أ. د. عادل الأسطة - هرمنا

اليوم يبدأ بالضبط فصل الشتاء ، وكان على كثيرين ، قبل هذا التاريخ، ألا يقنطوا من رحمة ربهم فيستعجلوا المطر .
أمس كان الجو عاصفا فماطرا ، وفي الثانية عشرة ظهرا خرجت من المنزل لكي أذهب إلى وسط المدينة ، ثم سرعان ما عدت إلى الشقة ، فالرياح التي كانت تحرك أغصان الأشجار بقوة كادت أيضا تعصف بي ، ما جعلني أتذكر بعض ما قاله أجدادنا في الكوانين ، وقد أدرجه قسم من متابعي الفيس بوك ، ومنهم Hisham S. Al-Zu'abi على شريط الصور .
في الكوانين كن ولا تبت ( تبات ) عند جارك ، وعلى انتهائهما لا يؤسف فرائحة الربيع والحياة تهل في شباط . كأن المرء في الكانونين يشعر بالهرم حقا .
وأنا راجع إلى الشقة لم يخطر ببالي سوى أسرانا الذين يقبعون في السجون وزنازينها ومعاناتهم في هذا البرد القارس ، وخطر ببالي أكثر من اعتقلوا أمس وأول أمس من سيلة الحارثية ومخيم جنين وأحدهم متزوج حديثا ( هذا هو العرس الفلسطيني م . د . ) .
مساء وأنا أتصفح الفيس بوك وأتابع صفحة " مبدعون فلسطينيون " توقفت أمام فقرة مقتبسة من قصة غسان كنفاني " أرض البرتقال الحزين " ترد على لسان أحد الجنود المحاربين ، في حرب فلسطين ١٩٤٨ ، عن الكتاب وما يكتبون في الجرائد فأدرجتها على صفحتي .
يطلب الجندي ألا نصدق كلام كتاب الجرائد ( ولعله يقصد أيضا كلام القيادات ) فهؤلاء يجلسون في مكاتب مدفأة ويكتبون ويعطون الأوامر بالقتال دون أن يسمعوا طلقة واحدة ، بل وربما لا يعرفون شيئا عن المعارك و ... و ...
أكثر ما تذكرته هو رواية د. إبراهيم السعافين " ظلال القطمون " وشخصية المثقف فيها ، وتحديدا منصور اللحام . إنها تبدو مختلفة جدا عن الصورة التي أظهرها السارد في قصة كنفاني . يبدو منصور اللحام وأصدقاؤه مثقفين مقاومين يشاركون في المعارك ويحملون السلاح .
بين صورة الفلسطيني في روايات كنفاني وصورته في روايات جبرا فارق كبير ، والدكتور إبراهيم السعافين يتتبع خطى (خطا ) جبرا لا خطى ( خطا ) غسان .
طيلة أمس وأنا جالس في شقتي أشرب الشاي والقهوة والزهورات أكن في الكوانين والتدفئة وأحرر فلسطين بالنقر على الهاتف النقال ، والطريف أنني لم أتابع ليلة أمس أي مباراة ، خلافا لليلة ١٩ كانون الأول حيث تابعت مباراة ليفربول وتوتنهام ومباراة ريال مدريد وقادش ، وقد انتهتا بالتعادل ؛ الأولى التعادل الإيجابي والثانية التعادل السلبي .
في هذا العام كتبت مقالين عن روايتين تحت عنوان " تحرير فلسطين عبر الكتابة الروائية " وفي المقال الثاني عرجت على رواية الدكتور السعافين المذكورة . هل سأكتب عنها الأحد القادم وعن شخصية منصور اللحام وصورة الإنجليز فيها ؟ حتى اللحظة لست متأكدا .
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٢١ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى