أ. د. عادل الأسطة - الاحتلال الإسرائيلي الرحيم: أيضا من وحي فيلم "أميرة" ..

(إلى فدوى طوقان في ذكرى رحيلها)

ذكرني ما قرأته عن فيلم " أميرة " المصري الأردني الفلسطيني بفيلم مصري عنوانه " كلمة شرف " ، فبحثت في غوغل عنه وقرأت مقالا كتبه علاء رضوان عنوانه "الرحمة قبل العقاب " تساءل فيه :
- متى يحق للسجين الخروج من محبسه لزيارة أهله ؟
وأتى على الفيلم الذي كان كلمة السر في تغيير القانون فوضع المشرع شرط الحالات الطارئة لقبول الجهات المختصة للزيارة ، ووضح خبير الإجراءات والخطوات .
المقال نشر في " اليوم السابع " في الصفحة الرئيسية لقسم التحقيقات والملفات يوم الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩ .
وأنا أقرأ المقال تذكرت ما أوردته الشاعرة فدوى طوقان في الجزء الثاني من سيرتها الذاتية " الرحلة الأصعب " عن لقائها ومجموعة من أعيان مدينة نابلس ومثقفيها مع الحاكم العسكري للمدينة بناء على طلبه للتباحث في شأن أوضاع الناس .
تذكر فدوى أن الحاكم العسكري قال للحضور عن الاحتلال إنه احتلال رحيم ، فحياة الناس ليست بتلك القسوة التي يمارسها المحتلون عادة مع الشعوب المحتلة .
وما أذكره أن الشاعرة أجابت أن الاحتلال يبقى احتلالا وتحدثت عن معاناتها وشعبها في أثناء السفر على الجسور . هل تذكرون قصيدتها " أمام شباك التصاريح " عن ذل الوقوف في بداية الاحتلال على الجسر في أثناء السفر إلى الأردن ؟
لم أعد أذكر إن كانت الشاعرة والمجتمعون أتوا على سياسة العقاب الجماعي ومنع السفر وهدم البيوت وما شابه .
وأنا أفكر في الاحتلال الإسرائيلي الرحيم تذكرت حكاية المناضلة خالدة جرار التي منعت من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها الفقيدة . ماتت في هذا العام ابنة خالدة وخالدة في السجن فرفض الاحتلال الإسرائيلي الرحيم السماح لها بالخروج ولو لساعة تحت الحراسة للمشاركة في جنازة ابنتها .
الفيلم المصري " كلمة شرف " عالج حالات مثل هذه ، فأخذت السلطات المصرية تسمح للسجناء بالخروج ليوم أو لوقت محدد على أن يعودوا بعدها إلى السجن ملتزمين بكلمة شرف ، ويمكن قراءة مقال علاء رضوان في الموضوع لمعرفة التفاصيل .
الاحتلال الإسرائيلي الرحيم ، فيما أعرفه وفيما قرأته رفض رفضا نهائيا للسجناء الفلسطينيين بالاختلاء بزوجاتهم ، وهناك كتابات حول اقتراحات قدمها محامون وجهات أخرى . نعم لقد رفض الأمر رفضا نهائيا ، فهو احتلال رحيم لا احتلال بغيض ، وكانت الشاعرة فدوى طوقان تستخدم هذا النعت لوصف الاحتلال .
وأنا أتابع ردود الأفعال على فيلم " أميرة " قرأت عن العقوبات المشددة التي فرضها الاحتلال الرحيم على السجناء الذين يهربون نطفهم لزرعها في أرحام زوجاتهم ، بخاصة سجناء قطاع غزة الذين يحرم أهالي مهربي النطف من زيارتهم ، وقرأت أكثر وأكثر عن إثبات مصدر النطفة والأدلة والشروط الواجب مراعاتها لإثبات شرعية المولود .
هل غاب هذا كله عن أذهان منتجي وممثلي الفيلم السعيد ؟
الحمد لله أن فيلم " كلمة شرف " لم يخطر ببال منتجي فيلم " أميرة " وممثليه ومموليه ، وإلا لكانوا قدموا لنا عن الاحتلال الإسرائيلي فيلما شبيها له . " ما هو كله خيال في خيال " ولربما أدى فيلمهم لحظتها ما أداه الفيلم المصري في الواقع المصري . وماذا لو أنتجوا فيلما عن حكاية خالدة جرار شاهدنا فيه سماح السجان الإسرائيلي لها بالمشاركة في جنازة ابنتها وفي استقبالها المعزين والمعزيات لمدة ثلاثة أيام ؟
عادل الاسطة
Adel Osta
صباح الخير
خربشات
١٠ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...