(إلى الـهاربين والـمهاجرين بـحراً)
سُحُبٌ مُتَجَهِّمَةْ
تَصْحَبُهَا عَوَاصِفُ غَاضِبَةْ
تَتَهَارَشُ، وَأَمْوَاجٌ شَرِهَةْ
تَرْكُلُ دُونَ هَوَادَةْ
الـخَوفُ يـَجْلِبُ نَفْسَهُ بِلا كَلَلْ
وَالـجُوعُ يـُحصِي ضَحَايَاهْ.
قَوَارِبُ تَغْرَقُ تِبَاعِاً
جُثَثٌ تُرْمَى في فَمِ القَاعْ
وَأُخْرَى طَافِيَةْ.
مُهَاجِرُونَ وَهَارِبُونْ
يَتَبَارَزُونَ في مَشْهَدِ البَقَاءْ
وَأَصْوَاتـُهُمْ تَتَطَارَدُ عَلَى حُنْجُرَةِ الزَّمَنْ.
عَلَى حَبْلِ الـمَوجِ
يَتَأَرجَحُونَ كَخِرَقٍ مُبَلَّلَةْ
تُصْغِي نُفُوسُهُم إِلى نِدَاءِ الغَرقَى
وَالبَحرُ يُوكِئُ قُدُورَهُ
لِيُحَضِّرَ وَلَائِمَ الـحَتْفِ لَـهُمْ.
جِرَارٌ الـقَلَقْ
يَدفَعُونـَهَا إِلى الصَّخَبِ الـمَالـِحْ
وَالغَسَقُ يَدفَعُهُمْ إِلى أَفْرَانِهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجد سليمان، أديب سعودي
صدر له حتى الآن أكثر من 19 عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.