الشعراءُ بشكلٍ عام عاشقون، متيمون ، مهيّمون، هيمانون.
وكي يبدعَ الشاعرُ قصيدته الغزلية ، لابدَّ وأن يتغنى بجمال امرأة ، على الأغلب هي محبوبته، وإن كانت على غيرِ جمالٍ.
مما يثيرُ هذا الفضولَ لدى الناس عن سرِّ عشقه لها وهي ليست بذات حسن لافتٍ ، ولعلَّ الخليفة هارون الرّشيد لم يستطع اخفاء تساؤله لليلى العامرية حين رآها وقال لها: إني أتساءل ما الذي يجعلُ امرأة يهيمُ بها المجنونُ في حينِ أنكِ امرأة عادية؟ فردّت عليه بثقةِ المعشوقةِ والمتمكنة من تجذرها في قلب العاشق : أنا ليلى، لكنك لست المجنون لتراني بعينيه.
هي ليلى إذاً؟
صاحبة الاسم الذي تكرّرَ عندَ معظم الشعراء في قصائدهم، حتى وإن كانَ اسم المعشوقة اسماً آخر ، إلاَّ أنّها في القصيدة هي ليلى! فهذا الاسم صار كناية لكلِّ امرأة تفورُ بالعشق والهيام ، ولا تكتملُ القصيدة إلاَّ به إضافة للمكان ومفردات البيئة التي يذكرها الشاعر ، حينها تكتملُ دائرةُ الجمالِ لقصيدةِ الغزلِ والنسيبِ، إذ راحَ كلٌّ منهم " يغني على ليلاه"
وقد قيلَ : ربّما التمسك باسم ليلى يعودُ إلى الليل وما يرفلُ بالبوحِ والسّهرِ والخمرة والتأمل ؛ الليل الذي يتضاعفُ فيه الحبُّ في قلبِ المحبِّ : " أليس الليل يجمعني وليلى/ كفاك بذاك فيه لنا تداني
ترى وضحَ النهارِ كما أراه/ ويعلوها النهارُ كما علاني."
كما قال قيسُ بن الملوح في ليله وليلاه، بينما أم كلثوم بقيت في جلِّ أغانيها تذكرُ الليلَ، لتؤكدَ حبَّ العاشقين الذي يتأججُ فيه ، وما احتفاؤها به حين يُقبل إلاَّ تعظيماً له:" أواهُ يا ليل طالَ بي سهري/ وساءلتني النجومُ عن خبري."
بينما ليلى ، الاسم العربي الذي اهتمتْ به العرب لما له من دلالة عن العشق والهيام : كوني ليلاي، لأكون العاشق المتيم حتى وإن أصبحتِ عجوزاً ، متهالكة:" ولو أصبحتْ ليلى تدبُّ على العصا/ لكان هوى ليلى جَديداً أوائله."
هذا الحضور الكبير لليلى ، وغيابها الذي يخلفُ الخسارات في القلب والذي يُشبه طائرَ القطا في حيرته وقلقه ومشاغبته :" قطاةٌ غرّها الشركُ فباتت / تجاذبه وقد علِقَ الجناحُ."
لتبقى ليلى باسمها الحلو ، الأثير ، حاملة إرثاً كبيراً من الإلهام للشعراء ، عالقة في قلوبهم ووجدانهم وعقولهم ؛ لا تغيبُ وإنْ فرّق الزّمانُ بينها وبين معشوقها ، فإنه ذاكرٌ لها ما بقيَ حيّاً:" تذكرتُ ليلى والسنينَ الخواليا / وأيام لا نخشى عن اللهو ناهيا."
فأينما اتجه يراها ماثلة أمامه ، في كلِّ شيء حوله سواءَ كان حجراً ، أم حيواناً ، أم بشراً:" بالله ياظبيات القاع قلن لنا/ ليلاي منكن أم ليلى من البشر .."
ولعلنا لا ننسى قصة العاشق لليلاه، والتي اعتبرتْ من موروثنا الأدبي لما فيها من غرابة وشعر، فحين خرجَ ليلاً ليصطاد بعدما هلكه الجوعُ ، وهو في حاله هذا انضمَّ إليه شاعرٌ كان أكثر جوعاً منه
فلما اصطاد هذا العاشق ظبية ووقعت في الشرك ، نظرَ في عينيها طويلاً ثم أطلقها قائلاً: " أقول وقد أطلقتها من وثاقها / فأنت لليلى إن شكرتِ عتيقُ
فعيناك عيناها وجيدكِ جيدها/ سوى أن عظم الساق منك رقيقُ."
وحين اصطاد ظبية أخرى أطلقها أيضاً ، فثالثة ، عندها بكى وقال :" تروحُ سالماً يا شبيه ليلى / قرير العين واستطب البقولا..
فليلى أنقذتك من المنايا / وفكّت عن قوائمك الكبولا."
تلك ليلى ،
وذلك عاشقها، وشاعرُها الذي أفتى بأحقيتها بالخلافة من بني العباس وهاشم حين سئل : من منهما الأحق بالخلافة ؟ فنطق باسم من يُحبُّ.
تلك ليلى:" إذا ذكرتْ أُسرُّ بذكرها / كما انتفض العصفورُ من بللِ القَطر."
تلك ليلاه..
وأنتَ من ليلاك؟.
www.facebook.com
وكي يبدعَ الشاعرُ قصيدته الغزلية ، لابدَّ وأن يتغنى بجمال امرأة ، على الأغلب هي محبوبته، وإن كانت على غيرِ جمالٍ.
مما يثيرُ هذا الفضولَ لدى الناس عن سرِّ عشقه لها وهي ليست بذات حسن لافتٍ ، ولعلَّ الخليفة هارون الرّشيد لم يستطع اخفاء تساؤله لليلى العامرية حين رآها وقال لها: إني أتساءل ما الذي يجعلُ امرأة يهيمُ بها المجنونُ في حينِ أنكِ امرأة عادية؟ فردّت عليه بثقةِ المعشوقةِ والمتمكنة من تجذرها في قلب العاشق : أنا ليلى، لكنك لست المجنون لتراني بعينيه.
هي ليلى إذاً؟
صاحبة الاسم الذي تكرّرَ عندَ معظم الشعراء في قصائدهم، حتى وإن كانَ اسم المعشوقة اسماً آخر ، إلاَّ أنّها في القصيدة هي ليلى! فهذا الاسم صار كناية لكلِّ امرأة تفورُ بالعشق والهيام ، ولا تكتملُ القصيدة إلاَّ به إضافة للمكان ومفردات البيئة التي يذكرها الشاعر ، حينها تكتملُ دائرةُ الجمالِ لقصيدةِ الغزلِ والنسيبِ، إذ راحَ كلٌّ منهم " يغني على ليلاه"
وقد قيلَ : ربّما التمسك باسم ليلى يعودُ إلى الليل وما يرفلُ بالبوحِ والسّهرِ والخمرة والتأمل ؛ الليل الذي يتضاعفُ فيه الحبُّ في قلبِ المحبِّ : " أليس الليل يجمعني وليلى/ كفاك بذاك فيه لنا تداني
ترى وضحَ النهارِ كما أراه/ ويعلوها النهارُ كما علاني."
كما قال قيسُ بن الملوح في ليله وليلاه، بينما أم كلثوم بقيت في جلِّ أغانيها تذكرُ الليلَ، لتؤكدَ حبَّ العاشقين الذي يتأججُ فيه ، وما احتفاؤها به حين يُقبل إلاَّ تعظيماً له:" أواهُ يا ليل طالَ بي سهري/ وساءلتني النجومُ عن خبري."
بينما ليلى ، الاسم العربي الذي اهتمتْ به العرب لما له من دلالة عن العشق والهيام : كوني ليلاي، لأكون العاشق المتيم حتى وإن أصبحتِ عجوزاً ، متهالكة:" ولو أصبحتْ ليلى تدبُّ على العصا/ لكان هوى ليلى جَديداً أوائله."
هذا الحضور الكبير لليلى ، وغيابها الذي يخلفُ الخسارات في القلب والذي يُشبه طائرَ القطا في حيرته وقلقه ومشاغبته :" قطاةٌ غرّها الشركُ فباتت / تجاذبه وقد علِقَ الجناحُ."
لتبقى ليلى باسمها الحلو ، الأثير ، حاملة إرثاً كبيراً من الإلهام للشعراء ، عالقة في قلوبهم ووجدانهم وعقولهم ؛ لا تغيبُ وإنْ فرّق الزّمانُ بينها وبين معشوقها ، فإنه ذاكرٌ لها ما بقيَ حيّاً:" تذكرتُ ليلى والسنينَ الخواليا / وأيام لا نخشى عن اللهو ناهيا."
فأينما اتجه يراها ماثلة أمامه ، في كلِّ شيء حوله سواءَ كان حجراً ، أم حيواناً ، أم بشراً:" بالله ياظبيات القاع قلن لنا/ ليلاي منكن أم ليلى من البشر .."
ولعلنا لا ننسى قصة العاشق لليلاه، والتي اعتبرتْ من موروثنا الأدبي لما فيها من غرابة وشعر، فحين خرجَ ليلاً ليصطاد بعدما هلكه الجوعُ ، وهو في حاله هذا انضمَّ إليه شاعرٌ كان أكثر جوعاً منه
فلما اصطاد هذا العاشق ظبية ووقعت في الشرك ، نظرَ في عينيها طويلاً ثم أطلقها قائلاً: " أقول وقد أطلقتها من وثاقها / فأنت لليلى إن شكرتِ عتيقُ
فعيناك عيناها وجيدكِ جيدها/ سوى أن عظم الساق منك رقيقُ."
وحين اصطاد ظبية أخرى أطلقها أيضاً ، فثالثة ، عندها بكى وقال :" تروحُ سالماً يا شبيه ليلى / قرير العين واستطب البقولا..
فليلى أنقذتك من المنايا / وفكّت عن قوائمك الكبولا."
تلك ليلى ،
وذلك عاشقها، وشاعرُها الذي أفتى بأحقيتها بالخلافة من بني العباس وهاشم حين سئل : من منهما الأحق بالخلافة ؟ فنطق باسم من يُحبُّ.
تلك ليلى:" إذا ذكرتْ أُسرُّ بذكرها / كما انتفض العصفورُ من بللِ القَطر."
تلك ليلاه..
وأنتَ من ليلاك؟.
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.