ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
في أعيُنِ النّاسِ إلاّ أنّه حُلُمُ!
ولو مشى فيهم حيّاً لحطَّمه
قومٌ، وقالوا بخبثٍ: «إنّهُ صنَمُ»!
لا يعبدُ النَّاسُ إلا كلَّ منعدمٍ
مُمنَّعٍ، ولمنْ حابَاهُمُ العَدَمُ!
حتَّى العَبَاقرة ُ الأفذاذُ، حُبُّهُمُ
يلقى الشقاءَ وتَلقَى مجدَها الرِّمَمُ!
النَّاسُ لا يُنْصِفُونَ الحيّ بينهمُ
حتّى إذا ما توارى عنهمُ نَدِموا!
الويْل للنَّاسِ من أَهْوائهمْ أبداً
يمشي الزَّمانُ وريحُ الشَّرِّ تحتدمُ..
***
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
ملَّ من ذلِّ الحياة ِ الأرْذلِ
كُلُّ شَعْبٍ قَدْ طَغَتْ فِيهِ الدِّمَا
دونَ أن يثْأَرَ للحقّ الجلي
خَلِّهِ لِلْمَوْتِ يَطْوِيهِ!.. فَمَا
حظُّه غيرُ الفَناء الأنكلِ
***
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي
فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:
"تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ
عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»
****
صلوات في هيكل الحب
عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحْـ
ـلامِ كاللحن كالصباح الجديدِ
كالسماء الضحوك كالليلة القَمْـ
ـراءِ كالورد، كابتسام الوليد
يا لها من طهارةٍ، تبعثُ التَّقْـ
ـديسَ في مهجة الشقيِّ العنيد
يا لها رقَّةً يكادُ يرفّ الْـ
ـوَرْدُ منها في الصخرة الجلمود!
أي شيءٍ تُراكِ؟ هل أنتِ «فينيـ
ـسُ» تهادتْ بين الورى من جديد
لتُعيد الشبابَ والفرح المَعْـ
ـسُولَ للعالم التعيس العميد
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأَرْ
ضِ ليُحيي روحَ السلام العهيد
أنتِ.. ما أنت؟ أنت رسمٌ جميلٌ
عبقريٌ من فنِّ هذا الوجود
فيكِ ما فيه من غموض وعمقٍ
وجمال مُقدّس معبود
***
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي
وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي
وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي
في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ
ـطغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ
نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ
ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:
مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
في أعيُنِ النّاسِ إلاّ أنّه حُلُمُ!
ولو مشى فيهم حيّاً لحطَّمه
قومٌ، وقالوا بخبثٍ: «إنّهُ صنَمُ»!
لا يعبدُ النَّاسُ إلا كلَّ منعدمٍ
مُمنَّعٍ، ولمنْ حابَاهُمُ العَدَمُ!
حتَّى العَبَاقرة ُ الأفذاذُ، حُبُّهُمُ
يلقى الشقاءَ وتَلقَى مجدَها الرِّمَمُ!
النَّاسُ لا يُنْصِفُونَ الحيّ بينهمُ
حتّى إذا ما توارى عنهمُ نَدِموا!
الويْل للنَّاسِ من أَهْوائهمْ أبداً
يمشي الزَّمانُ وريحُ الشَّرِّ تحتدمُ..
***
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
ملَّ من ذلِّ الحياة ِ الأرْذلِ
كُلُّ شَعْبٍ قَدْ طَغَتْ فِيهِ الدِّمَا
دونَ أن يثْأَرَ للحقّ الجلي
خَلِّهِ لِلْمَوْتِ يَطْوِيهِ!.. فَمَا
حظُّه غيرُ الفَناء الأنكلِ
***
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي
فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:
"تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ
عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»
****
صلوات في هيكل الحب
عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحْـ
ـلامِ كاللحن كالصباح الجديدِ
كالسماء الضحوك كالليلة القَمْـ
ـراءِ كالورد، كابتسام الوليد
يا لها من طهارةٍ، تبعثُ التَّقْـ
ـديسَ في مهجة الشقيِّ العنيد
يا لها رقَّةً يكادُ يرفّ الْـ
ـوَرْدُ منها في الصخرة الجلمود!
أي شيءٍ تُراكِ؟ هل أنتِ «فينيـ
ـسُ» تهادتْ بين الورى من جديد
لتُعيد الشبابَ والفرح المَعْـ
ـسُولَ للعالم التعيس العميد
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأَرْ
ضِ ليُحيي روحَ السلام العهيد
أنتِ.. ما أنت؟ أنت رسمٌ جميلٌ
عبقريٌ من فنِّ هذا الوجود
فيكِ ما فيه من غموض وعمقٍ
وجمال مُقدّس معبود
***
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي
وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي
وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي
في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ
ـطغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ
نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ
ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:
مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟