محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أتذكر في الثورة

اتذكر
في الثورة
اقصد في بداية الثورة
اللعنة
اقصد في بدايتي مع الثورة
فقد بدأت الثورة هنا منذ عهد بعيد
مُنذ أن حاولت تلك الجدة وضع الشلوخ على خديها
وامسك يدها احدهم
احدهم الذي جاء لينقل اوربا الجافة
الى التُرعات ، والطين الاسود المُبتل ، والنُقارة
هناك
كان على الثوار أن يختلقوا عدة طُرق ليثوروا
مثلاً
كان على النساء أن يرتدين الكثير من الاشياء
لكي لا يكن
غزاة وعرايا
او أن تصنعن ألهة طينية
لكي يستفزن الالهة العربية
لكن الثورة كانت قبلي !!!
بعدة ارواح وسيوف وربما تجار وطنيين
لذا
في بدايتي
عندما كُنت اخرج الى الطُرقات ، شاهراً احزاني ، مخموراً ، محمولاً على اطراف الاصوات ، مُلتصقاً بالاخرين وكأننا اشجار مختلفة ، طعمها بستاني طيب الايدي
كُنت
اعود دائماً وفي أنفي رائحة دم
ولم يكن للامر علاقة بان القتل كان في جسدي او بجواري او حتى على مرعى مني
كُنت املك حاسة مطلوقة
تتجول مثل الكلاب المُدربة على اقتفاء الاجساد المنهكة او المهشمة
وكنت حين اعود
احتاج الى أن احمم اصابعي في بحر المُخيلة
فاكتب لحبيبتي حينها
" اتعرفين لقد نفدت سجائري "
كم هو مؤلم أن تفرغ سجائر رجل عائد من جنازة منتصف الليل
او اقول لها
" الشتاء يُسوس الرغبة "
كنت اختلق الاعذار التي تجعلني ابكي ، لا يبدو لي منطقياً أن ابكي على جسد سلفني روحه
وكلفني
بزيارته عبر بوابة النصر
يجب اختلاق احزان لغير النعوش
يجب اختلاق
فقدان ما
نبيذ انسكب في اضطراب ، حبيبة خانتنا الموعد والجسد ، بنطال مزقته المكواة
شيء ما يقبع خلف الخسائر المتوهمة ، لأننا نكسب من احزاننا الامل المُربك
وحُسن الظن في الموت
في سالف حزن ، كنتُ قادرا على البكاء ، وعلى المضي قُدماً نحو امرأة ، تفتح ساقيها
لتغلق الذاكرة
وكنت احتاج لتذكر احدهم
لتعلق في اصابعي ، رائحة دمه ، كلماته الاخيرة ، القُبلة التي كان يختزنها لاحداهن
الدفء المدخر لمُصافحة مرهونة للحظ
الآن
من هذه الغُرفة المُكبلة بالهلاوس
من هذا السرير الذي يستيقظ قبلي ، يستحم قبلي ، بل ويمارس بالانابة عني بعض الرياضات
مثل كنس اللحظات
من غبش الطفولة
الآن
ونحن على شفاء كبس جملة " كل عام ....."
من السباق
كأننا عُدنا للصفر ، ميلادنا
اتلفت حولي
امشيمة ما قد تكون
ام نُغش اللحظة بالمُخاض الفكاهي
الاقصوصة تقول
اننا نحتاج دائماً الى فرصة لنبدأ من جديد
نحسن الظن في الماضي
نشتبه الخلل فيما كان
انريد حقاً أن نُكرر هذا العمر ؟
حريصين نحن
على دور المُدرس النزيه
انُصحح التجربة
ام نشوه مضمون القصة
المهم
هي ثرثرة ثمِلة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى