى رجالا آتون من أول الحديقة
00
تذهب عاتكة لبيت وضاح بعد زواج أم البنين من ابن عمها الوليد بن عبد الملك. فيقول لها:
- لقد تزوجت ياعاتكة وتركتني للأسى والحزن والفراغ اللعين.
- سيدتي مشتاقة إليك وتريدك في القصر الليلة.
- في الحديقة، كالمرات السابقة؟
- لا، في حجرتها، فالحجرة أكثر أمنا.
- أي جنون هذا، كيف سأستطيع الوصول لحجرتها؟
- بنفس الطريقة التي ادخلتك بها للحديقة، فالوليد في سفر ولن يعود قبل ثلاثة أيام.
00
يأتي للخلافة تاجر كبيرمن بلاد فارس، عارضا على الوليد بضاعته. عقد من اللولوء ليس له مثيل. ينظر إليه الوليد بإعجاب شديد، فهو يريد أن يسعد زوجته أم البنين، وهذا لعقد سيجعلها تحبه وترتبط به أكثر، فنادى على عنبر - عبده المقرب - وأمره بالذهاب لأم البنين بهذا العقد.
عندما اقترب عنبر من حجرة سيدته، سمعها تتحدث مع رجل في الحجرة، وتأكد له إنه الشاعر وضاح اليمن. وعندما دخل عنبر الحجرة، وجدها مرتبكة، وجالسة على طرف صندوقها المغلق.
تأكد لعنبر إن وضاح اليمن كان معها في حجرتها، وهي تخفيه الآن في هذا الصندوق الذي تجلس فوقه، فليغتنم عنبر الفرصة الآن، .فمد يده بالعقد الثمين، ثم سار خطوات نحو الباب، بينما أم البنين تنظر إلى الأرض في صمت، والعقد الثمين بجوارها فوق الصندوق المغلق. فعاد إليها قائلا:
- اعطني فص من هذا العقد الثمين.
فدفعته بقدمها في عنف قائلة:
- اخرج من الحجرة الآن، وإلا أمرت الحراس بجلدك.
فأسرع للخارج، وعندما اقثرب من الخليفة همس له بما رأى.
فقال له الوليد:
- حدد لي مكان هذا الصندوق.
- ذلك المجاور للجدار الأيسر.
سار الوليد خطوات نحو الباب، ثم أعاد النظر إلى عبده عنبر، وصاح للحراس:
- اقتلوا عنبر في الحال.
واسرع إلى حجرة زوجته أم البنين. كانت مازالت جالسة على الصندوق شاردة والعقد الثمين ملقي بجوارها.
وقفت جزعة عندما رأت زوجها أمامها، اقترب هو من الصندوق الذي حدده عنبر قائلا:
- احتاج لصندوق من صناديقك هذه.
- أنا وكل ما في الحجرة فداك.
أشار إلى الصندوق الذي حدده عنبر قائلا:
- أريد هذا الصندوق.
- دعه يا سيدي ففيه أشيائي التي اعتز بها.
- لا أريد سواه، فماذا ترين؟
- أنت الآمر الناهي، فخذه.
فأمر الخدم والعبيد بحمل هذا الصندوق، ساروا به حتى حديقة القصر، وأمرهم بالحفر العميق، ودفنوا الصندوق دون أن يُفتح.
وردد لنفسه وهو عائد لمجلسه:
- لو كان العبد صادقا، ووضاح داخل الصندوق، فقد دفنته جزاء ما فعل. ولو كان العبد كاذبا، فلم نخسر سوى صندوق من الخشب وبعض الأقمشة.
ويحكون بأن وضاح اليمن لم يظهر بعد ذلك.