فاز الشاعر والروائي اليمني علي المقري، مؤخراً، بجائزة فرنسية هو والروائي السعودي محمد حسن علوان.
ترجمت للمقري إلى الفرنسية غير رواية ومنها رواية "حرمة"، وأما علوان ففاز لروايته "القندس"، والروائيان لم يفوزا، حتى اللحظة، ببوكر للرواية العربية، وإن وصل بعض رواياتهما إلى القائمة القصيرة.
ومن خلال القائمة هذه قرأنا لهما بعض أعمالهما: "اليهودي الحالي"، للمقري، و"القندس" لعلوان، وقد طبعتا في فلسطين، حسب ما أعرف.
للمقري رواية ثانية وثالثة ورابعة، وقد طبعت له "حرمة" (دار الساقي، 2012) في فلسطين ولكنها لم توزع ولم تنتشر جيداً، ولم تنجز عنها مراجعات نقدية.
ولطبعتها في فلسطين قصة. طبعها/ صورها ناشر دون أن يقرأها، ثم لفت بعض القراء نظره إلى ما فيها من عبارات جنسية، وهكذا قام بإعدامها. حين عرضت الرواية عليّ من صاحب مكتبة لم ألتفت إليها، ولم ألتفت إلى عبارته: إذا أردت أن تقرأ روايات جريئة فيها عبارات فاضحة، فأقرأ هذه.
لم آخذ الرواية، ولم تلفت صورة الغلاف الخارجي نظري كثيراً.
امرأة محجّبة جميلة عيناها لافتتان. قلت: ماذا ستضيف هذه الرواية إلى روايات أخرى قرأتها، صدرت عن كاتبات خليجيات غالباً، ونشرت في لندن عن دار الساقي؟ هل ستختلف عن "بنات الرياض" لرجاء الصانع، وفي هذه إشارة إلى أشرطة تتبادلها طالبات المدرسة، ولكنها لا تحتوي على عبارات فاضحة مكشوفة، وعن "الآخرون" لصبا الحرز، وهذه أكثر جرأة واستخداماً للكلمات المكشوفة، وعن "الأوبة" لوردة عبد الملك، وعن "ملامح" لزينب حفني، بل وعن "برهان العسل" لسلوى النعيمي.
بعد عام من لفت نظر صاحب، المكتبة لي، أخذت أبحث عن "حرمة" فمؤلفها غدا صديقاً لي على "الفيس بوك"، وأشار إليها أكثر من مرة، وأتى على ترجماتها و.. و.. .
ذهبت إلى صاحب المكتبة فأخبرني أنه ما عاد يعرضها، خوفاً من أن تتعرض مكتبته إلى اعتداء، وذهبت إلى صاحب مكتبة ثانية فقال لي إنه باع منها النسخ العشر التي أحضرها، ولما سألته إن راجعه أحد ما بأمرها نفى. قال لي: في الرواية بعض مفردات فاضحة ليس أكثر. وذهبت إلى الجهة التي طبعت الرواية/ صورتها وتمكنت من الحصول على نسخة بالتي هي...، فصاحب المكتبة أعدم النسخ المصورة كلها، وأحضر لي نسخة خاصة.
قصة الرواية:
تروي رواية "حرمة" شابة يمنية نشأت في بيت يهمه شرف البنت، ولهذا غالباً ما تطلب الأم من ابنتها الحفاظ على غشاء البكارة الذي هو شرف العائلة. الأب يهمه القات، والأم ربة بيت، والأخ عبد الرقيب يكون متأثراً بالماركسية ويقرأ كتبها، ويحضر الأغاني الثورية إلى البيت، ويحث أخته لُولا على التحرر وقراءة الفكر الماركسي، ولُولا تعمل سكرتيرة في مكتب، والساردة عندما تنهي الثانوية تدخل إلى الجامعة لتواصل دراستها.
لا يهتم الأب كثيراً لخروج ابنته إلى العمل، وعندما تعطيه النقود يعطيها مزيداً من الحرية، ويطلب من أبنائه ألا يتدخل أحد في شؤونها.
لُولا تربية أبيها، ويوصي أبناءه بألا يتدخل أحد في حياتها، حتى بعد وفاته. وتقيم لُولا علاقات جنسية مع مديرها وتفقد عذريتها، وحين تترك عملها وتحن إلى الرجال تحضر الشباب إلى بيتها مختفين بعباءة امرأة، وذات يوم يكتشفها أبوها في حالة عري مع شاب، فيصاب بالنوبة القلبية ويموت.
عبد الرقيب أو رقيب يتحول من ماركسي إلى متدين، ويحرق كتب الماركسية كلها، ويغدو خطيباً همه كله يتمحور حول المرأة وضرورة بقائها في البيت، فهي الشيطان الذي يغوي، وحين يتزوج من (نورا) تكتشف هذه فيه، أنه ما زال قبلياً، لا ماركسيا، ثم يعمم شريط جنسي لنورا، فيطلقها زوجها وينضم إلى جماعات المجاهدين خارج الوطن العربي، ويتزوج من امرأة مسلمة غير عربية، ويعود إلى اليمن تاركاً الجماعات الجهادية، مهتماً بتجارته وامرأته. لقد انتمى للمرأة فقط.
مبنى الرواية عن تناقض الإنسان العربي الذي يعيش حياتين، ظاهرية وباطنية، ويمارس في السرّ غير ما يمارسه في العلن.
والمدير الذي تعمل لُولا في مكتبه يفرض على الموظفات الحجاب والصلاة، ثم يقيم علاقة جنسية مع لُولا، والسبب أن حماه رجل متدين ويملك المال، ولو عرف بالحياة الباطنية لزوج ابنته لحرمه من الثروة. و.. و.. وربما ما يحتاج إلى دراسة مفصلة حقا هو هذا النوع من الروايات التي كتبها خليجيون، وفي الغالب نساء، وصدرت في لندن و.. و.. .
أ. د. عادل الأسطة
2016-01-03
[HEADING=2] علي المقري وروايته «حرمة» - عادل الأسطة - دفاتر الأيام [/HEADING]
www.al-ayyam.ps
ترجمت للمقري إلى الفرنسية غير رواية ومنها رواية "حرمة"، وأما علوان ففاز لروايته "القندس"، والروائيان لم يفوزا، حتى اللحظة، ببوكر للرواية العربية، وإن وصل بعض رواياتهما إلى القائمة القصيرة.
ومن خلال القائمة هذه قرأنا لهما بعض أعمالهما: "اليهودي الحالي"، للمقري، و"القندس" لعلوان، وقد طبعتا في فلسطين، حسب ما أعرف.
للمقري رواية ثانية وثالثة ورابعة، وقد طبعت له "حرمة" (دار الساقي، 2012) في فلسطين ولكنها لم توزع ولم تنتشر جيداً، ولم تنجز عنها مراجعات نقدية.
ولطبعتها في فلسطين قصة. طبعها/ صورها ناشر دون أن يقرأها، ثم لفت بعض القراء نظره إلى ما فيها من عبارات جنسية، وهكذا قام بإعدامها. حين عرضت الرواية عليّ من صاحب مكتبة لم ألتفت إليها، ولم ألتفت إلى عبارته: إذا أردت أن تقرأ روايات جريئة فيها عبارات فاضحة، فأقرأ هذه.
لم آخذ الرواية، ولم تلفت صورة الغلاف الخارجي نظري كثيراً.
امرأة محجّبة جميلة عيناها لافتتان. قلت: ماذا ستضيف هذه الرواية إلى روايات أخرى قرأتها، صدرت عن كاتبات خليجيات غالباً، ونشرت في لندن عن دار الساقي؟ هل ستختلف عن "بنات الرياض" لرجاء الصانع، وفي هذه إشارة إلى أشرطة تتبادلها طالبات المدرسة، ولكنها لا تحتوي على عبارات فاضحة مكشوفة، وعن "الآخرون" لصبا الحرز، وهذه أكثر جرأة واستخداماً للكلمات المكشوفة، وعن "الأوبة" لوردة عبد الملك، وعن "ملامح" لزينب حفني، بل وعن "برهان العسل" لسلوى النعيمي.
بعد عام من لفت نظر صاحب، المكتبة لي، أخذت أبحث عن "حرمة" فمؤلفها غدا صديقاً لي على "الفيس بوك"، وأشار إليها أكثر من مرة، وأتى على ترجماتها و.. و.. .
ذهبت إلى صاحب المكتبة فأخبرني أنه ما عاد يعرضها، خوفاً من أن تتعرض مكتبته إلى اعتداء، وذهبت إلى صاحب مكتبة ثانية فقال لي إنه باع منها النسخ العشر التي أحضرها، ولما سألته إن راجعه أحد ما بأمرها نفى. قال لي: في الرواية بعض مفردات فاضحة ليس أكثر. وذهبت إلى الجهة التي طبعت الرواية/ صورتها وتمكنت من الحصول على نسخة بالتي هي...، فصاحب المكتبة أعدم النسخ المصورة كلها، وأحضر لي نسخة خاصة.
قصة الرواية:
تروي رواية "حرمة" شابة يمنية نشأت في بيت يهمه شرف البنت، ولهذا غالباً ما تطلب الأم من ابنتها الحفاظ على غشاء البكارة الذي هو شرف العائلة. الأب يهمه القات، والأم ربة بيت، والأخ عبد الرقيب يكون متأثراً بالماركسية ويقرأ كتبها، ويحضر الأغاني الثورية إلى البيت، ويحث أخته لُولا على التحرر وقراءة الفكر الماركسي، ولُولا تعمل سكرتيرة في مكتب، والساردة عندما تنهي الثانوية تدخل إلى الجامعة لتواصل دراستها.
لا يهتم الأب كثيراً لخروج ابنته إلى العمل، وعندما تعطيه النقود يعطيها مزيداً من الحرية، ويطلب من أبنائه ألا يتدخل أحد في شؤونها.
لُولا تربية أبيها، ويوصي أبناءه بألا يتدخل أحد في حياتها، حتى بعد وفاته. وتقيم لُولا علاقات جنسية مع مديرها وتفقد عذريتها، وحين تترك عملها وتحن إلى الرجال تحضر الشباب إلى بيتها مختفين بعباءة امرأة، وذات يوم يكتشفها أبوها في حالة عري مع شاب، فيصاب بالنوبة القلبية ويموت.
عبد الرقيب أو رقيب يتحول من ماركسي إلى متدين، ويحرق كتب الماركسية كلها، ويغدو خطيباً همه كله يتمحور حول المرأة وضرورة بقائها في البيت، فهي الشيطان الذي يغوي، وحين يتزوج من (نورا) تكتشف هذه فيه، أنه ما زال قبلياً، لا ماركسيا، ثم يعمم شريط جنسي لنورا، فيطلقها زوجها وينضم إلى جماعات المجاهدين خارج الوطن العربي، ويتزوج من امرأة مسلمة غير عربية، ويعود إلى اليمن تاركاً الجماعات الجهادية، مهتماً بتجارته وامرأته. لقد انتمى للمرأة فقط.
مبنى الرواية عن تناقض الإنسان العربي الذي يعيش حياتين، ظاهرية وباطنية، ويمارس في السرّ غير ما يمارسه في العلن.
والمدير الذي تعمل لُولا في مكتبه يفرض على الموظفات الحجاب والصلاة، ثم يقيم علاقة جنسية مع لُولا، والسبب أن حماه رجل متدين ويملك المال، ولو عرف بالحياة الباطنية لزوج ابنته لحرمه من الثروة. و.. و.. وربما ما يحتاج إلى دراسة مفصلة حقا هو هذا النوع من الروايات التي كتبها خليجيون، وفي الغالب نساء، وصدرت في لندن و.. و.. .
أ. د. عادل الأسطة
2016-01-03
[HEADING=2] علي المقري وروايته «حرمة» - عادل الأسطة - دفاتر الأيام [/HEADING]
www.al-ayyam.ps