شعاعا خفيفا ظهر فجأة من بين شقوق السقف،حين فتحت جدتى الرزونة العالية.
أطلت الشمس ناشرة أشعتها الدافئة فى برد يناير،ونحن نجلس أسفلها نضحك وعمى الكبير يشير نحو النخلة العالية السامقة أمام باب الدار ويضحك وهو يحكى لنا عن طفولته البعيدة،وكيف كان يطلع العالية وتقف جدتى أسفل النخلة تتوسل إليه أن يهبط بسلام،كى لا تفجع فيه إذا سقط من فوقها أرضا.
ويظل يحكى لنا وهو يضحك من بين دراديره،ويمسح بظهر يده بعض الدمعات الساقطة فوق خديه،ويشير نحو أمى الجالسة بجوار الباب،ويذكرها:فاكرة يا بنت،يا فاطمة لما كنتى بتطلعى ورايا العالية،وأمك تصرخ وتنادى على أبوك كى يضربك.
تضحك أمى وهى تقبل يد عمها الكبير وتضحك ضحكة طفلة شقية:نعم يا عمى،أذكر ذلك جيدا،ويومها جرت أمى ورائى،وصعدت فوق شجرة التوت الكبيرة،وظللت فوقها حتى جاء أبى من الغيط وأنزلنى من فوقها بهدوء شديد،وهو يضحك غاضبا من أمى.
كان عمى الكبير يأتى إلي بيت جدى كى يقبلنا نحن الصغار قبلات طويلة وسخية، وهو يملس على رؤوسنا الصغيرة بكفه العريض،ويقرأ المعوزتين بصوت هادئ رخيم،ثم يجلس فوق الحصيرة وسط الدار،يوزع علينا ما أحضره لنا من الغيط(كيزان كثيرة من الذرة،بعض القثاء الطازجة،وكثير من جذور البطاطا)وهو يحكى،ويحكى حتى يملأ رؤوسنا الصغيرة بالحكايات والفوازير والمواويل،والمواقف الطريفة.وتشير أمى نحوه ضاحكة وهى ترضع أخى الصغير:فاكر يا عمى يوم أمسكت الديب من وسط أعواد الذرة العالية،بعد أن خطف من أمى دجاجة كبيرة،وجرى بها؟
ثم تدير رأسها نحونا وهى تضحك وتقول:عمى جاب الديب من ديله.
نضحك ضحكات سخية ونطلب من جدنا الكبير أن يحكى لنا كيف جاء بالذئب سليما ولم يقتله.
تأتى جدتى بالفطائر الساخنة وتضعها أمامنا فوق الطبلية وهى تضحك وتكمل حكاية الذئب وتقول:جدكم فضل واقف أمام الدار وماسك الديب من ديله وقابض عليه جامد ومتبت،ويقوله:يا حرامى،سرقت الدجاج،والبط،وصغار الماعز،لغاية ما كل الناس خرجت من الدور ووقفوا أمم أمام الباب.
وبعدها علقه فوق النخلة العالية.
نضحك نحن الصغار ونظل نفرك أيدينا غير مصدقين هذه الحكايات تماما،وأن بها بعض المبالغة،كيف لرجل يمسك ذئب من ذيله حيا،ويظل الذئب ساكنا،ربما تكون هذه مزحة طيبة يقولها لنا الجد الكبير..إلى أن جاء أبى من صلاة الظهر،وجلس معنا حول الطبلية،وأخذ يؤمن على كلام عمه الكبير وهو يربت فوق ظهره بيد حانية ويقطع جزء من الفطيرة ويضعها فى فم عمه وهو يضحك:كان زمان يا عمى،راحت فين أيامك الجميلة.
يضحك الجد الكبير،وهو يقوم واقفا،ويحاول أن يدارى بظهر يده دمعة سقطت سهوا على خده،وخرج من باب الدار الواسع العريض،وهو يتوكأ على عكازه القديم.
ونحن نشيعه بنظرات ثاقبة غير مصدقين تلك الأمجاد القديمة التى سمعنا عنها مهما قال الأب،وقالت الأم وحكت الجدة الكبيرة.
أطلت الشمس ناشرة أشعتها الدافئة فى برد يناير،ونحن نجلس أسفلها نضحك وعمى الكبير يشير نحو النخلة العالية السامقة أمام باب الدار ويضحك وهو يحكى لنا عن طفولته البعيدة،وكيف كان يطلع العالية وتقف جدتى أسفل النخلة تتوسل إليه أن يهبط بسلام،كى لا تفجع فيه إذا سقط من فوقها أرضا.
ويظل يحكى لنا وهو يضحك من بين دراديره،ويمسح بظهر يده بعض الدمعات الساقطة فوق خديه،ويشير نحو أمى الجالسة بجوار الباب،ويذكرها:فاكرة يا بنت،يا فاطمة لما كنتى بتطلعى ورايا العالية،وأمك تصرخ وتنادى على أبوك كى يضربك.
تضحك أمى وهى تقبل يد عمها الكبير وتضحك ضحكة طفلة شقية:نعم يا عمى،أذكر ذلك جيدا،ويومها جرت أمى ورائى،وصعدت فوق شجرة التوت الكبيرة،وظللت فوقها حتى جاء أبى من الغيط وأنزلنى من فوقها بهدوء شديد،وهو يضحك غاضبا من أمى.
كان عمى الكبير يأتى إلي بيت جدى كى يقبلنا نحن الصغار قبلات طويلة وسخية، وهو يملس على رؤوسنا الصغيرة بكفه العريض،ويقرأ المعوزتين بصوت هادئ رخيم،ثم يجلس فوق الحصيرة وسط الدار،يوزع علينا ما أحضره لنا من الغيط(كيزان كثيرة من الذرة،بعض القثاء الطازجة،وكثير من جذور البطاطا)وهو يحكى،ويحكى حتى يملأ رؤوسنا الصغيرة بالحكايات والفوازير والمواويل،والمواقف الطريفة.وتشير أمى نحوه ضاحكة وهى ترضع أخى الصغير:فاكر يا عمى يوم أمسكت الديب من وسط أعواد الذرة العالية،بعد أن خطف من أمى دجاجة كبيرة،وجرى بها؟
ثم تدير رأسها نحونا وهى تضحك وتقول:عمى جاب الديب من ديله.
نضحك ضحكات سخية ونطلب من جدنا الكبير أن يحكى لنا كيف جاء بالذئب سليما ولم يقتله.
تأتى جدتى بالفطائر الساخنة وتضعها أمامنا فوق الطبلية وهى تضحك وتكمل حكاية الذئب وتقول:جدكم فضل واقف أمام الدار وماسك الديب من ديله وقابض عليه جامد ومتبت،ويقوله:يا حرامى،سرقت الدجاج،والبط،وصغار الماعز،لغاية ما كل الناس خرجت من الدور ووقفوا أمم أمام الباب.
وبعدها علقه فوق النخلة العالية.
نضحك نحن الصغار ونظل نفرك أيدينا غير مصدقين هذه الحكايات تماما،وأن بها بعض المبالغة،كيف لرجل يمسك ذئب من ذيله حيا،ويظل الذئب ساكنا،ربما تكون هذه مزحة طيبة يقولها لنا الجد الكبير..إلى أن جاء أبى من صلاة الظهر،وجلس معنا حول الطبلية،وأخذ يؤمن على كلام عمه الكبير وهو يربت فوق ظهره بيد حانية ويقطع جزء من الفطيرة ويضعها فى فم عمه وهو يضحك:كان زمان يا عمى،راحت فين أيامك الجميلة.
يضحك الجد الكبير،وهو يقوم واقفا،ويحاول أن يدارى بظهر يده دمعة سقطت سهوا على خده،وخرج من باب الدار الواسع العريض،وهو يتوكأ على عكازه القديم.
ونحن نشيعه بنظرات ثاقبة غير مصدقين تلك الأمجاد القديمة التى سمعنا عنها مهما قال الأب،وقالت الأم وحكت الجدة الكبيرة.
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com