على الرغم من توتر الأوضاع في الضفة الغربية وارتفاع عدد الإصابات في برقة التي يتصدى سكانها وفلسطينيون آخرون معهم لتغول المستوطنين ، فإن المرء لم يعدم أمس فرصة الاستمتاع نهارا بشمس كانون ليخزن قليلا من حرارتها في جسمه لساعات المساء والليل حيث البرودة شديدة .
أمس اشتريت مجلتي " فصول " المصرية و " عالم الفكر " الكويتية وتذكرت المرحوم الشاعر فاروق مواسي الذي كان يوصيني بشراء عدد له أيضا .
وأنا جالس في الساعة الواحدة في ساحة المنارة " باب الساحة " كان أحد أصحاب المحلات يستمع إلى أغنية " كل ده كان ليه " بصوت محمد عبد الوهاب . طرب الرجل وأطربنا ومع طربه كثرت التعليقات التي لم ألتفت إلى قائليها ، فقد كنت أجلس على مقعد وظهري لهم ، كما لو أنني أدير ظهري للعالم .
- ربع ساعة وهو يكرر العبارة .
- جالس في الشمس لطرد الرطوبة ( خاطب شخص شخصا آخر )
- أنا ما عندي رطوبة . رطوبة بظهرك .
ولفترة افتقدت الحمام على الأرض وفي زوايا مسجد النصر ، والتفت إلى مجموعة من النساء تتشابه كما لو أن خمسا منهن أخوات . كاد الفضول يستبد بي لسؤال إحداهن إن كن أخوات ثم خاطبت نفسي :
- وما جدوى المعرفة ؟
وأخذت أكرر سطر محمود درويش :
- ما حاجتي للمعرفة ؟
وهو سؤال ورد في قصيدته " أوديب " من مجموعة " هي أغنية ... هي أغنية "(١٩٨٦) . ورد على لسان ( أوديب ) :
"- ما حاجتي للمعرفة !
أنا زوج أمي وابنتي أختي
وعرشي مثل تختي أوبئة .
ما حاجتي للمعرفة !"
ويعرف القراء أسطورة " أوديب " التي جلبت الطاعون لمدينة طيبة . قتل أوديب أباه وتزوج أمه ، فحل الطاعون ، فهل حلت الكورونا لأن أحدا ما سلك في العام ٢٠٢٠ سلوك أوديب ؟
وفجأة أخذ شخص يلقي بالحب في الساحة فتجمع الحمام يلتقطه . " كلنا نحتاج إلى علف " و " اعلفه " حتى تمشي الأمور و ... و ... .
كانت الشمس أمس ظهرا تسطع في سماء المدينة ، ما شجعني للجلوس في باب الساحة فترة طويلة أتجاذب أطراف الحديث مع من شاركني المقعد أو اقترب مني ليفتح معي حوارا لأمر في نفس يعقوب .
من يقرأ في أيامنا هذه مجلات مثل " فصول " و " عالم الفكر " وكتب النقد النظري والتطبيقي إلا بعض الدارسين؟!
في المساء تصفحت أعداد المجلتين وقرأت ما كتبه الناقد المصري جابر عصفور عن سيرته النقدية ، وقد حاولت ألا أتذكر حصوله على جائزة القذافي وقبوله منصب وزير الثقافة في زمن الربيع العربي فأخفقت .
هل كررت مع محمد عبد الوهاب " كل ده كان ليه "؟
في الأيام الأولى التي أعقبت هزيمة حزيران ١٩٦٧ أكثرت دار الإذاعة المصرية من بث أغنية " أبو سمرة زعلان " . كأن الأغنية كتبت كلماتها لجمال عبد الناصر إثر تجرعه سم الهزيمة . كلنا مهزومون و " كلنا أبو سمرة زعلان " - أي والله !!
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٢٧ كانون الأول ٢٠٢١
أمس اشتريت مجلتي " فصول " المصرية و " عالم الفكر " الكويتية وتذكرت المرحوم الشاعر فاروق مواسي الذي كان يوصيني بشراء عدد له أيضا .
وأنا جالس في الساعة الواحدة في ساحة المنارة " باب الساحة " كان أحد أصحاب المحلات يستمع إلى أغنية " كل ده كان ليه " بصوت محمد عبد الوهاب . طرب الرجل وأطربنا ومع طربه كثرت التعليقات التي لم ألتفت إلى قائليها ، فقد كنت أجلس على مقعد وظهري لهم ، كما لو أنني أدير ظهري للعالم .
- ربع ساعة وهو يكرر العبارة .
- جالس في الشمس لطرد الرطوبة ( خاطب شخص شخصا آخر )
- أنا ما عندي رطوبة . رطوبة بظهرك .
ولفترة افتقدت الحمام على الأرض وفي زوايا مسجد النصر ، والتفت إلى مجموعة من النساء تتشابه كما لو أن خمسا منهن أخوات . كاد الفضول يستبد بي لسؤال إحداهن إن كن أخوات ثم خاطبت نفسي :
- وما جدوى المعرفة ؟
وأخذت أكرر سطر محمود درويش :
- ما حاجتي للمعرفة ؟
وهو سؤال ورد في قصيدته " أوديب " من مجموعة " هي أغنية ... هي أغنية "(١٩٨٦) . ورد على لسان ( أوديب ) :
"- ما حاجتي للمعرفة !
أنا زوج أمي وابنتي أختي
وعرشي مثل تختي أوبئة .
ما حاجتي للمعرفة !"
ويعرف القراء أسطورة " أوديب " التي جلبت الطاعون لمدينة طيبة . قتل أوديب أباه وتزوج أمه ، فحل الطاعون ، فهل حلت الكورونا لأن أحدا ما سلك في العام ٢٠٢٠ سلوك أوديب ؟
وفجأة أخذ شخص يلقي بالحب في الساحة فتجمع الحمام يلتقطه . " كلنا نحتاج إلى علف " و " اعلفه " حتى تمشي الأمور و ... و ... .
كانت الشمس أمس ظهرا تسطع في سماء المدينة ، ما شجعني للجلوس في باب الساحة فترة طويلة أتجاذب أطراف الحديث مع من شاركني المقعد أو اقترب مني ليفتح معي حوارا لأمر في نفس يعقوب .
من يقرأ في أيامنا هذه مجلات مثل " فصول " و " عالم الفكر " وكتب النقد النظري والتطبيقي إلا بعض الدارسين؟!
في المساء تصفحت أعداد المجلتين وقرأت ما كتبه الناقد المصري جابر عصفور عن سيرته النقدية ، وقد حاولت ألا أتذكر حصوله على جائزة القذافي وقبوله منصب وزير الثقافة في زمن الربيع العربي فأخفقت .
هل كررت مع محمد عبد الوهاب " كل ده كان ليه "؟
في الأيام الأولى التي أعقبت هزيمة حزيران ١٩٦٧ أكثرت دار الإذاعة المصرية من بث أغنية " أبو سمرة زعلان " . كأن الأغنية كتبت كلماتها لجمال عبد الناصر إثر تجرعه سم الهزيمة . كلنا مهزومون و " كلنا أبو سمرة زعلان " - أي والله !!
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٢٧ كانون الأول ٢٠٢١