آخر خبر سمعته، قبل أن أشرع بكتابة هذا المقال، كان يتمثل في اعتراف مدير الـ «سي. آي. إيه» بأن ضباط جهازه ارتكبوا وسائل كريهة في التحقيق ضد المتهمين بالإرهاب، وآخر رواية كنت فرغت من تصفحها قبل الإصغاء إلى الخبر كانت رواية عنوانها «فتاة هايدلبرغ الأمريكية» (2013) لأحمد جمال الدين موسى، وقد سبق اسمه حرف الدال، ولا أعرف عنه الكثير، وفي خاتمة روايته التي صدرت عن دار نهضة مصر للنشر، ويبدو أنها صوّرت في الضفة، أو أن نسخاً من الطبعة الأصلية وصلت إليها، إشارة إلى أحدث إصداراته، والرواية منها، إلى جانب كتابين آخرين هما: الخصخصة، الموسوعة السياسية للشباب (2007) والإصلاح المؤسسي سبيل مصر إلى مستقبل أكثر إشراقاً (2010).
والرواية التي تدور أحداثها في هايدلبرغ المدينة الألمانية الجميلة، بل الأكثر جمالاً في ألمانيا، على الأقل للأميركيين، وفي فترة زمنية محددة لا تتجاوز بضعة أسابيع هي التي أنفقها العالم المصري أسامة زايد الذي يدرس ويبحث في جامعة (جروفوبل) الفرنسية، ويزور، في أثناء دراسته، جامعة (هايدلبرغ)، بناء على تشجيع من زميله المصري هناك ناجي فتحي الذي يدرس ويبحث في جامعة (هايدلبرغ).
تبدأ الرواية والدكتور أسامة في الطائرة التي تقله، للمرة الأولى في حياته، إلى نيويورك تلبية لحضور مؤتمر علمي دولي. وكان د. أسامة يحلم لسنوات طويلة بزيارة أميركا والمقارنة بين واقعها وما يسمعه أو يقرؤه عنها، وقد تساءل أكثر من مرة السؤال التالي: هل فعلاً يغلب على معظم الأميركيين سلوك رعاة البقر القائم على العنف والغرور والبحث عن المصلحة الذاتية قبل أي شيء آخر، أم أنهم مثل ماجي التي قابلها وتعلق بها قلبه منذ عقد من الزمان في أثناء إقامته العابرة في ألمانيا وكانت تفيض ـ أي ماجي ـ رقة وعذوبة وإنسانية. هذا يعني أن د. أسامة زار أميركا في العام 2011 تقريباً، فقد التقى بماجي في أثناء أحداث هدم البرجين في 11/9/2001، وها هو، وهو على متن الطائرة يتذكر ما جرى معه في أثناء زيارته مدينة (هايدلبرغ) الألمانية، في تلك الأسابيع.
لفت عنوان الرواية نظري أنا الذي منذ سنوات يفكر في الكتابة عن صورة الألمان في الأدب العربي، وقد رصدت عناوين روايات أتت على هذا الجانب، وهكذا وجدتني أشرع بقراءة الرواية لمتابعة هذه الصورة، وربما يتذكر قراء هذه الزاوية مقالتي التي نشرتها عن رواية الكاتب الفلسطيني عيسى لوباني «شمس وقمر» تحت عنوان «صورة الألمان في أدب العربان» (الأيام، 12/1/2014). وإذا كان لوباني كتب أيضاً عن فترة قصيرة هي فترة زيارته لمدينة (فرايبورغ) الألمانية، بدعوة من د. أسعد خير الله أستاذ الأدب العربي سابقاً هناك، وكانت زيارة لوباني في 90 ق20، فإن أحمد جمال الدين موسى يكتب أيضاً عن فترة زيارة بطل روايته القصيرة لمدينة ألمانية، ولكن الظروف تختلف، ما عرّض بطله لتجربة مختلفة.
حقاً إن صورة الألمان والبحث عنها هو ما حثني على قراءة الرواية «فتاة هايدلبرغ الأمريكية»، ولكنّ هناك سبباً آخر شجعني على اقتناء الرواية وقراءتها وهو أنني زرت هذه المدينة وأحببتها، بل إنني قبل أن أزورها سمعت عنها من د. محمد اشتية يوم التقينا بمكتب الكاتب الصديق أكرم هنية في جريدة الشعب في القدس، ولما عرف د. اشتية أنني سأسافر إلى ألمانيا لأدرس فيها نصحني بزيارة (هايدلبرغ)، وقد أخذت بنصيحته فزرتها وأعجبت بها، وعرفت أنها مدينة ذات بناء يعود إلى الفترة القوطية، وتأتي رواية الكاتب المصري على هذا الجانب بقدر جيد من التفصيل.
و»فتاة هايدلبرغ الأمريكية» تذكر الفلسطينيين بالفتاة الأميركية (راشيل كوري) التي قتلها الإسرائيليون بالجرافة، يوم تعاطفت مع الشعب الفلسطيني ووقفت، بجسدها، أمام الجرافة، فدهسها السائق الإسرائيلي وقتلها.
إنها فتاة رقيقة المشاعر، مثقفة ثقافة ممتازة، وهي تدرس الأدب الألماني في جامعة (هايدلبرغ)، على غير رغبة والدها الضابط الذي أقام في (هايدلبرغ) لسنوات، وأقامت هي أيضاً مع والديها فيها لسنوات، وعادت إليها، بعد أن توفيت أمها بحادث طرق، وبعد أن تزوج والدها من امرأة ثانية، وتظل (ماجي وليامز) على علاقة مع أبيها، تتصل به ويتصل بها، إن تعرضت لأمر ما.
في الطائرة التي تقله إلى نيويورك، بعد عقد من أحداث أيلول 2001 يتذكر د. أسامة «فتاة هايدلبرغ الأمريكية» وتعرفه إليها وما عاناه، يومها، في (هايدلبرغ)، لا من ماجي، وإنما من أميركي سادي تعامل حتى مع صديقته الأميركية بقسوة ووحشية، ما جعل ماجي التي كانت صديقة لصديقته تنفر منه وتشمئز من سلوكه، ولا ترغب في إقامة علاقة معه، حين عرض عليها الصداقة، يوم التقيا بعد سنوات من أيام المدرسة التي درسا فيها معاً، وعرفته خلالها.
كان د. أسامة، في أثناء زيارته (هايدلبرغ) لبّى دعوة زميله التركي وصديقته الألمانية للعشاء في مطعم إيطالي، بمناسبة عيد ميلاد الألمانية، وهناك تعرف إلى الأميركية (ماجي)، ليلتقيا بعد هذا اللقاء، مراراً، وليحلما معاً بأيام قادمة جميلة، إذ يدعوها لزيارة المدينة التي يقيم فيها في فرنسا، بل ويشط ويحلم بأن تزوره في مصر، ولكن الرياح تجري عكس ما حلما به، ويعود الأمر إلى (دافيد فرتمان) الضابط الشاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فقد رأى هذا، مجدداً، الفتاة البيضاء ذات الشعر الكستنائي تعبر برشاقة إشارة تقاطع الطريق، ولم يصدق عينيه أنه يرى (ماجي وليامز) أمامه مرة أخرى في (هايدلبرغ).
كانت ماجي هذه تقيم علاقة مع شاب ألماني اسمه مارك، وقد مرت هذه العلاقة، في الفترة الأخيرة، بنوع من الفتور وصل حد القطيعة، ولما التقت بالدكتور المصري في حفل العشاء لم تمانع ماجي من التمشي معه في مدينة (هايدلبرغ)، ولما رآها (دافيد فرتمان) كانت علاقتها بالشاب المصري بدأت حديثاً، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تعرض عن إقامة علاقة مع الشاب الأميركي، فالسبب الحقيقي هو ما عرفته عن (دافيد) أيام المدرسة، من قسوة وسادية وتعذيب لصديقتها.
وإذ تعرض ماجي عن (دافيد)، يبحث عن السبب، ويعرف أنها على علاقة مع شاب مصري، وهكذا يبدأ يحيك مؤامرة ضده، وقد أسعفته الأحداث، ففي فترة التعارف بين د. أسامة وماجي تحدث تفجيرات نيويورك، وتبدأ التشديدات على القادمين من العالم الآخر، وتحديداً من العالم الإسلامي، وسيلفق (دافيد) تهمة لأسامة، على أمل أن يبعده عن ماجي، وعلى أمل آخر أن يظفر بها، ويقف إلى جانب (دافيد) شاب الماني يكره الأجانب ولا يرحب بهم، ومنهم أسامة، لأنه ذو ميول نازية، إنه (بيتر شتنهوف) ـ لم تبرز الرواية صورة وحيدة للألمان، فهناك شخصيات ألمانية أخرى تبدو إيجابية في المطلق، بخاصة صورة الأساتذة الألمان، والسكرتيرة هايدي في قسم الفيزياء ـ.
ولا يكتمل اللقاء بين د. أسامة وماجي وليامز، الفتاة الأميركية الوديعة المثقفة رقيقة المشاعر التي تحب الخير للآخرين وتكره الحروب ومن يسببها، الفتاة غير العنصرية، الإنسانية إلى أبعد الحدود.
يتعرض د. أسامة إلى مضايقات ويُستدعى للتحقيق من الألمان الذين يطلقون سراحه، ليتولى الأميركان في (هايدلبرغ) متابعة أمره، ولم ينقذه من بين أيدي الأميركي الغيور الضابط الذي يستغل منصبه علّه يظفر بماجي إلاّ ماجي نفسها، إذ تتصل بأبيها الضابط الذي يتابع الأمر، ويعمل على إطلاق سراح أسامة، مقابل وعد ماجي بأن تعود إلى أميركا.
«فتاة هايدلبرغ الأمريكية» ذكرتني بـ (راشيل كوري)، وثمة أميركيون طيبون أيضاً.
أ. د. عادل الأسطة
2014-12-14
والرواية التي تدور أحداثها في هايدلبرغ المدينة الألمانية الجميلة، بل الأكثر جمالاً في ألمانيا، على الأقل للأميركيين، وفي فترة زمنية محددة لا تتجاوز بضعة أسابيع هي التي أنفقها العالم المصري أسامة زايد الذي يدرس ويبحث في جامعة (جروفوبل) الفرنسية، ويزور، في أثناء دراسته، جامعة (هايدلبرغ)، بناء على تشجيع من زميله المصري هناك ناجي فتحي الذي يدرس ويبحث في جامعة (هايدلبرغ).
تبدأ الرواية والدكتور أسامة في الطائرة التي تقله، للمرة الأولى في حياته، إلى نيويورك تلبية لحضور مؤتمر علمي دولي. وكان د. أسامة يحلم لسنوات طويلة بزيارة أميركا والمقارنة بين واقعها وما يسمعه أو يقرؤه عنها، وقد تساءل أكثر من مرة السؤال التالي: هل فعلاً يغلب على معظم الأميركيين سلوك رعاة البقر القائم على العنف والغرور والبحث عن المصلحة الذاتية قبل أي شيء آخر، أم أنهم مثل ماجي التي قابلها وتعلق بها قلبه منذ عقد من الزمان في أثناء إقامته العابرة في ألمانيا وكانت تفيض ـ أي ماجي ـ رقة وعذوبة وإنسانية. هذا يعني أن د. أسامة زار أميركا في العام 2011 تقريباً، فقد التقى بماجي في أثناء أحداث هدم البرجين في 11/9/2001، وها هو، وهو على متن الطائرة يتذكر ما جرى معه في أثناء زيارته مدينة (هايدلبرغ) الألمانية، في تلك الأسابيع.
لفت عنوان الرواية نظري أنا الذي منذ سنوات يفكر في الكتابة عن صورة الألمان في الأدب العربي، وقد رصدت عناوين روايات أتت على هذا الجانب، وهكذا وجدتني أشرع بقراءة الرواية لمتابعة هذه الصورة، وربما يتذكر قراء هذه الزاوية مقالتي التي نشرتها عن رواية الكاتب الفلسطيني عيسى لوباني «شمس وقمر» تحت عنوان «صورة الألمان في أدب العربان» (الأيام، 12/1/2014). وإذا كان لوباني كتب أيضاً عن فترة قصيرة هي فترة زيارته لمدينة (فرايبورغ) الألمانية، بدعوة من د. أسعد خير الله أستاذ الأدب العربي سابقاً هناك، وكانت زيارة لوباني في 90 ق20، فإن أحمد جمال الدين موسى يكتب أيضاً عن فترة زيارة بطل روايته القصيرة لمدينة ألمانية، ولكن الظروف تختلف، ما عرّض بطله لتجربة مختلفة.
حقاً إن صورة الألمان والبحث عنها هو ما حثني على قراءة الرواية «فتاة هايدلبرغ الأمريكية»، ولكنّ هناك سبباً آخر شجعني على اقتناء الرواية وقراءتها وهو أنني زرت هذه المدينة وأحببتها، بل إنني قبل أن أزورها سمعت عنها من د. محمد اشتية يوم التقينا بمكتب الكاتب الصديق أكرم هنية في جريدة الشعب في القدس، ولما عرف د. اشتية أنني سأسافر إلى ألمانيا لأدرس فيها نصحني بزيارة (هايدلبرغ)، وقد أخذت بنصيحته فزرتها وأعجبت بها، وعرفت أنها مدينة ذات بناء يعود إلى الفترة القوطية، وتأتي رواية الكاتب المصري على هذا الجانب بقدر جيد من التفصيل.
و»فتاة هايدلبرغ الأمريكية» تذكر الفلسطينيين بالفتاة الأميركية (راشيل كوري) التي قتلها الإسرائيليون بالجرافة، يوم تعاطفت مع الشعب الفلسطيني ووقفت، بجسدها، أمام الجرافة، فدهسها السائق الإسرائيلي وقتلها.
إنها فتاة رقيقة المشاعر، مثقفة ثقافة ممتازة، وهي تدرس الأدب الألماني في جامعة (هايدلبرغ)، على غير رغبة والدها الضابط الذي أقام في (هايدلبرغ) لسنوات، وأقامت هي أيضاً مع والديها فيها لسنوات، وعادت إليها، بعد أن توفيت أمها بحادث طرق، وبعد أن تزوج والدها من امرأة ثانية، وتظل (ماجي وليامز) على علاقة مع أبيها، تتصل به ويتصل بها، إن تعرضت لأمر ما.
في الطائرة التي تقله إلى نيويورك، بعد عقد من أحداث أيلول 2001 يتذكر د. أسامة «فتاة هايدلبرغ الأمريكية» وتعرفه إليها وما عاناه، يومها، في (هايدلبرغ)، لا من ماجي، وإنما من أميركي سادي تعامل حتى مع صديقته الأميركية بقسوة ووحشية، ما جعل ماجي التي كانت صديقة لصديقته تنفر منه وتشمئز من سلوكه، ولا ترغب في إقامة علاقة معه، حين عرض عليها الصداقة، يوم التقيا بعد سنوات من أيام المدرسة التي درسا فيها معاً، وعرفته خلالها.
كان د. أسامة، في أثناء زيارته (هايدلبرغ) لبّى دعوة زميله التركي وصديقته الألمانية للعشاء في مطعم إيطالي، بمناسبة عيد ميلاد الألمانية، وهناك تعرف إلى الأميركية (ماجي)، ليلتقيا بعد هذا اللقاء، مراراً، وليحلما معاً بأيام قادمة جميلة، إذ يدعوها لزيارة المدينة التي يقيم فيها في فرنسا، بل ويشط ويحلم بأن تزوره في مصر، ولكن الرياح تجري عكس ما حلما به، ويعود الأمر إلى (دافيد فرتمان) الضابط الشاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فقد رأى هذا، مجدداً، الفتاة البيضاء ذات الشعر الكستنائي تعبر برشاقة إشارة تقاطع الطريق، ولم يصدق عينيه أنه يرى (ماجي وليامز) أمامه مرة أخرى في (هايدلبرغ).
كانت ماجي هذه تقيم علاقة مع شاب ألماني اسمه مارك، وقد مرت هذه العلاقة، في الفترة الأخيرة، بنوع من الفتور وصل حد القطيعة، ولما التقت بالدكتور المصري في حفل العشاء لم تمانع ماجي من التمشي معه في مدينة (هايدلبرغ)، ولما رآها (دافيد فرتمان) كانت علاقتها بالشاب المصري بدأت حديثاً، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تعرض عن إقامة علاقة مع الشاب الأميركي، فالسبب الحقيقي هو ما عرفته عن (دافيد) أيام المدرسة، من قسوة وسادية وتعذيب لصديقتها.
وإذ تعرض ماجي عن (دافيد)، يبحث عن السبب، ويعرف أنها على علاقة مع شاب مصري، وهكذا يبدأ يحيك مؤامرة ضده، وقد أسعفته الأحداث، ففي فترة التعارف بين د. أسامة وماجي تحدث تفجيرات نيويورك، وتبدأ التشديدات على القادمين من العالم الآخر، وتحديداً من العالم الإسلامي، وسيلفق (دافيد) تهمة لأسامة، على أمل أن يبعده عن ماجي، وعلى أمل آخر أن يظفر بها، ويقف إلى جانب (دافيد) شاب الماني يكره الأجانب ولا يرحب بهم، ومنهم أسامة، لأنه ذو ميول نازية، إنه (بيتر شتنهوف) ـ لم تبرز الرواية صورة وحيدة للألمان، فهناك شخصيات ألمانية أخرى تبدو إيجابية في المطلق، بخاصة صورة الأساتذة الألمان، والسكرتيرة هايدي في قسم الفيزياء ـ.
ولا يكتمل اللقاء بين د. أسامة وماجي وليامز، الفتاة الأميركية الوديعة المثقفة رقيقة المشاعر التي تحب الخير للآخرين وتكره الحروب ومن يسببها، الفتاة غير العنصرية، الإنسانية إلى أبعد الحدود.
يتعرض د. أسامة إلى مضايقات ويُستدعى للتحقيق من الألمان الذين يطلقون سراحه، ليتولى الأميركان في (هايدلبرغ) متابعة أمره، ولم ينقذه من بين أيدي الأميركي الغيور الضابط الذي يستغل منصبه علّه يظفر بماجي إلاّ ماجي نفسها، إذ تتصل بأبيها الضابط الذي يتابع الأمر، ويعمل على إطلاق سراح أسامة، مقابل وعد ماجي بأن تعود إلى أميركا.
«فتاة هايدلبرغ الأمريكية» ذكرتني بـ (راشيل كوري)، وثمة أميركيون طيبون أيضاً.
أ. د. عادل الأسطة
2014-12-14
"فتاة هايدلبرغ الأمريكية" .. ماجي وليامز - عادل الأسطة
www.al-ayyam.ps