أ. د. عادل الأسطة - فقسا ليزدجروا

لو أردت أن أكتب عن لجان مناقشة رسائل الماجستير في بعض الجامعات لكتبت العجب العجاب ، وقد يدعم كتابتي بؤس المناقشات وعدم إغناء الطالب الممتحن بمعلومات يمكن أن تقلل ما في كتابته من أخطاء معرفية وجب على المشرف والمناقشين التنبيه إليها ولفت نظر الطالب أيضا وعدم التوقيع على إجازة الرسالة إلا بعد تعديلها .
ولكن كيف يمكن لهذا أن يتم والمشرف يشرف على موضوعات صلته فيها أحيانا كثيرة ضعيفة وشبه معدومة ، وهو كذلك لا يتابع مع الطالب الأعمال والنصوص المدروسة وما كتب حولها .
ولا أريد أن أكتب عن بؤس الأساتذة المعرفي فقد كتبت كثيرا من قبل وصارت الكتابة أقرب إلى دق الماء بالجرة أو النفخ في قربة مخزوقة .
غالبا ما أرفض كتابة تقديم لكتاب صاحبه على قيد الحياة ، والسبب أن الكتابة تتطلب ضربا من مديح الكتاب حتى تروجه ، فأنت إن كتبت رأيك بصراحة ستدخل في جدل مع الكاتب والناشر اللذين سيضعان ما كتبت على " الرف " . ومثل التقديم المشاركة في كتب التكريم .
في مناقشة رسائل الماجستير أو في كتابة تقديم لكتاب أو في الكتابة لكتاب تكريم ليس هناك مجال إلا أن تكتب وفق المقولة الشائعة " اذكروا محاسن موتاكم " .
نعم " اذكروا محاسن موتاكم " وما للرسالة المناقشة أو للكتاب المقدم له أو للشخص المكرم إلا ذكر المحاسن ، فالمناسبة لا تقتضي غير ذلك ، فكيف إذا أنجزت الكتابة في مجتمع فيه المجاملة سلوك يومي أصيل ومحبب .
عليك ألا تكون " دفش " وألا يكون كلامك " دبش " ، وعليك أن تجامل فلو ( كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) فاعف عنهم واستغفر لهم و " جاملهم في النقاش وإبداء الرأي " وقل لهم قولا كريما و " ليسعد النطق إن لم يسعد الحال " ويبذل المال .
حين يطلب مني مناقشة كتاب أفكر في هذا ، وأفكر في أن أبدأ محاضرتي بروح الدعابة " اذكروا محاسن كتابكم المناقش " على غرار " اذكروا محاسن موتاكم " .
عندما طلب مني المشاركة في كتاب تكريم الناقد الفلسطيني فيصل دراج سألت المشرفين على تحرير الكتاب إن كانا يتدخلان في المادة المكتوبة فأجابني أحدهما بالنفي ، ولما كنت أنجزت مقالة طويلة مهمة عن فيصل دراج ناقدا أدبيا وتحولات مواقفه في نقده ، متخذا من نقده كنابات الروائي يحيى يخلف نموذجا ، استاء المكرم واعترض على الكتابة ، حين عرضت عليه ، فاستبعدها من الكتاب .
أحيانا أكون " دفش " وكلامي يكون " دبش " ولذلك غالبا ما أخسر صداقات الكتاب وود الزملاء وأصبح عبئا يجب التخلص منه . أعرف هذا ولا أبالي ، وكان الله في العون وبعين الله على الوحدة في آخر العمر وتصبحون على خير
عادل الاسطة
خربشات
١٨ كانون الأول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى