انشغل العالم أجمع خلال العقد الأخير من القرن العشرين حتى يومنا هذا بقضايا العولمة ومفاهيمها وآثارها المستقبلية، واختلف العلماء والأدباء والمؤرِّخون والكتَّاب بين موافق ومعارض حول انعكاسات العولمة على دول العالم الثالث، ومنها العالم العربي والعالم الإسلامي، وكثرت الكتابات والمؤثرات لتسويق أخطار العولمة وإقناع الدول للدعوة إليها والسير في مناكبها.
وقد فشلت جميع المؤتمرات الاقتصادية التي تدعو إلى السير في ركب العولمة
لقد عكس مفهوم العولمة نظاماً في المجتمع شمل الاقتصاد والثقافة والسياسة، وهذا مغاير تماماً للنظام القديم، إذ إنَّ مفهوم التقادم تبدَّل، فالتغير هنا بات شبه يومي، بل لقد رافق نظرية العولمة طغيان المفهوم الاقتصادي حيث أصبحت تعبِّر عن نشاط رأس المال ومقدار تداخله في العالم، وتحول العالم إلى سوق استهلاكية كبرى لمنتجات الشركات الصناعية الأكبر حجماً، في الوقت الذي بدأ البعد الثقافي مهملاً من جهة التأثير المتبادَل.
والثقافة العالمية ليست شيئاً سوى الثقافة الغربية، أو هكذا يُراد لها أن تكون، ثقافة تعمم وذوق واحد يفرض على جميع البشر، فباسم التعددية العالمية وباسم الثقافة الإنسانية يتم التعدي على الثقافات غير الغربية، وتجاوز الخصوصيات الاجتماعية.
ومن هنا فإنْ بدت العولمة آثارها تظهر في الأفق، إلا أنَّ موضوعها لا يزال صعب التحديد، ويُصعب وضعه في إطار منهجي محدد، فالعولمة عملية تاريخية تحاول أطراف مختلفة أن تدفع بها إلى طرق مختلفة، وإنْ كانت ترمي في النهاية إلى هدف واحد، فما هي العولمة؟
العولمة مفهوم مراوغ ، ومتعدد الدلالات ، ومختلف المعاني ، وعمومية استخدام المصطلح تجعل من الصعب إيجاد مفهوم خاص يتمتع بقبول جماهيري شائع الاستعمال وبالتالي فإنَّ النظرية الذاتية لهذا المفهوم المراوغ لا يجب أنْ تقتصر على كينونة المصطلح واعتبارها كينونة ذاتية مغلقة كما يقول الباحث الدكتور:" محسن أحمد الخضيري بل يجب أنْ تتجه إلى طبيعة المصطلح وانفتاحه، أي بمنطق انفتاحه على الاتجاهات الأخرى ، وتنامي مضمون العولمة مع حركة الفكر وتصاعد الحوار والدراسات عبر الزمن، واتجاهات الجغرافيا وتفاعلها مع التاريخ.
فالعولمة إذاً ثمرة طبيعية برغبة الكيانات الكبرى في التوسع والسيطرة، والهيمنة، وإملاء الإرادة وبسط النفوذ، وهي نتيجة منطقية لزيادة احتياجات المشروعات الكبرى إلى أسواق مفتوحة تنمو بشكل دائم ومستمر ومن ثم فإن أنماط الإنتاج الكبير للمنتجات، والتسويق الواسع الذي يضمن تصريف كامل الإنتاج ، والتوظيف الشامل الذي يستوعب كل مطالب العمل في الاقتصاد، كل هذا وغيره دفع إلى العولمة وتطلب بشدة من الكيانات الاقتصادية المختلفة سرعة التعلم.
د. أيمن دراوشة - باحث وناقد أدبي أردني
وقد فشلت جميع المؤتمرات الاقتصادية التي تدعو إلى السير في ركب العولمة
لقد عكس مفهوم العولمة نظاماً في المجتمع شمل الاقتصاد والثقافة والسياسة، وهذا مغاير تماماً للنظام القديم، إذ إنَّ مفهوم التقادم تبدَّل، فالتغير هنا بات شبه يومي، بل لقد رافق نظرية العولمة طغيان المفهوم الاقتصادي حيث أصبحت تعبِّر عن نشاط رأس المال ومقدار تداخله في العالم، وتحول العالم إلى سوق استهلاكية كبرى لمنتجات الشركات الصناعية الأكبر حجماً، في الوقت الذي بدأ البعد الثقافي مهملاً من جهة التأثير المتبادَل.
والثقافة العالمية ليست شيئاً سوى الثقافة الغربية، أو هكذا يُراد لها أن تكون، ثقافة تعمم وذوق واحد يفرض على جميع البشر، فباسم التعددية العالمية وباسم الثقافة الإنسانية يتم التعدي على الثقافات غير الغربية، وتجاوز الخصوصيات الاجتماعية.
ومن هنا فإنْ بدت العولمة آثارها تظهر في الأفق، إلا أنَّ موضوعها لا يزال صعب التحديد، ويُصعب وضعه في إطار منهجي محدد، فالعولمة عملية تاريخية تحاول أطراف مختلفة أن تدفع بها إلى طرق مختلفة، وإنْ كانت ترمي في النهاية إلى هدف واحد، فما هي العولمة؟
العولمة مفهوم مراوغ ، ومتعدد الدلالات ، ومختلف المعاني ، وعمومية استخدام المصطلح تجعل من الصعب إيجاد مفهوم خاص يتمتع بقبول جماهيري شائع الاستعمال وبالتالي فإنَّ النظرية الذاتية لهذا المفهوم المراوغ لا يجب أنْ تقتصر على كينونة المصطلح واعتبارها كينونة ذاتية مغلقة كما يقول الباحث الدكتور:" محسن أحمد الخضيري بل يجب أنْ تتجه إلى طبيعة المصطلح وانفتاحه، أي بمنطق انفتاحه على الاتجاهات الأخرى ، وتنامي مضمون العولمة مع حركة الفكر وتصاعد الحوار والدراسات عبر الزمن، واتجاهات الجغرافيا وتفاعلها مع التاريخ.
فالعولمة إذاً ثمرة طبيعية برغبة الكيانات الكبرى في التوسع والسيطرة، والهيمنة، وإملاء الإرادة وبسط النفوذ، وهي نتيجة منطقية لزيادة احتياجات المشروعات الكبرى إلى أسواق مفتوحة تنمو بشكل دائم ومستمر ومن ثم فإن أنماط الإنتاج الكبير للمنتجات، والتسويق الواسع الذي يضمن تصريف كامل الإنتاج ، والتوظيف الشامل الذي يستوعب كل مطالب العمل في الاقتصاد، كل هذا وغيره دفع إلى العولمة وتطلب بشدة من الكيانات الاقتصادية المختلفة سرعة التعلم.
د. أيمن دراوشة - باحث وناقد أدبي أردني