استطاعت النساء عبر التاريخ أنْ يكنَّ شمعة منيرة، وقامة سامقة، بشتى الإبداعات والمواهب، فأحدثن تغييرات هائلة على مَرِّ السنين ما تزال آثارها ماثلة لغاية اللحظة، فكانت المرأة هي الملكة والأميرة والمقاتلة والعالمة والشاعرة والحاكمة والسياسية والرياضية والفنانة والشاعرة والروائية والقاصة والرياضية... وهناك من ذكرهن التاريخ، ونلن شهرة واسعة، فيما طمس التاريخ بعضهن فلم ينلنَ من الشهرة والتأريخ إلا النزر القليل...
في مقالنا هذا، نسلط الضوء على شخصية نسائية بارزة هي الأديبة الإنكليزية جين أوستن.
إنّها لمكرمة عظيمة أنْ نرى صورة وجه امرأة على العملة الورقيّة البريطانيّة - هذه العملة التي حافظت لسنوات طوال على صورِ وجوهٍ لكبار رجالات المملكة المتّحدة مصاحبةً لوجه الملكة إليزابيت الثانيّة - فتصدر ورقة 10 جنيه إسترليني وبعد مرور مئتي عام على رحيل جين أوستن الأديبة اللامعة، التي عُنيت بالمرأة ومكانتها الاجتماعيّة وخاصّة المتعلّقة ببلدها، فصوّرت الحياة الاجتماعيّة في عصرها – العصر الفيكتوري - ببراعةٍ وصدقٍ، فكانت رائدة الاتّجاه الواقعيّ، الأمر الذي أكسبها مكانة كُبرى في أدب الأمّة البريطانيّة.
ولدت جين في عام 1775 م، من أسرةٍ عريقة ثريّة تنتمي إلى الريف الإنكليزيّ، وهي منطقة شاتون الشهيرة، ووالدها هو الكاهن جورج أوستن الذي رعى أسرة تتألّف من ستة أبناء وابنتين، فنمت في جوٍّ محاط بالمناقشات الثقافية والدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة.
استهوتها المطالعة وشغفت بها وهي مازالت صغيرة، وكانت أوّل محاولة لها في الكتابة وهي في الثانية عشر من العمر، فكتبت مجموعة من القصائد والمسرحيّات والقصص التي كانت تُلقيها على مسامع العائلة فقط، فاستهوتها فكرة الكتابة عن الحياة المنزلية، وبدأت بكتابة قصصٍ للصغيرات مثل بروحٍ ساخرةٍ فكاهيّة، كمثل: "جاك وأليس", "مغامرات السيد هارلي"، "اللغز", وكانت روايتها الأولى للكبار بعنوان "دير نورثانجر"، فكانت معظم رواياتها تدور ضمن الإطار الاجتماعيّ.
ولكن فترة النضج الأدبي في حياتها امتدّت من عام 1790 حتّى عام 1811, ففيها كتبت أجمل رواياتها مثل "لادي سوزان" 1793, و"إلينور وماربان" 1795, و"انطباعات أولية" 1796, وكانت في كل هذه الروايات محافظةً على الطابع الاجتماعي.
على أنَّ أشهر رواياتها هي "كبرياء وتحيز" حيث صوّرت فيها الشخصيات النسائية والعلاقات العاطفية والتي تنتهي بشكلٍ ملحوظ بالزواج، وتبرز فيها الزواج في نظر هذه الشخصيات.
وقد تتابعت روايات جين أوستن فكتبت "عقل وعاطفة"، و"حديقة مانسفيلد"، و"إيما"، أما آخر رواية لها فكانت بعنوان "إقناع", وقد نشرت لأول مرة بعد وفاتها أي في عام 1818م.
ولِجين أوستن رسائل كانت قد وجّهتها لشقيقتها الرسّامة كاساندرا والتي ارتبطت بها ارتباطاً قويًّا، ما جعل من أختها التي تتقن الرسم، أنْ ترسمَ لها صورة مدهشة، وقد أَحرقت كاساندرا معظم هذه الرسائل، ولم يتبقَّ من أصل 3000 خطاباً سوى 160 رسالةً مبتورة الأجزاء أيضًا، وقد نشرت عام 1964.
كان للنقاد وقفة مطوّلة مع أعمال جين أوستن إن كان بالسلب أو بالإيجاب، حيث وجّه إليها انتقاد بأنّ أعمال "الصبا" المنشورة تحت هذا الاسم ما هي إلاّ عبارة عن أعمالٍ فوضويّة خشنة، وآخرون يرون بأنّها لم تخرج عن محيط تجربتها الحياتية كفتاة، فرواياتها - على حد قولهم - تصور مجتمعًا محدودًا، في حين بعضهم أبدوا إعجابهم أَيما إعجاب، وعدُّوه لونًا أَدبيًّا دقيق وبارع التصوير لحياة الناس في عصرها لكلّ اهتماماتهم.
وقد تناول أدبها وحياتها بعض الدراسات المطوّلة أَيْضًا، ولعلَّ أَشهرها كانت دراسة "ديبورا كابلان" والتي عنونتها "جين أوستن بين النساء" حيث كشفت الكثير عن مناحي حياة جين، إن كانت الأدبيّة أو الشخصيّة أو الأسريّة، إضافة للكشف عن وثائق خاصّة كقصائد ومذكّرات لم تكن منشورة بعد، وتُعد رواية "السيدة سوزان" الأكثر عمق بين أعمالها.
كانت أعمالها مثال إعجاب جيلٍ كاملٍ من القرّاء، ومازال حتّى اليوم هواة المطالعة يفضّلون روايتَي "عقل وعاطفة"، و"كبرياء وتحامل" لقراءتهما، اللتان أنتجتا كأفلامٍ سينمائيّة، إضافة إلى رواية القناع التي أنتجت عام 1995م من قِبَل هيئة الإذاعة البريطانيّة، وغيرها الكثير من الأفلام التي نُفّذت عن رواياتها.
حُوّل منزلها القابع في منطقة شوتون إلى متحفٍ خاصّ، يضمّ إضافةً لمحتويات المنزل، أغراضها الشخصيّة، مع أوائل النُسَخ المطبوعة من كتبها، يقصده يوميًّا عدد من السيّاح محبّي أدبها، كما وتمّ تأسيس جمعيّة عُرفت باسم جمعية جين أوستن، للحفاظ على تراثها وذلك في أواخر أربعينيّات القرن العشرين في المملكة المتّحدة البريطانيّة.
عُرفَ عن جين أوستن عزوفها عن الزواج قبل الأربعين من عمرها، وسرعان ما وافتها المنيّة في سنّ الواحد والأربعين نتيجة إصابتها بمرض أديسون وهي في قمة عطائها الأدبي، قبل أنْ تنهيَ آخر رواية لها بعنوان "بلدة سانديتون".
في مقالنا هذا، نسلط الضوء على شخصية نسائية بارزة هي الأديبة الإنكليزية جين أوستن.
إنّها لمكرمة عظيمة أنْ نرى صورة وجه امرأة على العملة الورقيّة البريطانيّة - هذه العملة التي حافظت لسنوات طوال على صورِ وجوهٍ لكبار رجالات المملكة المتّحدة مصاحبةً لوجه الملكة إليزابيت الثانيّة - فتصدر ورقة 10 جنيه إسترليني وبعد مرور مئتي عام على رحيل جين أوستن الأديبة اللامعة، التي عُنيت بالمرأة ومكانتها الاجتماعيّة وخاصّة المتعلّقة ببلدها، فصوّرت الحياة الاجتماعيّة في عصرها – العصر الفيكتوري - ببراعةٍ وصدقٍ، فكانت رائدة الاتّجاه الواقعيّ، الأمر الذي أكسبها مكانة كُبرى في أدب الأمّة البريطانيّة.
ولدت جين في عام 1775 م، من أسرةٍ عريقة ثريّة تنتمي إلى الريف الإنكليزيّ، وهي منطقة شاتون الشهيرة، ووالدها هو الكاهن جورج أوستن الذي رعى أسرة تتألّف من ستة أبناء وابنتين، فنمت في جوٍّ محاط بالمناقشات الثقافية والدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة.
استهوتها المطالعة وشغفت بها وهي مازالت صغيرة، وكانت أوّل محاولة لها في الكتابة وهي في الثانية عشر من العمر، فكتبت مجموعة من القصائد والمسرحيّات والقصص التي كانت تُلقيها على مسامع العائلة فقط، فاستهوتها فكرة الكتابة عن الحياة المنزلية، وبدأت بكتابة قصصٍ للصغيرات مثل بروحٍ ساخرةٍ فكاهيّة، كمثل: "جاك وأليس", "مغامرات السيد هارلي"، "اللغز", وكانت روايتها الأولى للكبار بعنوان "دير نورثانجر"، فكانت معظم رواياتها تدور ضمن الإطار الاجتماعيّ.
ولكن فترة النضج الأدبي في حياتها امتدّت من عام 1790 حتّى عام 1811, ففيها كتبت أجمل رواياتها مثل "لادي سوزان" 1793, و"إلينور وماربان" 1795, و"انطباعات أولية" 1796, وكانت في كل هذه الروايات محافظةً على الطابع الاجتماعي.
على أنَّ أشهر رواياتها هي "كبرياء وتحيز" حيث صوّرت فيها الشخصيات النسائية والعلاقات العاطفية والتي تنتهي بشكلٍ ملحوظ بالزواج، وتبرز فيها الزواج في نظر هذه الشخصيات.
وقد تتابعت روايات جين أوستن فكتبت "عقل وعاطفة"، و"حديقة مانسفيلد"، و"إيما"، أما آخر رواية لها فكانت بعنوان "إقناع", وقد نشرت لأول مرة بعد وفاتها أي في عام 1818م.
ولِجين أوستن رسائل كانت قد وجّهتها لشقيقتها الرسّامة كاساندرا والتي ارتبطت بها ارتباطاً قويًّا، ما جعل من أختها التي تتقن الرسم، أنْ ترسمَ لها صورة مدهشة، وقد أَحرقت كاساندرا معظم هذه الرسائل، ولم يتبقَّ من أصل 3000 خطاباً سوى 160 رسالةً مبتورة الأجزاء أيضًا، وقد نشرت عام 1964.
كان للنقاد وقفة مطوّلة مع أعمال جين أوستن إن كان بالسلب أو بالإيجاب، حيث وجّه إليها انتقاد بأنّ أعمال "الصبا" المنشورة تحت هذا الاسم ما هي إلاّ عبارة عن أعمالٍ فوضويّة خشنة، وآخرون يرون بأنّها لم تخرج عن محيط تجربتها الحياتية كفتاة، فرواياتها - على حد قولهم - تصور مجتمعًا محدودًا، في حين بعضهم أبدوا إعجابهم أَيما إعجاب، وعدُّوه لونًا أَدبيًّا دقيق وبارع التصوير لحياة الناس في عصرها لكلّ اهتماماتهم.
وقد تناول أدبها وحياتها بعض الدراسات المطوّلة أَيْضًا، ولعلَّ أَشهرها كانت دراسة "ديبورا كابلان" والتي عنونتها "جين أوستن بين النساء" حيث كشفت الكثير عن مناحي حياة جين، إن كانت الأدبيّة أو الشخصيّة أو الأسريّة، إضافة للكشف عن وثائق خاصّة كقصائد ومذكّرات لم تكن منشورة بعد، وتُعد رواية "السيدة سوزان" الأكثر عمق بين أعمالها.
كانت أعمالها مثال إعجاب جيلٍ كاملٍ من القرّاء، ومازال حتّى اليوم هواة المطالعة يفضّلون روايتَي "عقل وعاطفة"، و"كبرياء وتحامل" لقراءتهما، اللتان أنتجتا كأفلامٍ سينمائيّة، إضافة إلى رواية القناع التي أنتجت عام 1995م من قِبَل هيئة الإذاعة البريطانيّة، وغيرها الكثير من الأفلام التي نُفّذت عن رواياتها.
حُوّل منزلها القابع في منطقة شوتون إلى متحفٍ خاصّ، يضمّ إضافةً لمحتويات المنزل، أغراضها الشخصيّة، مع أوائل النُسَخ المطبوعة من كتبها، يقصده يوميًّا عدد من السيّاح محبّي أدبها، كما وتمّ تأسيس جمعيّة عُرفت باسم جمعية جين أوستن، للحفاظ على تراثها وذلك في أواخر أربعينيّات القرن العشرين في المملكة المتّحدة البريطانيّة.
عُرفَ عن جين أوستن عزوفها عن الزواج قبل الأربعين من عمرها، وسرعان ما وافتها المنيّة في سنّ الواحد والأربعين نتيجة إصابتها بمرض أديسون وهي في قمة عطائها الأدبي، قبل أنْ تنهيَ آخر رواية لها بعنوان "بلدة سانديتون".