أ. د. عادل الأسطة - فحص DNA للفلسطينيين المقيمين في فلسطين :

خطر ببالي بعد ما قرأت عن نطفة الضابط الإسرائيلي في فيلم أميرة أن أجري فحص DNA ، علما بأنني من مواليد ١٩٥٤ ، وفي ذلك العام لم يكن مخيم عسكر الذي ولدت فيه تحت الاحتلال الإسرائيلي .
الخيال يسرح والإنسان يشط .
بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ أغرق الدجاج الإسرائيلي أسواق الضفة الغربية ، وقد كان يباع بأسعار زهيدة ، ولم يكن ينضج على النار بسرعة ، فكانت ربات البيوت الفلسطينية يقمن بتعبئة بوابير الكاز قبل طبخ الدجاج ، وكن يدكنها جيدا ويضعن السطل عليها لفترة ، عل الدجاج يستوي . دجاج غريب أمره ولكنه رخيص الثمن ويطرح الله فيه البركة ولا بأس من ساعة غلي إضافية .
مع مرور الأيام اكتشف الفلسطينيون السر في رخص أسعار الدجاج . كان الدجاج بياضا لا يصلح بعد هرمه للطبخ ، مع أن مثلنا الشعبي يقول " الدهن في العتاقي " .
في ثمانينيات القرن العشرين وأنا أقارن منخار طفلتي بمنخاري قلت :
- يبدو أن الدجاج الإسرائيلي سرى في دمائنا .
وقد أوردت هذا ساخرا في إحدى قصصي التي كتبتها في تلك الفترة ، ولعلها قصة " الأحد الأول من كانون " وقد اتيت فيها على زوجة مناضل من الجبهة الشعبية تم التشكيك فيها .
غالبا ما ينرفز بعض الفلسطينيين ممن يشترون البضائع الإسرائيلية ، حين يطلب منهم مقاطعتها ، قائلين :
- يا أخي ان دمنا بعد عقود من الاحتلال صار إسرائيليا .
وقد مر وقت كانت فلسطين فيه مغلقة ولا مجال للتجار الفلسطينيين إلا التعامل مع التجار اليهود .
ماذا لو بحثنا في أدبياتنا عن فكرة المقاطعة والتطبيع والبضائع الإسرائيلية والموقف منها ؟
في الخطاب الثقافي القومي كتب أصحابه عن دم عربي يجري في العروق ، ولا أدري إن كان هناك من القراء من يتذكر رواية ناصر الدين النشاشيبي " حفنة رمال "(١٩٦٢) ، فسارة المولودة لأب عربي وأم يهودية لا تخون ثابتا لأن الدم العربي " يجري في عروقي " .
الإنسان في نهاية الأمر قضية . ولكن التشكيك في النسب أيضا جريمة . أكرر .
عادل الاسطة
صباح الخير
١١ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...