علجية عيش - أمريكا استغلت الصراع السني الشيعي لنشر الفكر الشيوعي في إيران

الحديث عن إيران يقود إلى الحديث عن حياة الأكراد، حسب الكتابات طبعا تمثل إيران التجمع الثاني للأكراد بعد تركيا، و أكراد إيران أغلبيتهم سُنَّة، و هذا عامل إضافي في الصراع السني الشيعي، كانت المنطقة التي يسكنون فيها تسمى كردستان إيران، وقد عاشت هذه المنطقة عقب نهاية الحرب العالمية الأولى اضطرابات تمكنت من الحصول على الإستقلال الذاتي بقيادة زعيم عسكري اسمه ساميو

كان ذلك في الفترة بين 1018-1922 قبل أن تستعيد الدولة في إيران قوتها على يد زعيم كوزاكي هو رضا خان مؤسس الأسرة البهلوية و تمكن من فرض قانونها على كردستان الإيراني، ومع بداية الحرب العالمية الثانية تحركت النخبة الكردية لتحرير أكراد إيران فأسست في سبتمبر عام 1942 منظمة تجديد الإسلام بغية تاسيس دولة كردية، وبدعم من السوفيات أسس القاضي محمد جمهورية كردية صغيرة في ماهاد في 22 يناير 1946 ، لكن هذه الجمهورية لم يكتب لها أن تعمر، إذ انهارت في ظرف سنة واحدة من تاسيسها، فأعيد دمجها في دولة العراق بعد استسلام القاضي محمد، و بهذا دخلت الحركة الكردية في مرحلة جمود طويلة.

في هذه المرحلة ظهر القلق الإيراني على كردستان العراق، و ما يحدث في جارتها العراق خوفا من انتقال العدوى إلى إيران و تصبح الأمور أكثر تعقيدا، فكان على إيران إلا أن تدعم مصطفى برزاني الزعيم الكردي العراقي مقابل حفظ النظام بين إخوانه الإرانيين و العمل على استقرار إيران حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة، تقول المصادر أن العراق و إيران استخدم الأقليات الكردية ضد بعضهما البعض، اي قيام حرب أهلية بين أكراد إيران و أكراد العراق، لم يجد السنّة في إيران الإستقرار الكافي، فقد كان لهم سوى 03 مساجد يصلون فيها و كانوا يمنعون من بناء غيرها، كما كان يظهر على الأحياء السنية الفقر و الأمراض بسبب هيمنة السلطة الفارسية.

و إذا كان الصراع السني الشيعي في إيران و العراق شهد ظروفا قاسية جدا، فقد استغلت أمريكا هذا الصراع، خاصة خلال الثورة الإيرانية، حيث فتحت المدّ للتيار الشيوعي، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على قوى أساسية هي ( إيران، تركيا و إسرائيل) كما كانت تتمتع بنفوذ قوي لدى الشاه، فزرعت الفتنة بين السنة و الشيعة و أدت إلى ثورة شيوعية في إيران، فدعّم الغرب نظام الشاه أوما يسمى بالثورة البيضاء، فاستخدم ترسانة عسكرية لدرجة أن بعض المسلمين ( السُذّج) لا يفرقون بين الشيعة و الشيوعية، من خلال شهادة ممدوح اسماعيل باحث في الحركات الإسلامية، لم تكن العلاقات على مستوى رسمي جيدة بسبب الخلافات، لان الثورة كانت ذات طابع ايديولوجي.

عيش علجية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى