كل شيء في الأردن على ما يرام ، فليس هناك أي قضية تشغل بال الفنانين في الوطن السعيد ، ولأن بعض الفنانين يبحثون عن مزيد من الإنجازات ، فلا بد من أفكار .
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة جدلا واسعا حول الفيلم " أميرة " الساعي الواقفون وراء إنتاجه إلى الحصول على جائزة ، ويقوم الفيلم على المس بالأسرى الفلسطينيين ممن أنجبوا عن طريق " النطف المهربة " .
ثمة طفلة ولدت كانت لنطفة ضابط إسرائيلي لا لأسير فلسطيني يفترض أنه هو والدها .
ماذا سيلم الآن بأكثر من مائة مولود فلسطيني ولدوا بالنطف المهربة ويقبع آباؤهم في السجون ؟
أعتقد أن الأمر أكبر من فكرة طريفة مثيرة . إنه يدخل في باب التشكيك بالنسب ، وهذه قضية حساسة جدا ، مع أننا منذ قرأنا رواية غسان كنفاني " عائد إلى حيفا " ( ١٩٦٩ ) نكرر ما ورد فيها :
"- الإنسان في نهاية الأمر قضية" .
صار خلدون الفلسطيني ، حين ربته عائلة يهودية ، جنديا في الجيش الإسرائيلي ، علما بأنه عرف في فترة متأخرة أنه من صلب أبوين فلسطينيين ، وقياسا عليه فإن نطفة الضابط الإسرائيلي المزعومة في الفيلم ، حين تربى تربية فلسطينية لأبوين يعانيان من الاحتلال الإسرائيلي ، سوف تنضم إلى المقاومة الفلسطينية وتحارب الضابط الإسرائيلي وقد تقتله .
أقفرت الأفكار لدى بعض الفنانين في الأردن السعيد ، وقد يكون هؤلاء من أصول فلسطينية طرد أهلهم من بلادهم وعاشوا في الخيام أيضا ، فلا فرق .
كل شيء في الأردن السعيد كما يراه هؤلاء الفنانون ، كل شيء تمام التمام ولا شيء يثير ، ولكي يفوزوا فلا بد من أفكار لافتة ولا يهم إن كانت تشكك في الأنساب ، وللأسف فإننا تحت الاحتلال لا نختلف ، ففينا مثل ما في الأردن السعيد دون أن نكون سعداء ، فليس كل شيء في فلسطين ، كما كل شيء في الأردن ، تمام التمام .
أقفرت الأفكار في الأردن السعيد ، ولا بد من ناقة يمتطيها بعض الفنانين للوصول إلى الجائزة .
كان محمود درويش كتب في قصيدة " سرحان يشرب القهوة ":
" وما القدس والمدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة " .
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٩ كانون الأول ٢٠٢١
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة جدلا واسعا حول الفيلم " أميرة " الساعي الواقفون وراء إنتاجه إلى الحصول على جائزة ، ويقوم الفيلم على المس بالأسرى الفلسطينيين ممن أنجبوا عن طريق " النطف المهربة " .
ثمة طفلة ولدت كانت لنطفة ضابط إسرائيلي لا لأسير فلسطيني يفترض أنه هو والدها .
ماذا سيلم الآن بأكثر من مائة مولود فلسطيني ولدوا بالنطف المهربة ويقبع آباؤهم في السجون ؟
أعتقد أن الأمر أكبر من فكرة طريفة مثيرة . إنه يدخل في باب التشكيك بالنسب ، وهذه قضية حساسة جدا ، مع أننا منذ قرأنا رواية غسان كنفاني " عائد إلى حيفا " ( ١٩٦٩ ) نكرر ما ورد فيها :
"- الإنسان في نهاية الأمر قضية" .
صار خلدون الفلسطيني ، حين ربته عائلة يهودية ، جنديا في الجيش الإسرائيلي ، علما بأنه عرف في فترة متأخرة أنه من صلب أبوين فلسطينيين ، وقياسا عليه فإن نطفة الضابط الإسرائيلي المزعومة في الفيلم ، حين تربى تربية فلسطينية لأبوين يعانيان من الاحتلال الإسرائيلي ، سوف تنضم إلى المقاومة الفلسطينية وتحارب الضابط الإسرائيلي وقد تقتله .
أقفرت الأفكار لدى بعض الفنانين في الأردن السعيد ، وقد يكون هؤلاء من أصول فلسطينية طرد أهلهم من بلادهم وعاشوا في الخيام أيضا ، فلا فرق .
كل شيء في الأردن السعيد كما يراه هؤلاء الفنانون ، كل شيء تمام التمام ولا شيء يثير ، ولكي يفوزوا فلا بد من أفكار لافتة ولا يهم إن كانت تشكك في الأنساب ، وللأسف فإننا تحت الاحتلال لا نختلف ، ففينا مثل ما في الأردن السعيد دون أن نكون سعداء ، فليس كل شيء في فلسطين ، كما كل شيء في الأردن ، تمام التمام .
أقفرت الأفكار في الأردن السعيد ، ولا بد من ناقة يمتطيها بعض الفنانين للوصول إلى الجائزة .
كان محمود درويش كتب في قصيدة " سرحان يشرب القهوة ":
" وما القدس والمدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة " .
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٩ كانون الأول ٢٠٢١