أ. د. عادل الأسطة - جمعة نهاية العام

انتهى العام ٢٠٢١ ، فتساءلت إن كان علي أن أكتب شيئا شبيها بما كتبته الشاعرة فدوى طوقان عن نهاية العام ١٩٥٧ " مضى غير مأسوف عليه " ، وإن وجب علي أن أفرح لحلول العام الجديد وأرحب به كما رحبت هي بالعام ١٩٥٨ .
العام الذي مضى مضى مثل غيره من الأعوام التي سبقته : لم نحقق أمانينا الوطنية وازداد الوضع بؤسا ، فتوالدت المستوطنات وكثر القتل ولم يعد اللاجئون ولم يحقق من يحلم بالدولة حلمه .
أغلب الظن أن العام القادم لن يختلف ، مع أننا لطالما رددنا شطر بيت الشاعر " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل "
في يوم الجمعة ؛ اليوم الأخير من العام ٢٠٢١ تصفحت جدار الفيس فلاحظته يحفل بنعي الناقد المصري المعروف الدكتور جابر عصفور ، وبنعي الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد المقيم في دمشق .
لم أقرأ أشعار الشاعر الفقيد قراءة معمقة لأكتب فيه كلمة وداع ، ولم تكن لي به صلة شخصية لأقدم شهادة عن معرفتي به ، وأنتظر أن أقرأ مقالات عن تجربته أو شهادات في شخصيته .
أما الناقد جابر عصفور الذي لم ألتق به ، فقد تابعته متابعة حثيثة من خلال مقالاته في زاويته الشهرية الثابتة لفترة طويلة في مجلة " العربي " الكويتية ؛ مقالاته التي جمع أكثرها في كتب اقتنيت ما تمكنت من العثور عليه في المكتبات التي ترددت عليها ، ولاحظت أن لدي من كتبه الآتي :
- غواية التراث ، كتاب العربي ٦٢ ، أكتوبر ٢٠٠٥
- عوالم شعرية معاصرة ، كتاب العربي ، ٨٨ ، نيسان ٢٠١٢
- زمن الرواية ، دار المدى ، دمشق ، ١٩٩٩
- نظريات معاصرة ، دار المدى ، دمشق ، ١٩٩٨
- ضد التعصب ، المركز الثقافي العربي ، ٢٠٠١
- مواجهة الإرهاب : قراءات في الأدب العربي المعاصر ، دار الفارابي ، بيروت ، ٢٠٠٣
- رؤيا حكيم محزون ، قراءات في شعر صلاح عبد الصبور ، كتاب دبي الثقافية ، آذار ٢٠١٦ .
كان جابر عصفور من النقاد الذين لم يعزلوا أنفسهم داخل أسوار الجامعة ، ولهذا نشط في الكتابة في الصحف والمجلات وتابع أبرز أدباء عصره في مصر بالدرجة الأولى بخاصة من الشعراء الذين نشطوا في ستينيات القرن العشرين مثل عبد الصبور ودنقل وحجازي .
في الساعات الأخيرة من اليوم الأخير من الجمعة الأخيرة من العام الماضي قرأت صفحات من رواية الكاتب العراقي علي بدر " حارس التبغ " وكنت اشتريتها من قبل وقرأت عنها مراجعات عديدة ، لأنها تكتب عن عراقي يهودي الديانة هجر من العراق إلى إسرائيل فلم ترق له فيها الحياة فعمل على العودة إلى العراق متخفيا باسم مستعار وحكايته حكاية طريفة جدا .
انتهى ٢٠٢١ فوداعا
ونحن الآن في ٢٠٢٢ فأهلا وسهلا
وهكذا هي الدنيا : ولادة وموت وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .
عام جديد مبارك وكل عام والباقون بخير .
عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات


١ / ١ / ٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى