اشتريت أمس كيلو خبز وأردت أن أحمصه فلم أفلح واحترق نصفه ، فصرت أردد المثل المألوف " أعط الخبز لخبازه لو حرق نصفه " ، ثم تعشيت وغلبني النعاس فذهبت إلى الفراش في الثامنة والنصف ، وهي عادة ، وعندما صحوت في العاشرة غلبني النعاس ثانية ، وصحوت على صوت رنات الماسنجر في الثانية عشرة وخمس دقائق . تكاسلت في الرد دقائق أخرى فإذا ب Tawfik Fayad قد ذهب إلى النوم ولم أشأ إزعاجه .
غالبا ما يتصل الكاتب في العاشرة صباحا أو الثامنة ليلا ، ولأول مرة يفعلها فيتصل في هذا الوقت المتأخر الذي غالبا ما أنجز فيه خربشاتي وأظل بعدها ربع ساعة تقريبا أتابع الصفحة ثم أذهب ثانية إلى النوم .
" خير اللهم اجعله خير " يردد عواجيزنا في حالات كهذه ، ورجحت أن الكاتب غاضب لعدم الإشارة إلى روايته " وادي الحوارث " في منشور أمس " كتابة الأدباء الفلسطينيين عن الرموز الأردنية " .
كنت كتبت عن " وادي الحوارث " في بحثي " الإنجليز في الأدب الفلسطيني "( ١٩٩٨ ) وكتبت عنها في كتابي " أدب المقاومة من تفاؤل البدايات إلى خيبة النهايات "( ١٩٩٨ ) وفي مقالات أخرى ، وما لفت نظري ما كتبه فيها عن النظام الأردني الذي كتب عنه أيضا في قصته " أبو جابر الخليلي " .
عندما كتب توفيق فياض ما كتب ، كتب وهو في بيروت وتونس ، ولا أدري إن كان سيكتب ما كتب فيهما لو كتبهما وهو مقيم في الأردن .
يحضرني هنا مثالان آخران هما الشاعر الشهيد علي فودة في روايته " الفلسطيني الطيب " ورشاد أبو شاور في روايته " ترويض النسر " . كتب الأول روايته في بيروت بعد أن ترك الأردن نهائيا وكتب الثاني روايته وهو في عمان ، وقاريء الروايتين يلحظ الاختلاف في الكتابة بوضوح .
أتذكر ثانية المقولة الماركسية " الموقع والموقف " . إن الموقع الذي تكتب فيه نصك يترك أثره على طريقة الكتابة . لا شك في ذلك .
الموضوع طريف ويستحق معالجة اعتمادا على نماذج كتابية وربط زمن كتابتها بحياة الكاتب .
لا يعني ما سبق أن المرء لا يعدم قراءة نصوص جريئة دفع أصحابها ثمنا باهظا لكتابتها ، لأنهم قالوا فيها ما يؤمنون به دون خضوع لمبدأ الربح والخسارة .
حقا أعط الخبز لخبازه لو حرق نصفه .
صباح الخير
عادل الاسطة
خربشات
٢٦ كانون الأول ٢٠٢١
غالبا ما يتصل الكاتب في العاشرة صباحا أو الثامنة ليلا ، ولأول مرة يفعلها فيتصل في هذا الوقت المتأخر الذي غالبا ما أنجز فيه خربشاتي وأظل بعدها ربع ساعة تقريبا أتابع الصفحة ثم أذهب ثانية إلى النوم .
" خير اللهم اجعله خير " يردد عواجيزنا في حالات كهذه ، ورجحت أن الكاتب غاضب لعدم الإشارة إلى روايته " وادي الحوارث " في منشور أمس " كتابة الأدباء الفلسطينيين عن الرموز الأردنية " .
كنت كتبت عن " وادي الحوارث " في بحثي " الإنجليز في الأدب الفلسطيني "( ١٩٩٨ ) وكتبت عنها في كتابي " أدب المقاومة من تفاؤل البدايات إلى خيبة النهايات "( ١٩٩٨ ) وفي مقالات أخرى ، وما لفت نظري ما كتبه فيها عن النظام الأردني الذي كتب عنه أيضا في قصته " أبو جابر الخليلي " .
عندما كتب توفيق فياض ما كتب ، كتب وهو في بيروت وتونس ، ولا أدري إن كان سيكتب ما كتب فيهما لو كتبهما وهو مقيم في الأردن .
يحضرني هنا مثالان آخران هما الشاعر الشهيد علي فودة في روايته " الفلسطيني الطيب " ورشاد أبو شاور في روايته " ترويض النسر " . كتب الأول روايته في بيروت بعد أن ترك الأردن نهائيا وكتب الثاني روايته وهو في عمان ، وقاريء الروايتين يلحظ الاختلاف في الكتابة بوضوح .
أتذكر ثانية المقولة الماركسية " الموقع والموقف " . إن الموقع الذي تكتب فيه نصك يترك أثره على طريقة الكتابة . لا شك في ذلك .
الموضوع طريف ويستحق معالجة اعتمادا على نماذج كتابية وربط زمن كتابتها بحياة الكاتب .
لا يعني ما سبق أن المرء لا يعدم قراءة نصوص جريئة دفع أصحابها ثمنا باهظا لكتابتها ، لأنهم قالوا فيها ما يؤمنون به دون خضوع لمبدأ الربح والخسارة .
حقا أعط الخبز لخبازه لو حرق نصفه .
صباح الخير
عادل الاسطة
خربشات
٢٦ كانون الأول ٢٠٢١