ولدت علية بنت المهدي سنة 160ه ، فكانت من أظرف النساء وأعقلهن ، وهي بالإضافة إلى ذلك صاحبة عفة وأدب بارع ، تقول الشعر الجيد وتضع له الألحان المطربة ، وكان بها عيب في جبينها ، حتى إذا استفحل هذا العيب قامت بوضع عصابة مكللة بالجواهر لتستر به عيب جبينها.
كان هذا الشيء بستر العيب هو أفضل ما ابتدعته النساء في ذلك الوقت ، كما كانت تتفوق على رجال عصرها في رجاحة عقلها وحسن مقالها ، ولها شعر بديع وغناء رائع.
أنشد محمد بن يزيد المبرِّد لعلية بنت المهدي:
تَمَارَضَتْ كي أشجى وما بِكِ عِلَّةٌ
تريدين قتلي قد ظُفِرت بذلك
وقولِكِ للعوَّاد كيف تَرَوْنــــَــــــــــــــــــه
فقالوا قتيلًا قـــلتُ أهونُ هالِكِ
لئن ساءني إن نلتني بمســـــــاءة
لقــــد سرَّني إني خَطَرْتُ ببالِكِ
وكانت عُليَّة تحب أن تراسل بالأشعار من تختصه ، فاختصت خادمًا من خدم أخيها الرشيد يقال له طَلّ ، فكانت تراسله بالشعر ، فلم تره أيامًا حتى قالت في ذلك:
قد كان ما كلفته زمنًا يا طَلُّ من وجدٍ بكم يكفـــــــــــــــــــــــي
حتى أتيتك زائرًا عـــــــــــــــــجلًا أمشي على حتفٍ إلى حتفِ
فغضب أخوها الرشيد ، وحلف ألا تكلم طلًّا هذا ، ولا تسميه باسمه أبدًا ، فاستجابات لذلك ، حتى سمعها يومًا تقرأ قوله تعالى "فإن لم يُصِبْها وابل فطلّ"، فقالت : فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين ، فدخل وَقبَّلَ رأسها ، وقال : قد وهبت لك طلًّا ، ولن أمنعك من أيِّ شيءٍ تريدينه.
وفي يوم زار الرشيد أخته عُليَّة وقال لها أنشدي بي غناءً ، فقالت :
تفديك أختك قد حبوت بنعمة لسنا نعد لها الزمان عديلا
إلا الخلودَ وذاك قربك سيدي لا زال قُربُك والبقاء طويــــلا
وحمدتُ ربي في إجابة دعوتي فرأيت حمدي عند ذلك قليلا
وعملت لحنًا وقتها حتى أطرب الرشيد بقية يومه ، وحينما مات الرشيد جزعت عليه جزعًا شديدًا ، فتركت الغناء والخمر...
وقالت عُريب المغنية : أحسن يوم مر بي هو يوم اجتمعت فيه مع عُلَيَّة ، وأخيها إبراهيم بن المهدي ، فغنيت فيهما شعرًا من صنيع عُلَيَّة ، فما سمعت شعرًا أروع مما سمعت ، ولم أسمع بأروع منه أبدًا.
وكان الناس آنذاك يقولون : لم يُرَ في جاهلية ولا إسلام أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وأخته عُلَيَّة.
لعُليَّة ديوان شعر معروف بين الأدباء ، وتوفيت سنة 210ه ، وصلى عليها المأمون ...
كان هذا الشيء بستر العيب هو أفضل ما ابتدعته النساء في ذلك الوقت ، كما كانت تتفوق على رجال عصرها في رجاحة عقلها وحسن مقالها ، ولها شعر بديع وغناء رائع.
أنشد محمد بن يزيد المبرِّد لعلية بنت المهدي:
تَمَارَضَتْ كي أشجى وما بِكِ عِلَّةٌ
تريدين قتلي قد ظُفِرت بذلك
وقولِكِ للعوَّاد كيف تَرَوْنــــَــــــــــــــــــه
فقالوا قتيلًا قـــلتُ أهونُ هالِكِ
لئن ساءني إن نلتني بمســـــــاءة
لقــــد سرَّني إني خَطَرْتُ ببالِكِ
وكانت عُليَّة تحب أن تراسل بالأشعار من تختصه ، فاختصت خادمًا من خدم أخيها الرشيد يقال له طَلّ ، فكانت تراسله بالشعر ، فلم تره أيامًا حتى قالت في ذلك:
قد كان ما كلفته زمنًا يا طَلُّ من وجدٍ بكم يكفـــــــــــــــــــــــي
حتى أتيتك زائرًا عـــــــــــــــــجلًا أمشي على حتفٍ إلى حتفِ
فغضب أخوها الرشيد ، وحلف ألا تكلم طلًّا هذا ، ولا تسميه باسمه أبدًا ، فاستجابات لذلك ، حتى سمعها يومًا تقرأ قوله تعالى "فإن لم يُصِبْها وابل فطلّ"، فقالت : فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين ، فدخل وَقبَّلَ رأسها ، وقال : قد وهبت لك طلًّا ، ولن أمنعك من أيِّ شيءٍ تريدينه.
وفي يوم زار الرشيد أخته عُليَّة وقال لها أنشدي بي غناءً ، فقالت :
تفديك أختك قد حبوت بنعمة لسنا نعد لها الزمان عديلا
إلا الخلودَ وذاك قربك سيدي لا زال قُربُك والبقاء طويــــلا
وحمدتُ ربي في إجابة دعوتي فرأيت حمدي عند ذلك قليلا
وعملت لحنًا وقتها حتى أطرب الرشيد بقية يومه ، وحينما مات الرشيد جزعت عليه جزعًا شديدًا ، فتركت الغناء والخمر...
وقالت عُريب المغنية : أحسن يوم مر بي هو يوم اجتمعت فيه مع عُلَيَّة ، وأخيها إبراهيم بن المهدي ، فغنيت فيهما شعرًا من صنيع عُلَيَّة ، فما سمعت شعرًا أروع مما سمعت ، ولم أسمع بأروع منه أبدًا.
وكان الناس آنذاك يقولون : لم يُرَ في جاهلية ولا إسلام أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وأخته عُلَيَّة.
لعُليَّة ديوان شعر معروف بين الأدباء ، وتوفيت سنة 210ه ، وصلى عليها المأمون ...