ديوان الغائبين جعفر الكيشوان - العراق - 1904 - 1928

ولد جعفر بن محمد حسين القزويني، الشهير بالكيشوان بمدينة النجف، مرت حياته القصيرة، ليرقد في ثراها وهو بعد في شرخ الشباب.
عاش في العراق.
تلقى دروسه على يد أبيه وكان عالمًا أديبًا عني بتنشئته وتوجيهه.
انتسب إلى المدرسة الرضوية، ومن بعدها اهتم بإتقان علوم العربية من نحو ومنطق ومعان وبديع وبيان، كما قرأ شيئًا من الأصول والفقه، وكان شغوفًا بقراءة كتب التاريخ والسير.
قام بالتدريس في مدرسة الغري الأهلية ست سنوات.
الإنتاج الشعري:
- لم نعثر له إلاّ على قصيدة واحدة أثبتها كتاب «شعراء الغري».
يصعب استخلاص وصف فني من قطعة قصيرة، غير أن المناسبة تعطي مؤشرًا على توجه الموهبة، وقد يكشف المطلع عن تعلق بتقليد الشعر القديم، تؤكده مبالغات
الوصف التي أدرجت في صور طال استخدامها في أشعار السابقين.

مصادر الدراسة:
1- عبدالكريم الدجيلي: شعراء النجف (مخطوط).
2- علي الخاقاني: شعراء الغرّي ( جـ2) المطبعة الحيدرية - النجف 1954.

عُرس «هادي»

أدِرِ الزُّجـاجَ وأتـرعِ الاكوابا = واسقِ النَّدامـى فـالهـوى قـد طـابـــــــا
وامزجْ بكأسكَ خمـرَ ثغرِك بـاسمًا = تُزِلِ الهـمـومَ وتُقـلعِ الأوصـابــــــا
ودعِ العذولَ يلجُّ فـي تعـنــيفه = يبـدي الـمـلامةَ أو يـطـيل عتـابـــــــا
واشـربْ عـلى زهـر الرِّيـاض مُدامةً = مـا استُحضِرتْ للهـمّ إلا غابــا
مـن كفِّ أغـيـدَ مــا رقى إلا غدا = قـلـبـي يـطـاوع سـاحـراً كذَّابــــــــا
سـاقٍ كأنَّ الخمـرَ صـارتْ خدَّه = أو خدُّه فـي كأسه قـد ذابـــــــــــــــا
لـو أن رقَّةَ خدِّه فـي قـلـبه = مـا كـنـتُ أجـرع فـي جفـاه الصـابــــــا
هـام الجـمـالُ بحسنه حتى لقد = سجـد الجـمـالُ صـبـابةً وأنـابــــا
مـلكَ القـلـوبَ جـمـالُه فإذا دعــا = قـلـبًا يـهـيـم أطـاعه وأجـابــــــــــا
أسكـنـتكَ القـلـبَ الــــــذي خرَّبتَه = وطنًا فهل تـرضى يكـون خرابـــــا
وغدوتُ أعبـدُ مـنكَ شَعـراً أسـودًا = جَثْلاً وثغراً أشنـبًا ورُضـابــــــــــــــا
أصـبحتُ كـالـوثنـيِّ أعبـدُ دمــــيةً = وأنـا الشـريفُ أرومةً ونصـابــــــــــــا
مـا كـنـتُ ممـن قـال قـافـــيةً ولا = نَظـمَ القصـيـدَ مدائحًا وسُبـابـــــــا
لكـنمـا قـد هـزَّ مـنـي معطفًا = وأزال عـنـي هـمّيَ الـمـنجـابـــــــــــا
وأثـار فـيَّ عــواطفًا حسّاسةً = عـرسٌ بـه «الهـادي» يـنـالُ طِلابــــــــا
هـو ذلك الشهـمُ الـذي بكـمـــاله = قـد بـزَّ أقـرانـاً له وصِــحـابــــــــــا
شهـمٌ يريكَ الفضلَ عــــند كلامه = ومكـارمَ الأخلاق والآدابـــــــــــــــا
طلقُ الـمحـيّا حـلـوةٌ ألفـــاظه = متجلـببٌ مـن مـجـده جلـبـابــــــــــــا
ذو هـمّةٍ ضَربتْ عـلى هـام السُّهى = طُنُبـاً وفـوق الزاهـرات قِبـابـــــا
وسجـيّةٌ طُبعتْ عـلى حـــبِّ العُلا = لـم تـرضَ غـيرَ الفرقـديـن جنـابــــا
يـا أيـهـا «الـحسنُ» الذي أضحى النَّدى = مـن كفِّه بحـراً له وعُبـابــــــــا
لا زلـتَ للـمـجـد الأثـيل مُرافقــــاً = تهـبُ الجزيلَ معـظَّمًا ومُهـابـــــــــــــا
فَلْيَهـنَ إبراهـيـمُ فـــــيك ولا أرى = مـا إن بقـيـتَ مـن الـحـيـاة صِعـابـــــا
حَسِبَ الأنـامُ بأنَّ شأْوَكَ قـاصرٌ = فتَسـابقـوا كـي يـدركـوك طِلابــــــــــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
755
آخر تحديث
أعلى