محمد عبدالعزيز احمد (محمد ود عزوز) - حين كُنت صغيرا..

حين كُنت صغيرا
كُنت احلم بالكثير من الاشياء
احلاما تشبه
الفقاعات الصابونية الملونة
ليست للامتلاك
هي فقط للدهشات المؤقته
لم ارد لتلك الاحلام أن تتحقق ابداً
لم احرص قط
هي فقط احلام
لأجل الأحلام
مثل حُلمي بطائرة ورقية ضخمة ، تحملني لمعانقة السحاب
ولم اكن فضولياً اتجاه السحاب حينها
بل اتجاه التحليق بطائرة ورقية
وحُلمي أن اُصبح قرصاناً ، لم اكن مهووسا بالكنوز ، او بنساء المقاهي الساحلية ، بمومسات البحر ، بالعطور الاوربية ، والفخذ اللاتيني ، والمصاحف العربية بخطوطها المزخرفة برائحة الموت
بل فقط هوس
اتجاه المُطلق ، الماء المُحاصر بالماء وبعض التيه
وحلمت كثيراً
بأن اصبح مصورا فوتغرافيا لقناة اخبارية
كان ذلك حين لمحت طفلاً في التلفاز
فقد عائلته كاملة في انهيار مبنى إثر قذف بربري
تنبأت أن المشيئة امتهنته لمأساة اُخرى غير الموت
الذاكرة مثلاً
ولم اكن مهوساً بنقل شرائح الحقائق الطازجة ، ورائحة البارود ، والاجساد المتفسخة
اردت فقط أن اقترب ببطء من ذلك الطفل
اضع الكاميرا ارضاً
واهمس له وانا امد يدي " قول تف "
يبصق على يدي
فاضرب السماء بالانابة عنه
ثم اعانقه
وحلمت ايضاً بسيارة " فليجسواجن " سيارة كلاسيكية مع مشغل موسيقى معدل ، اسمع لبوب مارلي ، وسام اسميز ، واليشا ومصطفانا
اقودها فحسب
بجانبي داعرة ما وقعت في غرامي مُصادفة فاعتزلت الاجساد البكماء ، واعطتني خبرتها في اكتشاف الاخر
نتجول في مُدن زجاجية ، واحلام دافئة ، ننزل في عدة ارصفة ، وفنادق ، وحين يشتد الشتاء
نفرك اعضاءنا الحميمة ببعضها وننام
ولم اكن مهوساً بالسيارات ، بالمدن الزجاجية ، بالداعرات
بل بالسفر الذي لا يطالبني وصولا
بالسفر فقط
دون سؤال " الى أين "
وها انا اسافر
كما تمنيت دائماً ، وفي كل لافتة تواجهني اجد سؤال
" الى أين "
اي وصول هذا

عزوز
  • Love
التفاعلات: سالم عقراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى