البشير بن محمد بن شلقوم الجلالي.
ولد في سيدي بوزيد (تونس).
عاش في تونس، كما اتسع عمره القصير لزيارة أقطار متباعدة: السودان، والمغرب والجزائر وليبيا وألمانيا وإيطاليا.
تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، حتى حصل على شهادة البكالوريا (آداب) ثم التحق بدار المعلمين العليا (العربية) بسوسة لكنه لم يكمل دراسته، ثم انتسب لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان.
عمل بالتدريس في عدد من المدارس الابتدائية، واحترف فن الرسم.
كانت له مشاركات ملحوظة في تشكيلات الطلبة ومنظمات الشباب، والمهرجانات والملتقيات الأدبية.
الإنتاج الشعري:
- ديوان: «كوثر» - دار الجويني للنشر - تونس 1990، وله قصيدة غزلية نشرت في مجلة سيدتي (لندن) - العدد 497، فضلاً عن ديوان: «خيمة في هجير الذاكرة» - مجموعة شعرية مخطوطة.
انشغلت تجربته بهمومه الذاتية وانطلق منها إلى العالم وما يثقله من قضايا إنسانية، اقتربت قصائده من أسلوب النثر وغلب عليها نزعة التمرد والرفض الذي أفضى به إلى الانتحارغرقًا في ريعان شبابه، تشي عناوين النصوص بمساحات من الألم النفسي، وتتضافر مع معجمه الشعري الذي يطرح دلالات بينة من التمرد، على أن في صياغة عناوينه دلالات وإشارات درامية بما تنهض عليه من تناقض.
- مجلة سيدتي (لندن) - العدد 603 - 27 من سبتمبر 1992.
مصادر الدراسة:
1 - التهامي الهاني: قمودة تاريخها وأعلامها - دار الأطلسية للنشر - تونس 1997.
2 - محمد بن رجب وحسن بن عبدالله: مقدمة ديوان كوثر.
3 - مقابلات أجراها الباحث محمد الصادق مع عدد من أدباء سيدي بوزيد - 2004.
4 - الدوريات:
- عامر بشة:روحك الشاعرة يا بشير الجلالي - جريدة الصدى - تونس 29 من أكتوبر 1992.
- عمر سبيكة: رثاء - جريدة الصدى - تونس 29 من أكتوبر 1992.
عناوين القصائد:
لـــي
سيزيف
مقاطع من سيرة الفتى العاشق
على ضفاف نهر العطش
لـــي
ولي صِبْيةٌ
حين تمرّ المدينة على جثتي
يهتفون باسمي
ولي امرأةٌ
في الزقاق الحزينِ
تعلّق صورتي
وتصلّي إليها
وإذ يطرق بابَها الليلُ
تضيء القناديل
وترشّ الندى
وتنتظر طرقتيَ العاشقه
ولي
أمّي هناك
تتذكّرني حين تضع على النار قِدرَها
فتبكي
وتكتب اسميَ
وشمًا
على خدّها
ولي شيخٌ هناك يُسمّى أبي
حين يعلو نداءُ الصباحْ
يحمل الفأسَ باسميَ يزرع الأرضَ
فتنمو وجوه العاشقينْ
سيزيف
***
سيزيفُ
لا يأبه اليومَ، أن تستقر الصخرةُ في قمة الجبلْ
همّه أن يستريحَ كلّ الجبل على راحتيه،
دهرًا أقعى بين سلاسله، إلى أن اتحّد
به حجرُ زنزانته، دهرًا وسيزيف
يسرد وشاحًا من سنا الشمس ومن دمه:
إكليلاً يتوّج به هامَ حبيبته
فكيف - اليومَ - يموت؟؟
لا يموت من يحضن وطنًا في ضلوعه
وفي كفّه حجر
اليومَ «سقط القناعُ» وليّن القنا حجر،
أضاء قناديلَ الفرح في ربا بلدي
هذا فجرُ الحجر، فاعترضوا الشمسَ ما استطعتم
وحوّلوا وجهتَها عن الأفق
***
مقاطع من سيرة الفتى العاشق
- مقطع أول:
تَعوَّدَ هذا الفتى
أن ينشرَ حزنَه للناسِ
عند الصباحِ
وعند المساءْ
وكان الفتى
يغازل صبايا القبائل
ونسمةَ الصيف حين تمرّ
وكان طائرًا
مطلق الخطو يحطّ بألف أرضٍ
وأرضٍ
ولا يستقرّ
- مقطع ثان
تعوّد هذا الفتى
أن يرميَ مثل موسى
عصاه
فيزهر ليلُ الفقراء
وردًا
في خطاه
وكان الفتى
يهدي للناس قلبَه
ولخولةَ ما ملكتْ يداه
ويحبّ
ويغنّي للتي سيحبّ
ويبني لها من وحشة القمرِ
خيمةً من رؤاه
***
على ضفاف نهر العطش
ضجَّ بصمته فأرسل موجَه
يعضّ على الصخرِ
قال: إني رسولك فمرني أجور
يأتك المستحيلُ طائعًا والأنامْ
ترامى الموج على الضفاف هديلاً أو عويلا
يؤرّخ لانكسار الضوء على تجاعيد الغمام
في يومٍ كان الفجر نثيثًا فرّ من بين شقوق الظلام
قال أنسامي ليّنة وأمواهي طيّعة وكلّ الجهات أمام
فهل ما زالت زوارقهم تخطّ على صفحات البحرِ
أورادَها وترتّل الأشواقَ للأفق المكتظّ بالحمام؟
ارتدّ كالموج كظيمًا إلى البحرِ،
عانقَ صورتَه فأجهشَ
الصمتُ بالكلام
وقتَها، كان الزمانُ
غروبًا والمساءُ
قد تهالكَ على رؤسنا
والريحُ في البيدِ،
تمحو رسومًا
وتستدرج جراحًا
من الذكريات
كنتُ ككوكبٍ طلّقته مجرّتُه كثيفًا قاحلاً
والنهر خائنًا للضفاف!
وفي خفوت الضوء، ينداح
سكوني هسيسًا جارحًا
أو لهيبًا، فألوذ بالكلمات وأسرج خيولي
وأوغل في دروب المسافة لا تردعني الجهات
ولد في سيدي بوزيد (تونس).
عاش في تونس، كما اتسع عمره القصير لزيارة أقطار متباعدة: السودان، والمغرب والجزائر وليبيا وألمانيا وإيطاليا.
تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، حتى حصل على شهادة البكالوريا (آداب) ثم التحق بدار المعلمين العليا (العربية) بسوسة لكنه لم يكمل دراسته، ثم انتسب لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان.
عمل بالتدريس في عدد من المدارس الابتدائية، واحترف فن الرسم.
كانت له مشاركات ملحوظة في تشكيلات الطلبة ومنظمات الشباب، والمهرجانات والملتقيات الأدبية.
الإنتاج الشعري:
- ديوان: «كوثر» - دار الجويني للنشر - تونس 1990، وله قصيدة غزلية نشرت في مجلة سيدتي (لندن) - العدد 497، فضلاً عن ديوان: «خيمة في هجير الذاكرة» - مجموعة شعرية مخطوطة.
انشغلت تجربته بهمومه الذاتية وانطلق منها إلى العالم وما يثقله من قضايا إنسانية، اقتربت قصائده من أسلوب النثر وغلب عليها نزعة التمرد والرفض الذي أفضى به إلى الانتحارغرقًا في ريعان شبابه، تشي عناوين النصوص بمساحات من الألم النفسي، وتتضافر مع معجمه الشعري الذي يطرح دلالات بينة من التمرد، على أن في صياغة عناوينه دلالات وإشارات درامية بما تنهض عليه من تناقض.
- مجلة سيدتي (لندن) - العدد 603 - 27 من سبتمبر 1992.
مصادر الدراسة:
1 - التهامي الهاني: قمودة تاريخها وأعلامها - دار الأطلسية للنشر - تونس 1997.
2 - محمد بن رجب وحسن بن عبدالله: مقدمة ديوان كوثر.
3 - مقابلات أجراها الباحث محمد الصادق مع عدد من أدباء سيدي بوزيد - 2004.
4 - الدوريات:
- عامر بشة:روحك الشاعرة يا بشير الجلالي - جريدة الصدى - تونس 29 من أكتوبر 1992.
- عمر سبيكة: رثاء - جريدة الصدى - تونس 29 من أكتوبر 1992.
عناوين القصائد:
لـــي
سيزيف
مقاطع من سيرة الفتى العاشق
على ضفاف نهر العطش
لـــي
ولي صِبْيةٌ
حين تمرّ المدينة على جثتي
يهتفون باسمي
ولي امرأةٌ
في الزقاق الحزينِ
تعلّق صورتي
وتصلّي إليها
وإذ يطرق بابَها الليلُ
تضيء القناديل
وترشّ الندى
وتنتظر طرقتيَ العاشقه
ولي
أمّي هناك
تتذكّرني حين تضع على النار قِدرَها
فتبكي
وتكتب اسميَ
وشمًا
على خدّها
ولي شيخٌ هناك يُسمّى أبي
حين يعلو نداءُ الصباحْ
يحمل الفأسَ باسميَ يزرع الأرضَ
فتنمو وجوه العاشقينْ
سيزيف
***
سيزيفُ
لا يأبه اليومَ، أن تستقر الصخرةُ في قمة الجبلْ
همّه أن يستريحَ كلّ الجبل على راحتيه،
دهرًا أقعى بين سلاسله، إلى أن اتحّد
به حجرُ زنزانته، دهرًا وسيزيف
يسرد وشاحًا من سنا الشمس ومن دمه:
إكليلاً يتوّج به هامَ حبيبته
فكيف - اليومَ - يموت؟؟
لا يموت من يحضن وطنًا في ضلوعه
وفي كفّه حجر
اليومَ «سقط القناعُ» وليّن القنا حجر،
أضاء قناديلَ الفرح في ربا بلدي
هذا فجرُ الحجر، فاعترضوا الشمسَ ما استطعتم
وحوّلوا وجهتَها عن الأفق
***
مقاطع من سيرة الفتى العاشق
- مقطع أول:
تَعوَّدَ هذا الفتى
أن ينشرَ حزنَه للناسِ
عند الصباحِ
وعند المساءْ
وكان الفتى
يغازل صبايا القبائل
ونسمةَ الصيف حين تمرّ
وكان طائرًا
مطلق الخطو يحطّ بألف أرضٍ
وأرضٍ
ولا يستقرّ
- مقطع ثان
تعوّد هذا الفتى
أن يرميَ مثل موسى
عصاه
فيزهر ليلُ الفقراء
وردًا
في خطاه
وكان الفتى
يهدي للناس قلبَه
ولخولةَ ما ملكتْ يداه
ويحبّ
ويغنّي للتي سيحبّ
ويبني لها من وحشة القمرِ
خيمةً من رؤاه
***
على ضفاف نهر العطش
ضجَّ بصمته فأرسل موجَه
يعضّ على الصخرِ
قال: إني رسولك فمرني أجور
يأتك المستحيلُ طائعًا والأنامْ
ترامى الموج على الضفاف هديلاً أو عويلا
يؤرّخ لانكسار الضوء على تجاعيد الغمام
في يومٍ كان الفجر نثيثًا فرّ من بين شقوق الظلام
قال أنسامي ليّنة وأمواهي طيّعة وكلّ الجهات أمام
فهل ما زالت زوارقهم تخطّ على صفحات البحرِ
أورادَها وترتّل الأشواقَ للأفق المكتظّ بالحمام؟
ارتدّ كالموج كظيمًا إلى البحرِ،
عانقَ صورتَه فأجهشَ
الصمتُ بالكلام
وقتَها، كان الزمانُ
غروبًا والمساءُ
قد تهالكَ على رؤسنا
والريحُ في البيدِ،
تمحو رسومًا
وتستدرج جراحًا
من الذكريات
كنتُ ككوكبٍ طلّقته مجرّتُه كثيفًا قاحلاً
والنهر خائنًا للضفاف!
وفي خفوت الضوء، ينداح
سكوني هسيسًا جارحًا
أو لهيبًا، فألوذ بالكلمات وأسرج خيولي
وأوغل في دروب المسافة لا تردعني الجهات