أرسل إلي ، في الساعة الأخيرة من مساء أمس ، أحد الأصدقاء صورة لعلماء وأطباء يفحصون مؤخرة مواطن عربي " ليعلموا كيف تتحمل كل هذه الخوازيق " ، فابتسمت وتذكرت رواية إميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل "( ١٩٧٤ ) التي تنتهي الرسالة قبل الأخيرة من رسائلها الخمس والأربعين بعنوان " مسك الختام ، الإمساك بالخازوق " ولم أشأ أن أخوض مع صديقي طويلا في الأمر لأتحدث عن خوازيقي ، فأنا مثال جيد للمواطن العربي الذي يتذاكى كثيرون للإيقاع به وخوزقته .
لا يجد سعيد أبو النحس المتشائل الشخصية المحورية في الرواية من حل لمشاكله سوى " الجلوس على الخازوق " فيرفض الاقتراحات التي تقترح عليه للخروج من مأزقه .
تنتهي الرواية بالمقطع الآتي :
" لا يوجد لي مكان تحت الشمس إلا فوق هذا الخازوق ؟ ألا يوجد لديكم خازوق أقصر ارتفاعا أقعد عليه ؟ ربع خازوق ، نصف خازوق ، ثلاثة أرباع خازوق ؟
وأتتني يعاد الأولى فمددت لها يدي حتى أرفعها إلى فوق ، فأمسكت بيدي وأخذت تشدني إلى قبر الغربة ، فتشبثت بخازوقي " ، ويبدو أن هذا هو حالي وحال الفلسطينيين جميعا حقا . ( يعاد هي حبيبته الأولى التي تشردت عن فلسطين في عام النكبة وعاشت في المنفى ) .
لطالما استشهدت ببيت شعر كرره على مسمعي قاصدا ، الصديق ربحي المرقطن ، حين التقينا لأول مرة ، بعد عقود ، في بيت لحم :
" ولو كان سهم واحد لاتقيته
ولكنه سهم وثان وثالث " .
حين جاء يعقوب اليهودي معلم سعيد إليه حزينا يطلب منه مواصلة العمل معه ، رفض سعيد وصاح به :
" الخازوق يا صديق العمر !
قال : كلنا نقعد عليه ! قلت : ولكنني لا أراكم ! قال : ولا نحن نرى أحدا . كل وخازوقه وحيد . وهذا هو خازوقنا المشترك ، ومضى " .
منذ مائة عام والفلسطينيون يجلسون أيضا على الخازوق وجاءت الست كورونا لتزيد الطين بلة وعدد الخوازيق خازوقا .
يقول مثلنا الشعبي " إن كان بإيدك نحس تمسك به حتى ما يجيك أنحس " .
" فتشبثت بخازوقي " .
أ. د. عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات ٢٠ / ١٢ / ٢٠٢١
www.facebook.com
لا يجد سعيد أبو النحس المتشائل الشخصية المحورية في الرواية من حل لمشاكله سوى " الجلوس على الخازوق " فيرفض الاقتراحات التي تقترح عليه للخروج من مأزقه .
تنتهي الرواية بالمقطع الآتي :
" لا يوجد لي مكان تحت الشمس إلا فوق هذا الخازوق ؟ ألا يوجد لديكم خازوق أقصر ارتفاعا أقعد عليه ؟ ربع خازوق ، نصف خازوق ، ثلاثة أرباع خازوق ؟
وأتتني يعاد الأولى فمددت لها يدي حتى أرفعها إلى فوق ، فأمسكت بيدي وأخذت تشدني إلى قبر الغربة ، فتشبثت بخازوقي " ، ويبدو أن هذا هو حالي وحال الفلسطينيين جميعا حقا . ( يعاد هي حبيبته الأولى التي تشردت عن فلسطين في عام النكبة وعاشت في المنفى ) .
لطالما استشهدت ببيت شعر كرره على مسمعي قاصدا ، الصديق ربحي المرقطن ، حين التقينا لأول مرة ، بعد عقود ، في بيت لحم :
" ولو كان سهم واحد لاتقيته
ولكنه سهم وثان وثالث " .
حين جاء يعقوب اليهودي معلم سعيد إليه حزينا يطلب منه مواصلة العمل معه ، رفض سعيد وصاح به :
" الخازوق يا صديق العمر !
قال : كلنا نقعد عليه ! قلت : ولكنني لا أراكم ! قال : ولا نحن نرى أحدا . كل وخازوقه وحيد . وهذا هو خازوقنا المشترك ، ومضى " .
منذ مائة عام والفلسطينيون يجلسون أيضا على الخازوق وجاءت الست كورونا لتزيد الطين بلة وعدد الخوازيق خازوقا .
يقول مثلنا الشعبي " إن كان بإيدك نحس تمسك به حتى ما يجيك أنحس " .
" فتشبثت بخازوقي " .
أ. د. عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات ٢٠ / ١٢ / ٢٠٢١
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.